مطار "الملكة عليا" بديلًا لـ"رفيق الحريري"

ما إجراءات سفر السوريين عبر الأردن

مطار الملكة علياء في عمان (موقع المطار)

camera iconمطار الملكة علياء في عمان (موقع المطار)

tag icon ع ع ع

يتزايد قدوم السوريين إلى عمّان بدل بيروت في محاولة للوصول إلى دمشق، بعد استهداف إسرائيل الطرقات والمعابر بين سوريا ولبنان، ما يجعل التنقل من الأردن أكثر أمنًا.

وأوضح وزير الداخلية الأردني، مازن الفراية، خلال زيارة تفقدية أجراها لمعبر “نصيب-جابر”، في 23 من تشرين الأول، أن كثيرًا من السوريين كانوا يستخدمون مطار بيروت للوصول إلى سوريا من قبل، وحاليًا وبسبب الأوضاع الراهنة بدأوا يقصدون مطار “الملكة علياء” الدولي.

السلطات السورية والأردنية بدأت عمليات التأهيل لمعبر نصيب- جابر الحدودي، بالتزامن مع زيادة في حركة المرور من الأردن.

وأعلنت حكومة النظام السوري عن بدء توسيع المعبر وتأهيل المرافق الموجودة، وافتتاح مبنى النافذة الواحدة الذي يسهل قدوم المسافرين ومغادرتهم، باعتبار هذا المبنى يضم كل الدوائر المعنية التي تقدم الخدمة للمسافرين.

كما زادت عدد ساعات العمل على المعبر لمدة ساعتين إضافيتين، وهو ما أكده أيضًا المحلل السياسي الأردني صلاح ملكاوي، لعنب بلدي.

وأوضح وزير الداخلية في حكومة النظام السوري، محمد رحمون، أنه “سيتم حل المشكلات التي تتعلق بالطاقة الاستيعابية للساحة الموجودة في نصيب، قياسًا بعدد الشاحنات المحملة بالبضائع”.

ومن جهة أخرى، سيبنى “مخطط شمولي” للمعبر لاستيعاب أعداد أكبر من المسافرين والبضائع بين الأردن وسوريا، وفق ما أشار إليه وزير الداخلية الأردني، مازن الفراية.

توسعة سورية لمعبر “نصيب” بعد تواصل أردني

ما آلية عبور السوريين؟ 

السوريون قبل حملة إسرائيل في لبنان كانوا يعتمدون على مطار “رفيق الحريري” في بيروت للسفر إلى بلدان مثل إسطنبول أو بلدان أوروبية ودول خليجية.

لكن بعدما اشتد التصعيد بات من الصعب دخولهم إلى لبنان للسفر من المطار الذي قلص رحلاته بالأصل، وباتت الرحلات تقتصر على شركة واحدة وهي “ميدل إيست آي”. 

كما أن السوريين كانوا يعتمدون على لبنان لمقابلة السفارات والتسجيل للسفر إلى الخارج.

ونتيجة لذلك، تحوّل قسم كبير منهم باتجاه الأردن، قاصدين السفر من مطار “الملكة علياء” أو لإجراء المعاملات في السفارات الأجنبية.

الدخول من سوريا

وبالنسبة إلى آلية دخول السوريين من سوريا إلى الأردن أوضح المحلل السياسي صلاح ملكاوي أنه أصبح بإمكان السوريون الدخول إلى الأردن لمدة 48 ساعة دون إذن مسبق، وذلك من خلال المكاتب السياحية، للسفر عبر مطار “الملكة علياء”.

ويتم ذلك بمجرد إبراز حجز الطائرة وجواز سفر ساري المفعول، وفيزا أو الإقامة المعطاة له في الدولة التي يرغب بالسفر لها، وفق ما ذكر ملكاوي.

وأضاف المحلل السياسي، المطلع على العملية، أن عملية الدخول إلى الأردن تأتي عبر الطريقة المذكورة أو عن طريق طلبات عائلية من الأردن.

بعد الحرب في لبنان أوقفت معظم شركات الطيران رحلاتها باتجاه بيروت.

وأضاف ملكاوي أن لبنان ربما مقبل على حصار بحري- جوي- بري، (بإغلاق للمعابر)، وهذا يتطلب عدم “خنق المواطنين السوريين الموجودين داخل سوريا، والذين قد يحتاجون إلى السفر. ويكون هذا عبر مطار علياء الدولي”.

كما اعتبر أن الأردن قد يصبح المنفذ الوحيد في المرحلة المقبلة لسوريا ولبنان. 

ويبلغ عدد العابرين اللبنانيين من سوريا إلى الأردن عبر الحدود نحو 10 آلاف شخص، منذ بداية الضربات الإسرائيلية على لبنان.

أما عن السوريين فيبلغ عددهم قرابة 180 ألف شخص، وذلك منذ بدء تطبيق التعليمات الجديدة التي اتخذها الحكومة الأردنية للسماح للسوريين بالقدوم إلى المملكة بغرض الزيارة، في حزيران من العام الماضي.

إلى الأردن ثم سوريا

ونقلت قناة “المملكة” الأردنية، التعليمات الجديدة لكيفية دخول السوريين إلى الأردن، في مطلع أيلول الماضي.

وجاءت في التعليمات أن السوريين المقيمين في دول مجلس التعاون الخليجي، وكندا، وأستراليا، واليابان، والولايات المتحدة، وكوريا الجنوبية، لا يحتاجون إلى موافقة مسبقة لدخول الأردن.

وفي المقابل، يتقدم السوري من حملة وثائق السفر الأجنبية، بما فيها الصادرة عن دول في أوروبا والولايات المتحدة وكندا وأستراليا، بطلب للسماح له بالدخول إلى الأردن من خلال موقع الخدمات الإلكترونية لوزارة الداخلية.

ونقلت “المملكة” عن وزارة الداخلية الأردنية، أن متوسط المدة الزمنية لإنجاز الطلب من 7 إلى 10 أيام عمل.

ويشترط أن تكون بحوزتهم عند القدوم تذكرة سفر ذهاب وإياب.

وما سبق، أوضحه ملكاوي بالقول إن آلية التسجيل على المنصة تكون بموافقة أولية بعد إدخال البيانات.

وتتراوح مدة الإجراء حوالي 24 ساعة، تليها موافقة أمنية وتأتي بعد قرابة أسبوع، وترسل على شكل ملف عبر المنصة، وهو ما يسمح بالدخول إلى الأردن.

ماذا عن مطارات سوريا؟

وعلى الرغم من وجود مطار “دمشق” و”حلب” في سوريا إلى أن الأشخاص عادة ما يفضلون السفر من مطار بيروت لتوفر خيارات متعددة في شركات الطيران والرغبة في السفر من دون “ترانزيت”.

وكانت شركة “أجنحة الشام” في سوريا غيرت مسار رحلاتها من بيروت إلى الكويت، قبل أسبوع.

وتوجد طريقتان شائعتنا للسفر من سوريا، الأولى بشكل مباشر من مطار “دمشق” إلى مطار “بيروت”، ومنها إلى الوجهة التي يريدها المسافر، أو السفر إلى مطار “بيروت” برًا، ومن ثم الانطلاق إلى الوجهة المراد الذهاب إليها.

وكان أغلب المسافرين يفضلون السفر برًا إلى لبنان، ثم يسافرون إلى وجهتهم من مطار“بيروت”، كون تلك الطريقة أقل تكلفة من السفر المباشر بالطائرة من مطار “دمشق”.

ودفع ما سبق “أجنحة الشام” عقب انقطاع الطريق البري إلى نقل رحلات “الترانزيت” من دمشق إلى مطار “الكويت” بدل مطار “بيروت”.

“أجنحة الشام” تغيّر مسار رحلاتها من بيروت إلى الكويت

ما معبر نصيب؟

افتتح معبر “نصيب” في عام 1997، وهو الرسمي الوحيد بين الأردن وسوريا، ويسمى بذلك نسبة للبلدة التي يوجد فيها، في محافظة درعا جنوبي سوريا.

ويطلق عليه في الأردن معبر “جابر”، نسبة لبلدة جابر المتاخمة للحدود السورية.

ويشمل معبر “نصيب” ثلاثة مسارات، واحد للمسافرين القادمين، وآخر للمغادرين بمركباتهم الخاصة أو وسائط نقل العمومية، والثالث مخصص للشاحنات القادمة والمغادرة.

وأغلق المعبر بعد سيطرة قوات المعارضة عليه، في نيسان 2015، وأعيد افتتاحه بشكل جزئي في 2018 وصولاً إلى افتتاحه الكامل في أيلول 2021 بعدما أعادت عمّان ودمشق علاقاتهما. 




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة