
قوات الأمن الهندية تستنفر على الجانب الخاضع للسيطرة الهندية من كشمير على الحدود مع باكستان- 7 أيار 2025 (نيويورك تايمز)
قوات الأمن الهندية تستنفر على الجانب الخاضع للسيطرة الهندية من كشمير على الحدود مع باكستان- 7 أيار 2025 (نيويورك تايمز)
اشتعلت المواجهات العسكرية بين الهند وباكستان خلال الساعات الماضية، بعد أيام من التوتر والقطيعة الدبلوماسية، وسط مخاوف من تفاقم الحرب بين البلدين.
وأعلن المتحدث باسم الجيش الباكستاني اليوم، الأربعاء 7 من أيار، مقتل 26 مدنيًا على الأقل وإصابة 46 آخرين بجروح، في ضربات للجيش الهندي على ستة مواقع في باكستان وفي تبادل لإطلاق النار بين الجيشين بمنطقة كشمير.
وأفادت وكالة “أسوشيتد برس” الأمريكية نقلًا عن مسؤول باكستاني، أن من بين القتلى 13 شخصًا لقوا حتفهم جراء قصف هندي على مسجد في باكستان.
كما نقلت وكالة “رويترز” عن مسؤول هندي قوله، إن 10 أشخاص قتلوا وأصيب 48 آخرون في قصف باكستاني استهدف الشطر الهندي من كشمير.
وقال وزير الدفاع الباكستاني، خواجة محمد آصف، إن بلاده أسقطت 5 مقاتلات عسكرية هندية وطائرة مسيّرة.
ونقلت “رويترز” عن المتحدث العسكري الباكستاني الجنرال أحمد شريف قوله، “إن الطائرات الهندية التي أُسقطت هي من طراز “رافال”، وواحدة من طراز “سو-30″، وأخرى من طراز “ميغ-29″.
كما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أن مصدرًا أمنيًا هنديًا أكد تحطم ثلاث طائرات حربية هندية داخل البلاد لـ”أسباب مجهولة”.
ودعت لجنة الأمن القومي الباكستانية، بعد اجتماع طارئ اليوم في العاصمة إسلام آباد، إلى إخضاع الهند للمساءلة عقب الهجمات التي شنتها على البلاد، وفق بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء.
وجاء في البيان، “تدعو لجنة الأمن القومي الباكستانية المجتمع الدولي إلى إدراك خطورة أفعال الهند غير القانونية وغير المبررة، ومحاسبتها على انتهاكاتها الصارخة للأعراف والقوانين الدولية”.
وأشار البيان إلى أن الرد الباكستاني “سيكون انتقامًا لفقدان أرواح باكستانيين أبرياء، وردًا على انتهاك الهند الصارخ للسيادة الباكستانية”، كما خوّل القوات المسلحة الباكستانية لاتخاذ “الإجراءات اللازمة”.
يأتي ذلك فيما يتواصل القصف المتبادل بين جيشي البلدين عبر معظم خط وقف إطلاق النار في كشمير، بعد أن قصفت الهند الليلة الماضية 9 مواقع داخل باكستان قالت إنها “بنية تحتية تابعة لإرهابيين” مسؤولين عن هجوم مسلح في الشطر الهندي من كشمير في 22 من نيسان الماضي.
وجاء في بيان للجيش الهندي، أن “باكستان انتهكت مرة جديدة اتفاق وقف إطلاق النار بقصفها المدفعي لقطاعي بيمبر غالي وبونش راجوري في الشطر الهندي من كشمير، مضيفًا أنه “رد بشكل مناسب ومدروس”.
أدانت وزارة الخارجية التركية الهجوم الصاروخي الذي شنته الهند على باكستان، مؤكدة أنه أثار خطر حرب شاملة.
وقالت الوزارة في بيان إنها تتابع بقلق التطورات الجارية بين باكستان والهند، وحثت الطرفين على التصرف بحكمة وتجنب الأعمال أحادية الجانب.
بدورها أكدت الحكومة البريطانية أنها مستعدة للتدخل “لخفض التصعيد” بين الهند وباكستان، وقال وزير التجارة البريطاني جوناثان رينولدز لهيئة “بي بي سي”، “نحن مستعدون وقادرون على القيام بأي شيء يتعلق بالحوار وخفض التصعيد”.
ونصحت السلطات البريطانية مواطنينها بعدم السفر إلى أجزاء من الهند وباكستان بعد التصعيد في الصراع بين البلدين.
كما دعت روسيا الهند وباكستان إلى “ضبط النفس” بعد تبادل القصف المدفعي الكثيف، وقالت وزارة الخارجية الروسية، إنها “قلقة للغاية من تصاعد المواجهة العسكرية”، مشددة على أنها تأمل في “حل التوتر بالطرق السلمية والدبلوماسية”.
الصين قالت إنها “تأسف” للضربات الهندية على باكستان، معربة عن “قلقها” من تصاعد التوتر المتجدد بين البلدين.
في حين أعلن البيت الأبيض أنّ وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، تحدّث مع نظيريه الهندي والباكستاني ودعاهما لإجراء حوار بهدف “تهدئة الوضع” العسكري الذي استعر بين بلديهما في أعقاب تبادلهما القصف.
وأضاف روبيو أنه يراقب الوضع عن كثب، وأن واشنطن ستواصل التواصل مع جيرانها الآسيويين للتوصل إلى “حل سلمي”.
تصاعد التوتر بين الهند وباكستان في 22 من نيسان الماضي، عقب إطلاق مسلحين النار على سياح هنود في منطقة بهلغام بإقليم جامو وكشمير (شمال) الخاضع للإدارة الهندية، ما أسفر عن مقتل 26 شخصًا وإصابة آخرين.
وقال مسؤولون هنود، إن منفذي الهجوم “جاؤوا من باكستان”، في حين اتهمت إسلام أباد الجانب الهندي بممارسة حملة تضليل ضدها.
وعقب ذلك قررت الهند تعليق العمل بـ”معاهدة مياه نهر السند” لتقسيم المياه في أعقاب الهجوم، وطالبت دبلوماسيين باكستانيين في نيودلهي بمغادرة البلاد خلال أسبوع.
من جانبها، نفت باكستان اتهامات الهند وقيّدت عدد الموظفين الدبلوماسيين الهنود في إسلام أباد، وأعلنت أنها ستعتبر أي تدخل في الأنهار خارج معاهدة مياه نهر السند “عملًا حربيًا”، وعلقت كل التجارة مع الهند وأغلقت مجالها الجوي أمامها.
وسبق أن خاضت الهند وباكستان حربين بسبب السيطرة على كشمير، التي يحكمها كل منهما جزئيًا، ولكن يطالب كل منهما بالسيادة عليها بالكامل.
كان البلدان المتجاوران النوويان متنافسين منذ تقسيمهما عام 1947 بعد الاستقلال عن بريطانيا، والذي أثار هجرة طائفية جماعية في كلا الاتجاهين، شابها إراقة الدماء والعنف على الجانبين، وفق “رويترز”.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى