مخلفات حرب ومبانٍ تنهار..

معضلة الأنفاق تعوق الإعمار في جوبر

بناء مدمر في حي جوبر بدمشق - 5 شباط 2025 (عنب بلدي/ أنس الخولي)

camera iconبناء مدمر في حي جوبر بدمشق - 5 شباط 2025 (عنب بلدي/ أنس الخولي)

tag icon ع ع ع

عنب بلدي – بيسان خلف

شرقي العاصمة دمشق، يبدو حي جوبر كمدينة أشباح، أكوام من الأبنية المنهارة، دمى الأطفال المترامية، شرفات البيوت المتضررة، بفعل قصف نظام الأسد المخلوع.

ورغم انتهاء العمليات العسكرية في جوبر وانسحاب فصائل المعارضة عام 2018، ما زالت بعض المباني التي نجت من القصف تنهار بشكل متتالٍ، بسبب وجود الأنفاق التي عمدت إليها فصائل المعارضة لتجنب القصف الجوي وتأمين احتياجات السكان.

كريم المعتوق هُجّر من حي جوبر إثر اندلاع العمليات العسكرية، ثم عاد ليتفقد بيته عام 2020، عبر موافقة أمنية من قبل النظام السابق ووجده صامدًا، وعندما زاره بعد سقوط النظام، تفاجأ بانهيار منزله.

أرجع كريم سبب انهيار منزله المفاجئ إلى انفجار الألغام الأرضية، ولكن عند دراسة البنية التحتية لمنزله من قبل مهندس، اكتشف أن السبب يعود لوجود نفق تحت المنزل.

أما أحمد الحسين فيراقب منزله الذي ينزلق بشكل تدريجي، ولجأ إلى مهندسين، فتبين أن السبب وجود الأنفاق التي تسبب فراغًا تحت الأرض، وبالتالي تنهار البنية التحتية فوق النفق.

معضلة الأنفاق

تواجه عملية إعادة الإعمار في حي جوبر الدمشقي معضلة امتداد الأنفاق على طول كيلومترات تحت الأرض.

ويتفاوت طول الأنفاق في الحي، من نفق يتسع لشخص واحد، إلى أنفاق ضخمة كانت مخصصة لعبور السيارات والبضائع والأسلحة الخفيفة والثقيلة.

ووفقًا لأهالٍ في حي جوبر، فإن الانفاق تضم مستودعات ذخيرة ومستشفيات ميدانية استخدمتها فصائل المعارضة خلال سيطرتها على هذه المنطقة.

مجلس أمناء جوبر يوضح

أوضح عضو مجلس أمناء بلدية جوبر، محمد عواطة، لعنب بلدي، أن الانفاق تشكل عائقًا أمام عودة النازحين إلى منطقة جوبر، فهي تمتد إلى عمق كبير تحت الأرض، وتشكل الأنفاق مساحات واسعة من حي جوبر بعضها لا يمكن تحديد مكانه، إذ تحتاج إلى دراسة هندسية حتى يتم الكشف عنها.

هذه الأنفاق بعضها يحتوي على مخلفات الحرب، ما يجعل ردمها مهمة صعبة، تحتاج إلى تعاون عسكري، حتى يتم التعامل مع المخلفات بطريقة لا تسبب أضرارًا أكبر في المنطقة، وفي البداية لا بد من إزالة الألغام الأرضية ومخلفات الحرب، ثم ردم الأنفاق، أو استخدامها في عملية الإعمار.

وأكد عواطة أن مجلس أمناء جوبر، وبالتعاون مع محافظة دمشق ومهندسين متطوعين، يعمل على خطة لدراسة إنشائية، ووضع مخطط لدراسة هذه الأنفاق وتحديد موقعها، وكيفية التعامل معها، بطريقة تضمن عودة آمنة للأهالي.

وبلغ عدد المباني المدمرة كليًا في منطقة الغوطة الشرقية 9353 مبنى، بالإضافة إلى 13661 مبنى مدمرًا بشكل بالغ، و11122 مبنى مدمرًا بشكل جزئي، ليصل مجموع المباني المتضررة إلى 34136، وفقًا لتقرير صادر عن معهد الأمم المتحدة للبحث والتدريب.

كيف اُستخدمت الأنفاق

للصمود بوجه الحصار الذي فرضه نظام الأسد على حي جوبر والأحياء المحيطة به، اعتمدت فصائل المعارضة السورية على حفر الأنفاق، لتأمين حاجات سكان الغوطة الشرقية.

وكانت أنفاق جوبر تُشكل معبرًا اقتصاديًا لمناطق الغوطة الشرقية المحاصرة، إذ اُستخدمت لتهريب البضائع من مواد غذائية وطبية ووقود، إضافة إلى الذخيرة والسلاح، لفصائل المعارضة المسلحة.

النظام السوري وفصائل المعارضة استخدما بعض الأنفاق لزرع الألغام فيها، بهدف تفجير أهداف على الأرض.

وشهد حي جوبر شرقي دمشق في السنوات الماضية معارك عنيفة بين فصائل المعارضة وقوات النظام السوري، تعرض فيها الحي للقصف بمختلف أنواع الأسلحة، ما أدى إلى دمار واسع في أبنيته.

وتمكنت قوات النظام من بسط سيطرتها على الحي، في نيسان 2018، بعد أن وقّعت روسيا اتفاقية “تسوية” مع “فيلق الرحمن”، خرج بموجبها مقاتلو الغوطة الشرقية إلى الشمال السوري.
وبعد سيطرتها على جوبر، منعت قوات النظام السابق دخول الأهالي إليه، وفرضت عليهم موافقة أمنية للدخول لتفقد منازلهم.



مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة