مكان المقبرة الجماعية في الزبداني في أرض صخرية وغير متوقع 2 من أيار 2025 (عنب بلدي/مصعب عواد)
في أرض صخرية.. اكتشاف مقبرة جماعية في الزبداني
يواصل “الدفاع المدني السوري” في الزبداني انتشال جثث من مقبرة جماعية اكتشفت اليوم، الجمعة 2 من أيار، على عمق ثلاثة أمتار في منطقة صخرية.
وانتشلت فرق “الدفاع” تسع جثث فيما لا تزال هناك ثلاث جثث على الأقل مدفونة في منطقة “وادي شحرايا” القريبة من سهل مدينة الزبداني بريف دمشق.
وأفاد “الدفاع المدني”، عنب بلدي، أن المقبرة اكتشفت بعد ورود بلاغ بوجود جثة في أرض موجودة بالسهل.
ويبعد سهل الزبداني، عن مركز المدينة حوالي ثلاثة كيلومترات، وسيطرت قوات نظام الأسد وحليفها “حزب الله” اللبناني على “وادي شحرايا” بداية عام 2015.
“الدفاع المدني” استخرج تسع جثث من المقبرة الجماعية المكتشفة، مشيرًا إلى أنه من غير المتوقع وجود مقبرة جماعية في تلك المنطقة.
وبحسب “الدفاع”، توقف الحفر بالآليات نظرًا لصعوبة المكان وطبيعة الأرض الصخرية التي توجد فيها المقبرة، فيما بدأت الفرق الحفر بالأيدي لاكتشاف كامل المقبرة.
الطبيب الشرعي في الزبداني والذي رافق فرق “الدفاع المدني”، الدكتور علي التيناوي، كشف لعنب بلدي أن الجثث لم يدفنوا مرة واحدة، وإنما دفنوا على دفعات في عمق وصل ثلاثة أمتار.
وأشار التيناوي إلى أن الجثامين تقريبًا مدفونة منذ ثمانية سنوات، أي أنها دفنت بين عامي 2016 و2017، حينما كان “حزب الله” اللبناني وجيش النظام يسيطران على تلك المنطقة.
الطبيب الشرعي، أكد أن أعمار الضحايا مختلفة بناء على الملابس وحجم العظام المكتشفة، ومن بينهم امرأة وطفل وشبان بأعمار تتراوح بين 16 و18 عامًا، ورجل كبير.
التيناوي، وفي حديثه لعنب بلدي، أشار إلى أمرين مهمين في أثناء البحث، أولًا أن إحدى الجثث كانت مكممة الفم، بدليل بقاء الكمامة على موضع الفم في الجمجمة.
الأمر الآخر أن هناك ما بين ثلاث وأربع جماجم من الرفات المكتشفة، مهشَّمة بمعنى أنها تعرضت لتعذيب وضرب شديدين، أدت إلى تهشِّمها.
وسبب الوفاة، وفق ما يرى التيناوي، أن الجثث تعرضت لتعذيب شديد، ثم لإطلاق نار أدى إلى مفارقتها الحياة، كما هو واضح من فحص العظام والملابس.
ومن الصعب التكهن بوجود مقابر جماعية، أخرى في الزبداني أو في المناطق المجاورة، وفق ما قاله “الدفاع المدني”، والطبيب الشرعي علي التيناوي.
وفي 28 كانون الأول 2024، اكتشف الدفاع المدني مقبرة في “حرش بلودان” الذي كان مقرًا لـ”الفرقة الرابعة” ومعتقلًا في آن واحد، زُّج به مئات من أهالي الزبداني ولم يخرجوا منه، وفقًا شهادات متقاطعة حصلت عليها عنب بلدي.
مقابر جماعية أخرى
في 28 من كانون الثاني، عثر “الدفاع المدني” على مقبرة جماعية جديدة، تحوي بقايا جثث متفحمة في قبوين منفصلين في بلدة سبينة بريف دمشق.
وقالت وكالة “أسوشيتد برس” الأمريكية، إن المقبرة الجماعية تضم ما لا يقل عن 26 جثة، بينها رجال ونساء وأطفال، تحمل بقايا أجسادهم آثار جروح ناجمة عن طلقات نارية وحروق.
واستخرج أعضاء “الدفاع المدني” بقايا هياكل عظمية مجزأة ومتآكلة من قبو عقارين في بلدة سبينة، جنوب غرب العاصمة، وسجلوا كل مجموعة من البقايا ورمّزوها، ومن ثم جرى تحميلها على شاحنات لنقلها.
وقال أحد عناصر “الدفاع المدني” عبد الرحمن المواس، لـ”أسوشيتد برس”، إن الدفاع المدني اكتشف أكثر من 780 جثة، معظمها مجهولة الهوية منذ 28 تشرين الثاني 2024.
وأضاف المواس أن العديد من الجثث عُثر عليها في قبور ضحلة اكتشفها السكان المحليون أو حفرتها الحيوانات، حيث يتم نقل الجثث إلى أطباء الطب الشرعي لتحديد هويات أصحابها ووقت وسبب الوفاة، وكذلك مطابقتها مع أفراد الأسرة المحتملين، مضيفًا “بالطبع هذا الأمر يتطلب سنوات من العمل”.
وكانت لجنة التحقيق الدولية المستقلة بشأن سوريا التابعة للأمم المتحدة، أكدت ارتكاب النظام السوري السابق جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب.
وقالت اللجنة الأممية في تقرير لها، في 27 من كانون الثاني الحالي، إن قيام النظام السابق في سوريا بالاعتقال التعسفي والتعذيب والاختفاء القسري بشكل منهجي ضد السوريين، يشكل جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب، ويعد أسوأ الانتهاكات المنهجية للقانون الدولي التي تم ارتكابها.
اللجنة أعدت تقريرًا بعنوان “شبكة عذاب: الاحتجاز التعسفي والتعذيب وسوء المعاملة في الجمهورية العربية السورية”، ويستند إلى أكثر من ألفي إفادة من الشهود، بما في ذلك أكثر من 550 مقابلة مع ناجين من التعذيب.
وشددت المنظمة الأممية على أن معاناة عشرات الآلاف من العائلات التي لم تعثر على أقاربها المفقودين بين السجناء المفرج عنهم لا تزال مستمرة، مؤكدة أن اكتشاف مقابر جماعية إضافية دفع العديد من العائلات إلى استنتاج الأسوأ.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :