
وفاة ستة مدنيين إثر حادث سير مروّع على طريق دير الزور – تدمر - 10 أيار 2025 (الدفاع المدني السوري)
وفاة ستة مدنيين إثر حادث سير مروّع على طريق دير الزور – تدمر - 10 أيار 2025 (الدفاع المدني السوري)
دير الزور – عبادة الشيخ
على امتداد 200 كيلومتر تخترق قلب البادية السورية، تحول طريق دير الزور- تدمر إلى كابوس يؤرق المسافرين، لرداءته وانقطاع شبكة الإنترنت في أجوائه.
الشريان الحيوي الذي يربط بين محافظتين عريقتين (دير الزور وحمص)، والذي كان يومًا رمزًا للتواصل والتجارة، صار منذ سنوات “طريق الموت” الذي يتربص بالعابرين ويحصد أرواحهم في حوادث تتكرر فصولها بشكل شبه يومي.
الطريق ضيّق وبالكاد يتسع لمرور مركبة واحدة في كل اتجاه، ما يجعله مكانًا دائمًا للمواجهات الخطرة بين السيارات والشاحنات، لأن محاولات التجاوز محفوفة بالمخاطر، كما أن المطبات المنتشرة على طول الطريق، تخلق بيئة مرورية كارثية.
يزيد انقطاع الاتصالات من معاناة المسافرين على طريق دير الزور- تدمر، وهي مشكلة لا تقل خطورة وأهمية عن ضيق الطرق، فالانقطاع شبه التام لشبكات الاتصال الخليوي تجعل المسافر في عزلة بمجرد الابتعاد عن المدينتين.
وفق مسافرين قابلتهم عنب بلدي، في الطريق لا يستطيع الشخص التواصل مع ذويه وطمأنتهم، ولا يمكنه طلب المساعدة في حال تعرض لأي طارئ، سواء كان عطلًا في مركبته أو أي حادث.
هذا الانقطاع يزيد من شعور المسافرين بالعجز والوحدة في حال وقوع أي مكروه، مع تساؤلات ماذا لو تعطلت السيارة في منتصف الصحراء، أو تعرضت الحافلة لحادث؟
الطريق يوصل من دير الزور إلى تدمر ومنها إلى دمشق، وقد شهد حوادث متكررة مؤخرًا، إذ توفي ستة مدنيين، بينهم أربعة كانوا على متن حافلة لنقل الركاب واثنان في شاحنة محمّلة بالأغنام، إثر حادث سير وقع بالقرب من قرية الشولا على طريق دير الزور- تدمر، نتيجة اصطدام مباشر بين الحافلة والشاحنة، في 10 من أيار الحالي.
كما أسفر الحادث عن نفوق نحو 20 رأسًا من الأغنام، إضافة إلى أضرار مادية جسيمة في المركبتين، وفق “الدفاع المدني السوري”.
وذكر “الدفاع المدني” أن فرق الطوارئ والإسعاف لديه استجابت للحادث، بالتعاون مع منظومة الإسعاف في مدينة دير الزور، حيث تم نقل الجثامين إلى المستشفى الوطني لتسليمها إلى ذوي الضحايا.
المهندس أحمد العلي من أبناء دير الزور، اعتبر أن الوضع الراهن للطريق يمثل عبئًا حقيقيًا على الأهالي، فضيق الطريق وعدم استيعابه لحركة المرور المتزايدة يجعله بؤرة لحوادث مؤسفة تودي بحياة الأبرياء.
وقال العلي، لعنب بلدي، إن توسيع الطريق أصبح ضرورة ملحة وحتمية لحماية أرواح الناس وتسهيل حياتهم اليومية، مطالبًا الجهات المعنية بالتحرك الفوري لتنفيذ هذا المشروع الحيوي، وتخصيص الموارد اللازمة لضمان إنجازه بأسرع وقت ممكن، فسلامة أهالي المنطقة وراحتهم تستحق كل الجهود.
في 13 من أيار الحالي، أكد وزير الاتصالات وتقانة المعلومات، عبد السلام هيكل أن الانقطاعات المتكررة على طريق دمشق دير الزور الدولي تعالج عبر حلول مستعجلة لحين استكمال مشروع تحديث البنية التحتية للاتصالات لضمان استقرار الخدمات بشكل كامل.
وأضاف هيكل أنه “تم تكليف فرق فنية مختصة بتنفيذ إجراءات مرحلية لتحسين الخدمة فورًا، والبدء بتركيب أبراج شبكة اتصالات سيريتل وMTN على طريق دير الزور- دمشق ضمن الحدود الإدارية لمحافظة دير الزور بالتزامن مع تعزيز التعاون مع الجهات المختصة لحماية البنية التحتية من التخريب والسرقة”.
من جانبه، أكد مدير فرع المؤسسة العامة للمواصلات الطرقية في دير الزور، المهندس عبد الكريم خضر، الأهمية الاستراتيجية لطريق دير الزور- تدمر – دمشق، قائلًا إنه الشريان الحيوي الذي يربط شرق البلاد بمركزها ويمتد إقليميًا.
وذكر خضر لعنب بلدي أن المؤسسة وضعت خطة شاملة لتأهيل الطريق وتطويره من خلال صيانة المسار الحالي، وتعزيز وسائل السلامة المرورية بشكل فوري من خلال تركيب الشاخصات والعواكس، وتفعيل الرقابة المرورية بالكاميرات والدوريات، وإنشاء نقاط إسعاف واستراحات أولية.
وأضاف أن هناك رؤية استراتيجية طويلة الأمد تشمل دراسة إنشاء طريق سريع بديل وصولًا للحدود العراقية، وإعادة طرح مشروع الخط الحديدي بين دير الزور ودمشق، وتشجيع الاستثمارات في البنية التحتية للنقل.
وتابع أن معالجة أسباب الحوادث تكمن بتركيب كاميرات ذكية، وتطبيق صارم لقانون السير، وإحداث مراكز فحص فني دورية، وإطلاق حملات توعية مرورية شاملة، وضبط الحمولات المحورية وأبعاد المركبات الثقيلة عبر تركيب موازين ثابتة ومتنقلة، وفرض غرامات على المخالفين وربطها بنظام رقابي إلكتروني مركزي.
واعتبر خضر أن هذه الإجراءات تهدف إلى جعل طريق دير الزور- تدمر- دمشق أكثر أمانًا وكفاءة، ما يحفز التنمية الاقتصادية والاجتماعية في المنطقة وسوريا عمومًا.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى