“أرض الفرص”.. سوريا دون عقوبات تجذب المستثمرين

بعد الإعلان عن رفع العقوبات الأمريكية أصبحت سوريا "أرض الفرص" للاستثمار - 20 من شباط 2025 (عنب بلدي/ عمر علاء الدين)

camera iconبعد الإعلان عن رفع العقوبات الأمريكية أصبحت سوريا "أرض الفرص" للاستثمار - 20 من شباط 2025 (عنب بلدي/ عمر علاء الدين)

tag icon ع ع ع

ارتفعت آمال المستثمرين ورجال الأعمال من مختلف الدول في المنطقة، بإعلان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب رفع العقوبات عن سوريا في 13 من أيار، وبعد هذا عمدت الحكومة السورية إلى دعوة جميع المستثمرين للاستثمار في سوريا، باعتبارها “أرض الفرص”.

وقال وزير المالية السوري، محمد يسر برنية، في تصريحات لوكالة “رويترز” اليوم الخميس 15 من أيار، إن مستثمرين من الإمارات العربية المتحدة والكويت والمملكة العربية السعودية، من بين دول أخرى كانوا يستفسرون عن الاستثمار”.

وأضاف برنية، “سوريا اليوم أرض الفرص، مع إمكانات هائلة في كل القطاعات، من الزراعة إلى النفط والسياحة والبنية الأساسية والنقل”، داعيًا جميع المستثمرين إلى اغتنام هذه الفرصة.

من المتوقع، بحسب الوكالة، أن يمثل رفع العقوبات الأمريكية على سوريا حقبة جديدة للاقتصاد الذي دمرته 13 عامًا من الحرب، ما يفتح الطريق أمام تدفقات الاستثمار من الشتات السوري وتركيا ودول الخليج التي تدعم الحكومة الجديدة.

أمريكا وتركيا

تيموثي آش، كبير استراتيجيي الأسواق الناشئة في “آر بي سي بلوباي” الأمريكية لإدارة الأصول قال للوكالة، “هناك فرصة حقيقية لإحداث تغيير تحويلي في سوريا والمنطقة الأوسع”.

بينما يتوقع أونور جينك الرئيس التنفيذي للمجموعة المالية “BBVA”، التي تضم مجموعتها “Garanti BBVA“، ثاني أكبر بنك خاص في تركيا، أن تستفيد الشركات والبنوك التركية من رفع العقوبات.

وقال جينك، “بالنسبة لتركيا، سيكون الأمر إيجابيًا لأن هناك حاجة ماسة لإعادة الإعمار في سوريا. من سيقوم بذلك؟ الشركات التركية”.

وأضاف أن “رفع العقوبات من شأنه أن يسمح للشركات التركية بالذهاب إلى هناك الآن بشكل أفضل بكثير، كما سيسمح للبنوك التركية بتمويلها، وهذا من شأنه أن يساعد”.

في 18 من نيسان الماضي، أعرب وزير التجارة التركي، عمر بولات، عن رغبة بلاده في التفاوض على اتفاقية شراكة اقتصادية شاملة مع سوريا،

وقال بولات، إن تركيا ستتحرك بسرعة بشأن قضايا مثل تشجيع الاستثمارات وحمايتها، ومنع الازدواج الضريبي، والتعاون المصرفي، وافتتاح المصارف التركية في سوريا، وفق ما نقلته وكالة “الأناضول” التركية.

وذكر أن مسؤولي الحكومة السورية أعربوا عن رغبتهم بالتعاون مع تركيا في كل المجالات، من زيادة التجارة والاستثمارات المشتركة وتحسين البنية التحتية والطاقة إلى النقل والطرق البرية والبحرية.

الجانبان السوري والتركي ناقشا التخفيض التدريجي للرسوم الجمركية بين البلدين، وتشجيع الاستثمارات المشتركة والتنمية بقيادة القطاع الخاص، وإعادة تأهيل المناطق الصناعية المتضررة في سوريا، وتحديد المناطق التي تحتاج إلى إصلاح وصيانة في مجال البنية التحتية للنقل.

لبنان وسوريا

المستثمر اللبناني عماد الخطيب، قال لـ “رويترز” إنه عجَّل بخططه للاستثمار في سوريا بعد إعلان ترامب.

وبالتعاون مع شركاء لبنانيين وسوريين، أجرى دراسة جدوى لإنشاء مصنع لفرز النفايات في دمشق بتكلفة 200 مليون دولار قبل شهرين. وصباح الأربعاء، أرسل فريقًا من المتخصصين إلى سوريا لبدء التحضيرات.

معتبرًا أن “هذه خطوة أولى.. وستليها خطوات أكبر إن شاء الله، مشيرًا إلى أنه سيعمل بالتأكيد على “جذب مستثمرين جدد لأن سوريا أكبر بكثير من لبنان”.

بينما يخطط رجل الأعمال السوري الملياردير غسان عبود للاستثمار في سوريا، وتوقع أن يفعل سوريون آخرون لهم علاقات تجارية دولية الشيء نفسه.

وقال عبود الذي يعيش في الإمارات، “كانوا خائفين من المجيء والعمل في سوريا بسبب مخاطر العقوبات.. وهذا سيختفي تمامًا الآن”.

وقال “أنا بالطبع أخطط لدخول السوق، لسببين: أريد أن أساعد البلاد على التعافي بأي طريقة ممكنة، وثانيًا، الأرض خصبة: أي بذرة تزرع اليوم يمكن أن تؤدي إلى هامش ربح جيد”، في إشارة إلى خطة بمليارات الدولارات لتعزيز الفن والثقافة والتعليم في سوريا.

ترى وكالة “رويترز” أن رفع العقوبات من شأنه أن يعيد تشكيل الاقتصاد بشكل جذري، وهو اقتصاد بدأ بالفعل يسلك مسارًا جديدًا في ظل حكام سوريا الجدد، الذين اتبعوا سياسات السوق الحرة وتحولوا بعيدًا عن نموذج الدولة الذي تبنته عائلة الأسد على مدى خمسة عقود من الحكم.

مشروع حكومي لبناني

وزير المالية اللبنانية، ياسين جابر، قال في تصريحات نقلتها وكالة “المركزية” اللبنانية، اليوم الخميس 15 من أيار، إن رفع العقوبات عن سوريا يشكل “دفعًا إيجابيًا” في انعكاساته على مستوى ما يقوم به لبنان من تحضيرات لتأمين عبور النفط العراقي إلى مصفاة طرابلس”، وخط الـ”فايبر أوبتيك”، وكذلك خط الربط الكهربائي الخماسي، وتأمين نقل الغاز والكهرباء من مصر والأردن إلى لبنان.

ووعد الوزير اللبناني بمواصلة الاتصالات مع “الأشقاء العراقيين لإنجاز كل الإجراءات والأعمال للإسراع في إتمام التجهيزات المطلوبة على هذا الصعيد”.

بدوره، قال وزير الطاقة والمياه اللبناني جو الصدى إن “قرار الرئيس الأمريكي برفع العقوبات عن سوريا، سينعكس إيجابًا في لبنان على صعيد الطاقة والنفط”.

ووفقًا للوزير اللبناني، فإن هذا القرار سيسهّل استجرار الطاقة عبر سوريا من خلال خط الربط مع الأردن، واستجرار الغاز عبر سوريا من العراق، وكذلك مصفاة “البداوي”.

رفع العقوبات بدأ

وزارة الخزانة الأمريكية، أعلنت الأربعاء 14 من أيار، أنها بدأت عملية رفع العقوبات التي فرضتها واشنطن سابقًا على دمشق.

وقال وزير الخزانة الأمريكي، سكوت بيسنت، عبر حسابه على منصة “إكس“، إن وزارته تتخذ خطوات لتخفيف العقوبات بهدف استقرار الوضع، و”مساعدة سوريا على التحرك نحو السلام”.

وفي 13 من أيار، أعلن ترامب، عن قراره رفع العقوبات الأمريكية المفروضة على سوريا، وقال خلال كلمة له في منتدى “الاستثمار السعودي الأمريكي”، “آن الأوان لمنح سوريا الفرصة، وأتمنى لها حظًا طيبًا”.

وأضاف ترامب، “شهدت سوريا سنوات طويلة من البؤس والمعاناة، واليوم هناك حكومة جديدة نأمل أن تنجح في تحقيق الاستقرار وإنهاء الأزمات”، مشيرًا إلى أن هذه المبادرة تمثل الخطوة الأولى نحو تطبيع العلاقات بين واشنطن ودمشق.

وكان للعقوبات الأمريكية دور في تقويض قدرة النظام السوري السابق، حيث طالت رأس النظام بشار الأسد وأفرادًا من عائلته نزولًا باتجاه الشخصيات الحكومية والاقتصادية والعسكرية الداعمة له، وطالت العقوبات قطاعات خدمية واقتصادية، ما انعكس أيضًا سلبًا على حياة السوريين.



مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة