
فيضان القسطل الرئيسي للصرف الصحي في قرية العجمي في ريف درعا الغربي - 5 أيار 2025 (عنب بلدي / محجوب الحشيش)
فيضان القسطل الرئيسي للصرف الصحي في قرية العجمي في ريف درعا الغربي - 5 أيار 2025 (عنب بلدي / محجوب الحشيش)
درعا – محجوب الحشيش
أجلى رياض الجاسم عائلته من منزله في قرية العجمي بريف درعا الغربي مرتين خلال فصل الشتاء الماضي، بعد طوفان مياه الصرف الصحي ودخولها المنزل إثر انسداد في الخط الرئيس.
حالة رياض مشابهة لمعظم سكان القرية، في معاناة مستمرة لأكثر من عام، تتمثل بفيضان الصرف الصحي وخاصة في الحيين الغربي والجنوبي، وهما من الأماكن المنخفضة إذ تدخل المياه الآسنة للمنازل.
ورغم محاولات المجتمع المحلي فتح القسطل الرئيس عبر جمع تبرعات من السكان لإحضار آليات وفرق مديرية الصرف الصحي في درعا، فإن جميعها باءت بالفشل، ما دفع البعض تسريبها إلى وادي اليرموك، الأمر الذي زاد من التلوث البيئي وانتشار الحشرات الضارة.
أرجع علي الحشيش، رئيس بلدية تل شهاب التي تتبع لها قرية العجمي إداريًا، أسباب فيضان الصرف الصحي إلى تعديات على الخط الرئيس من أجل تحصيل مياه لسقاية المحاصيل الزراعية.
وقال الحشيش لعنب بلدي، إنه قدم كتبًا عدة لمديرية الصرف الصحي في درعا استجابت من خلالها المديرية عبر إرسال صهريج نضح و”صاروخ تسليك” ما يقارب أربع مرات على فترات متفرقة.
وأضاف أن مجلس بلدية تل شهاب يفتقر لآليات ومعدات الصرف الصحي، ولا يوجد لدى البلدية صهريج نضح و”صاروخ تسليك” بالإضافة إلى نقص في العمال المتعاقدين.
رياض الجاسم الذي أخلى منزله، ويعمل في ورشات البناء، قال إن مديرية الصرف الصحي تستخدم صاروخًا مخصصًا لفتح الخطوط الفرعية في حين تحتاج الشبكة إلى “صاروخ تسليك” مخصص للخطوط الرئيسة.
وأضاف أن السبب الرئيس حاليًا في استمرار الفيضان هو تكلس الرواسب في قطر القسطل والتي تشكلت بعد انخفاض منسوب مياه الشرب جراء جفاف عيون العبد القريبة من البلدة، وأصبح السكان يقتصدون في استخدام المياه التي أصبحت شحيحة يشترونها من الصهاريج.
وأرجع إبراهيم ذيب سبب الانسداد إلى تعديات من قبل مزارعين على الخط الرئيس للصرف الصحي من أجل استخدام المياه الآسنة للسقاية، وذلك عبر وضع أحجار وأكياس داخل الخط.
صلاح الحمد وهو من سكان القرية ومنزله تعرض لفيضان الصرف الصحي، قال إن السبب هو سرقة أغطية نقاط التفتيش، ما أدى إلى دخول النفايات التي سبّب تراكمها انسدادًا في الخط الرئيس.
رغم محاولات عدة من قبل المجتمع المحلي ومديرية الصرف الصحي لفتح الخط الرئيس، فإن المشكلة ما زالت قائمة وتزداد خطورتها صيفًا لانتشار البعوض والرائحة الكريهة.
وقال إبراهيم ذيب، إنه دفع ما يقارب 100 ألف ليرة سورية (تسعة دولارات أمريكية) على فترات متقطعة عبر لجنة الحي، والتي جمعت عن كل بطاقة عائلية 25 ألف ليرة سورية في كل إصلاح تجريه اللجنة المحلية لفتح الخط.
وأضاف إبراهيم أن اللجنة تتكفل في تأمين عمال مياومة ومحروقات وصهاريج مياه ترافق سيارات مديرية الصرف الصحي، والتي عملت أكثر من مرة على فتح الخط الرئيس.
في حين قال محمد ذيب، وهو موظف حكومي، إن مياه الصرف الصحي دخلت منزله أكثر من مرة، ما دفع سكان الحي في كل مرة لجمع تبرعات، وإحضار آليات مديرية الصرف الصحي لفتح الخط الرئيس.
وأضاف أن سكان الحي الغربي سربوا مياه الصرف الصحي باتجاه وادي اليرموك المجاور للقرية، ما سبب انتشار رائحة كريهة وبعوض وزاد من نسبة التلوث في القرية.
قال صلاح الحمد، إنه بات يخشى على قواعد منزله من الانهيار جراء تسرب المياه الآسنة إلى أساسات البناء.
أما رياض الجاسم، فقال إن ابنه ذا الخمس سنوات أصيب بمرض التهاب الأذن الوسطى، وكان تشخيص الطبيب بأن الطفل تعرض لروائح كريهة، ما دفعه لإرسال طفله إلى منزل جده حتى يتمكن من علاجه.
تقع قرية العجمي في ريف درعا الغربي على كتف وادي اليرموك، ويبلغ عدد سكانها 5000 نسمة يعمل معظمهم في الزراعة وتربية المواشي.
وفي عام 2004، أبدت مديرية مياه درعا تخوفها من مشكلة تلوث مياه الشرب في عيون العبد، وهي مجاورة للقرية من جهة الغرب وتغذي كلًا من مدن جاسم وإنخل والحارة وسملين وزمرين، إضافة إلى عدد من التجمعات السكنية في منطقة الجيدور، جراء تسرب من مياه الصرف الصحي من الحفر المطمورة التي كان يستخدمها السكان في ذاك الوقت للتخلص من مياه الصرف الصحي.
ولذلك، قررت مديرية المياه والصرف الصحي تركيب شبكة تصريف لكامل القرية ومعالجتها عبر محطة تنقية تقع غربي القرية لتفادي مشكلة تلوث مياه الشرب، وخلال سيطرة المعارضة (بعد عام 2011 حتى عام 2018) وبعد سيطرة النظام السابق، أعادت المديرية تفعيل المحطة، ولكن المياه الآسنة لم تعد تصل إليها مؤخرًا بسبب انسداد في الخط الرئيس.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى