الشرع وعبدالله الثاني يبحثان التعاون وأمن الحدود

الملك الأردني يستقبل الرئيس السوري في مطار "ماركا" في العاصمة الأردنية عمان- 26 من شباط 2025 (نشامى الأردن/ فيس بوك)

camera iconالملك الأردني يستقبل الرئيس السوري في مطار "ماركا" في العاصمة الأردنية عمان- 26 من شباط 2025 (نشامى الأردن/ فيس بوك)

tag icon ع ع ع

أجرى ملك الأردن عبد الله الثاني، مكالمة هاتفية مع الرئيس السوري للمرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، اليوم 22 من أيار، أكد خلالها على أهمية تكثيف الجهود لاستقرار “الجنوب السوري” وتعزيز أمن الحدود.

ويشهد الجنوب السوري، وتحديدًا محافظة السويداء توترات أمنية مستمرة، كان آخرها، الاعتداء على محافظ السويداء، مصطفى بكور، وإشهار السلاح بوجهه، أمس الأربعاء 21 من أيار.

وقال “الديوان الملكي الأردني”، في بيان، إن “الملك أكدَّ ضرورة توسيع التعاون بين الأردن وسوريا، والاستفادة من الفرص المتاحة بما يخدم مصالح البلدين والشعبين”.

ولفت عبد الله الثاني، بحسب الديوان، إلى “أهمية دور مجلس التنسيق الأعلى بين  سوريا والأردن في مأسسة وتعزيز التعاون في قطاعات حيوية كالمياه والطاقة والتجارة”، مشددًا على وقوف الأردن إلى جانب “الأشقاء السوريين في إعادة بناء بلدهم”، مؤكدا “دعم المملكة لأمن سوريا واستقرارها وسيادتها ووحدة أراضيها”.
بدوره، أشاد الرئيس السوري للمرحلة الانتقالية بمواقف الأردن، بقيادة  عبدالله الثاني، الداعمة لسوريا لاستعادة حضورها دوليا، وفقًا للديوان .

بدورها قالت الرئاسة السورية في بيان، إن الملك عبد الله بارك خطوة إحداث مجلس تنسيقي أعلى بين الأردن وسوريا، مثمنًا تلك الخطوة كفاتحة لمرحلة جديدة ومشرقة من التعاون البنّاء، وداعيًا في الوقت نفسه إلى المزيد من التنسيق بين البلدين.

من جهته أكد الشرع، بحسب البيان، أهمية إحداث هذا المجلس وما تلاه من اتفاقيات في “رسم خارطة طريق” لتعزيز التعاون والتنسيق بين سوريا والأردن، لما يشكله البلدان من أهمية بالغة لبعضهما البعض على الصعيدين الاقتصادي والأمني.

وشدّد الملك عبد الله على “دعم بلاده لوحدة الأراضي السورية ورفض التدخلات الخارجية في شؤونها”، بحسب بيان الرئاسة السورية.

وكان الرئيس السوري أحمد الشرع زار الأردن، في 26 من شباط الماضي، وأجرى مباحثات مع نظيره، الملك عبد الله الثاني، الذي أكد وقوف بلاده إلى جانب سوريا في إعادة البناء، عبر عملية يشارك فيها الشعب السوري بمكوناته، بما يضمن وحدة سوريا وأمنها واستقرارها.

وبحث الجانبان فرص تطوير التعاون والوصول إلى صيغ مشتركة في زيادة واستدامة التنسيق على مختلف الصعد، بما يحقق المصالح المشتركة ويعزز وحدة الصف العربي.

مجلس تنسيق أعلى

في 20 من أيار الحالي، عقد وزيرا خارجية سوريا والأردن مؤتمرًا صحفيًا، أعلنا من خلاله توقيع اتفاقية لإحداث مجلس تنسيقي أعلى لتعزيز العمل المشترك بين البلدين.

وقال الشيباني، في المؤتمر الذي حضرته عنب بلدي، “حققنا نجاحًا مشتركًا مع الأردن برفع العقوبات عن سوريا، وبحثنا ملفات الطاقة والنقل، ووقعنا مذكرة تفاهم بإنشاء مجلس تنسيق عالٍ بين الطرفين”.

وأضاف الشيباني، أن سوريا تنسق مع الأردن على مستوى عالٍ منذ اليوم الأول لتحرير سوريا، لافتًا إلى أن العلاقات مع الأردن تبشر بازدهار شعوب المنطقة.

وشدد وزير الخارجية السوري على أن ملف الطاقة كان على رأس أولويات النقاشات مع الجانب الأردني، مضيفًا، “أزلنا المعوقات السياسية بين سوريا والأردن واليوم ننتظر النتائج الميدانية”.

ولفت إلى أن سوريا تريد توفير البيئة الآمنة لعودة اللاجئين، وسلوك إسرائيل يتعارض مع ذلك، مؤكدًا أن التهديدات الإسرائيلية لا تهدد سوريا فقط بل تهدد كل دول المنطقة.

في المقابل قال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، إن مجلس التنسيق المشكل بين دمشق وعمان، هدفه إسناد سوريا في مرحلة تعافيها، مضيفًا، “سنقف إلى جانب سوريا في مرحلة إعادة الإعمار بكل ما نستطيع”.

ولفت الصفدي إلى أنه لا مبرر لاستمرار العقوبات على سوريا، وأن نجاح مستقبل سوريا يتطلب رفع العقوبات، مشيرًا إلى أن الأردن حققت إنجازًا في مجالات الطاقة والمياه والصحة.

وأكد الصفدي أن هناك 1.3 مليون سوري يعيشون في الأردن، “ونحن ملتزمون بمبدأ العودة الطوعية”، لافتًا إلى أن سوريا تمر في مرحلة تاريخية، “وسنكون خلالها السند والداعم وصولًا لسوريا حرة مستقرة موحدة”.

حساسية على الحدود

يتعامل الأردن بحساسية مع التحركات المقابلة لحدوده من الجانب السوري، خصوصًا مع تحول الأراضي السورية لتهديد مستمر إثر كثافة عمليات التهريب التي كان يرعاها النظام السابق نحو دول الخليج عبر الأردن.

وتتكرر تحركات الجيش الأردني المشابهة في سوريا، وصرح مسؤول عسكري في القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية، بأن المنطقة العسكرية الشمالية أحبطت، في 5 من أيار، وضمن منطقة مسؤوليتها، محاولة تسلل أشخاص على إحدى واجهاتها الحدودية مع سوريا.

وبيّن المصدر أنه تم تطبيق قواعد الاشتباك، وإلقاء القبض عليهم، وتحويلهم إلى الجهات المختصة.

وضمن الاستنفار الأردني على الحدود مع سوريا، نُسبت لعمّان سابقًا ضربات جوية خلال نهاية 2023، ومطلع 2024، خلال محاولاتها التعامل مع القضايا المتعلقة بتهريب المخدرات نحو أراضيها قادمة من سوريا.



مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة