دمشق.. طلبة الأدب الإنجليزي يشتكون تعقيد المنهاج

كلية الآداب جامعة دمشق 3 شباط 2025 (جامعة دمشق/تلجرام)

camera iconكلية الآداب بجامعة دمشق - 3 شباط 2025 (جامعة دمشق/تلجرام)

tag icon ع ع ع

في قسم الأدب الإنجليزي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية في جامعة “دمشق“، وفي قاعة يجلس فيها حوالي 150 طالبًا، لا يكاد يُسمع صوت الأستاذ الجامعي وهو يقرأ مقاطع من الشعر الإنجليزي الكلاسيكي، بينما تتعالى أصوات الطلاب وهم يشتكون من عدم استيعاب ما يقوله.

“من الطبيعي ألا نفهم ما يقوله أساتذتنا، لأننا ننتقل من مادة اللغة الإنجليزية البسيطة في الثانوية، إلى الأدب الإنجليزي الكلاسيكي في الجامعة”، بهذه العبارات تروي رهف النجار طالبة السنة الثالثة في قسم اللغة الإنجليزية لعنب بلدي صعوبات الدراسة.

المشادات الكلامية والمشكلات بين الطلاب وأساتذة الجامعة خاصة في السنة الأولى “لا تنتهي”، حسب تعبير رهف، بسبب عدم قدرة الطلاب على فهم تعقيدات اللغة والمنهاج، وافتراض الأساتذة بأن الطلاب متمكنون من اللغة.

“غير متدرج”

اختارت رهف قسم اللغة الإنجليزية “بشغف وحب” قبل أن تُصدم بمنهاج دراسي “غير متدرج”، بحسب قولها، يبدأ مباشرة بنصوص شعرية كلاسيكية من الأدب البريطاني والأمريكي، إضافة إلى تحليل الشعر والنصوص الأدبية وتفكيك قواعدها اللغوية المعقدة.

لم تكن رهف متمكنة من قواعد ومصطلحات اللغة الإنجليزية الحديثة قبل أن تدرس نصوص وليام شكسبير باللغة القديمة، والتي تختلف في المصطلحات والقواعد عن الحديثة منها، إذ تتقاطع مع اللغات الإسكندنافية الشمال أوروبية والإسبانية القديمة والفرنسية.

وقالت رهف لعنب بلدي، “لن نصبح روائيين عالميين، سوق العمل يتطلب مهارات اللغة والترجمة”، متسائلة “لماذا نحلل نصوصًا من العصر الإليزابيثي، ودون شرح كاف في المحاضرات؟ ماذا ستفيدنا هذه النصوص بعد التخرج؟”.

ويطالب طلاب قسم اللغة الإنجليزية بتعديل المنهاج ليتناسب مع مستوياتهم اللغوية وسوق العمل، إضافة إلى الاستعانة بوسائل تعليمية تفاعلية، كما يطالبون بفصل تحضيري لدراسة المهارات اللغوية، قبل البدء بدارسة الأدب والشعر، أسوة بالجامعات في الدول المتقدمة.

دورات اللغة “عبء إضافي”

يلجأ معظم طلاب اللغة الإنجليزية إلى دورات متعددة من أجل تجاوز المنهج الدراسي، وتطوير مهاراتهم اللغوية، للانخراط في سوق العمل بعد التخرج، إذ يلتحقون بدورات خاصة تساعدهم على اجتياز المواد الدراسية، ودورات في معاهد خاصة لتعلم مهارات اللغة الإنجليزية.

لبانة الحاج الطالبة في السنة الرابعة بقسم اللغة الإنجليزية، اضطرت للعمل في إحدى مكتبات جامعة “دمشق” مع دوامها الجامعي، لتأمين تكاليف حضور جلسات امتحانية لاجتياز الاختبارات، ودورات لاكتساب مهارات اللغة في أحد معاهد تعليم اللغات بدمشق.

وتضاف دورات المعاهد الخاصة كـ”عبء إضافي” على مصاريف الطلبة، لكن دونها لا يستطيعون اجتياز اختبارات الكلية، ولا اكتساب لغة تؤهلهم للانخراط بسوق العمل .

وتتجاوز أقساط معاهد اللغات في سوريا 900 ألف ليرة سورية ما يعادل (100 دولار) شهريًا، أما دورات مناهج قسم الأدب الإنجليزي فتصل إلى 150 ألف ليرة سورية للجلسة الواحدة أي ما يعادل (14 دولارًا).

تواصلت عنب بلدي مع إدارة ثلاثة معاهد لغات في العاصمة دمشق للسؤال عن ارتفاع أقساط المعاهد، رغم انخفاض سعر صرف الدولار، إذ أرجعوا سبب ارتفاع الأسعار للخدمات التي يقدمونها، ورواتب الأساتذة.

خطة دراسية جديدة

عميد كلية الآداب في جامعة “دمشق”، الدكتور علي اللحام، قال لعنب بلدي، إن الكلية في طور إعداد خطة دراسية جديدة لرفعها للمجالس المختصة في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، وهذه الخطة ستأخذ بالحسبان الاستجابة للاحتياجات المتنوعة للطلاب وسوق العمل على حد سواء.

أما بالنسبة لدورات اللغة فهناك المعهد العالي للغات في جامعة “دمشق” الذي يقدم دورات في اللغات وبأسعار رمزية منافسة، وفق اللحام.

وأشار اللحام إلى أن الطلاب يجب أن يأخذوا بعين الاعتبار أن أقسام الأدب في كل الجامعات معنية بتدريس الأدب علمًا أن أكثر من 60% من مواد القسم كاللغة والإنشاء والترجمة تركز على المهارات المطلوبة والمناسبة لسوق العمل.

وفي 28 من كانون الثاني الماضي، أعلنت جامعة “دمشق” أنها تقدمت 617 مرتبة سنوية في النسخة الأولى من تصنيف ‌‏”الويبومتريكس” العالمي للعام 2025.

وقالت جامعة دمشق عبر موقعها الإلكتروني حينها، إنها أصبحت في المرتبة 2424 من أصل 32000 ‏جامعة ومركز بحثي ضمن تصنيف “الويبومتريكس” لأفضل جامعات العالم.

وأضافت الجامعة أنها المرة الأولى التي تتواجد فيها ‏جامعة سورية ضمن أفضل 8% من الجامعات على مستوى العالم، وفقًا ‏لهذا التصنيف.‏

يعتمد تصنيف “الويبومتريكس” على ثلاثة معايير رئيسة لتصنيف ‏الجامعات حول العالم هي الشفافية والتميز البحثي و‏التأثير، ويصدر التصنيف كل ستة أشهر.

وفي 22 من كانون الثاني، دخلت جامعة “دمشق” للمرة الأولى ضمن تصنيف “التايمز”، لتكون ‏أول جامعة سورية تدخل ضمن هذا الجزء من التصنيف، بعد أن حققت شروط ‏العتبة العلمية المعرفية والتعليمية.‏



مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة