“روز”.. عمل بوليسي بقالب المسلسلات القصيرة

تصدر مسلسل “روز” الأعمال البوليسية التي عُرضت في الموسم الرمضاني الماضي، والذي تنوّعت أعماله الفنية بين الأعمال الاجتماعية والكوميدية والفانتازيا وأعمال البيئة الشامية.
واكتفى المسلسل بعشر حلقات، طغت فيها مشاهد الغموض والإثارة والأكشن والتشويق، وعُرض على منصة “Viu”، بعد تأجيل عرضه أربع سنوات، إذ انتهت عمليات تصويره في عام 2021.
وتدور أحداث العمل حول صراعات عصابات المافيا، التي تمتهن تجارة “المخدرات”، وملاحقة هذه العصابات من قِبل الأمن، مقترنة بقصص الحب والخيانة وعلاقات الأبوة والصداقة.

مسلسل جيد لكن الفكرة مكررة

وتبدأ الحكاية بمقتل والد “روز” (باسم ياخور) على يد عصابة مخدرات، لارتباطه معهم، فتهرب “روز” (يارا قاسم) من هذه العصابة التي تلاحقها، وتقع في قبضة الأمن، وتتعرف على ضابط يُدعى “فراس” (طلال مارديني)، الذي يتقرب منها، وتنشأ علاقة حب بينهما، ليكتشف بالنهاية أنه يستغلها للوصول إلى العصابة.
الناقد الفني، جوان الملا، قال لعنب بلدي إن فكرة العمل الأساسية عادية ومكررة، ولكنه احتوى على أفكار جيدة، كعلاقة الأبوة، ودفاع “روز” عنه رغم معرفتها بأعماله المشبوهة، وعلاقة الحب بين “روز” و”فراس”، والتي يتبيّن أنها مجرد خدعة.
“ولكن الإخراج غير جيد، وبعض الكوادر ضعيفة، واستخدام الأكشن ليس في مكانه المناسب”، حسبما أضافه الملا.
وعن أداء الممثلين، اعتبره جوان أنه أقل من عادي، ولكن أداء الثنائي ندين تحسين بك ويزن خليل جيد، واستخدما أدواتهما التمثيلية بإتقان وحرفية.

يتطلب عدد حلقات أكثر

بلغت حلقات المسلسل عشر حلقات، كطرح جديد للأعمال البوليسية السورية، ولكن المشاهدين انتقدوا عدد حلقات المسلسل القصير، كونها لم تعالج الأفكار بشكل سليم ومنطقي.
الناقد جوان الملا يرى أن العمل استوفى عناصر السرعة أكثر من المطلوب، وكان يتطلب أن يكون 15 حلقة، كون بعض المعطيات تحتاج إلى التوضيح، فمثلًا صديقة “روز” (رشا بلال) تحوّلت من شابة طبيعية، إلى تاجرة مخدرات كبيرة بسرعة كبيرة.
ويعتقد أن توظيف السرعة لم يكن صحيحًا، فالقفزات غير مناسبة، وبنفس الوقت هناك خطوط طالت أكثر من حدها، وكانت معالجتها بطيئة، ولا تحوي على التجديد.
وعن عدم نجاح العمل بالشكل المطلوب، عزَا الملا ذلك إلى عرضه على منصة غير معروفة، وأن غالبية أسماء أبطاله تُعتبر غير جذابة ومشوّقة للتسويق، رغم نجومية هذه الأسماء.
مسلسل “روز”، تأليف: طلال مارديني، وإخراج: عباس شرف، وبطولة: باسم ياخور، ومريم علي، ولورا أبو أسعد، ويارا القاسم، وطلال مارديني، وفاتح سلمان، ويزن خليل، وجلال شموط، وعبد الرحمن قويدر، وأمير برازي، وغيرهم، وإنتاج “برو فيجن”.
منصة “Viu” لم تُسعف مسلسل “روز” وتعرضه بعد تصويره بأربع سنوات فقط، فقبلَه أنقذت مسلسل “البوابات السبع” وعرضته بعد مرور عامين من تصويره، قبل موسم رمضان.
لا تزال المسلسلات السورية تنأى عن التوجه لنمط الأعمال القصيرة، رغم وجود بعض المحاولات، لأن إنتاجها ما زال محصورًا بالموسم الرمضاني كل عام، الأمر الذي يُبقيها في نمط مسلسلات الـ30 حلقة.
وشهدت الدراما السورية خلال الموسم الرمضاني وجود بعض المسلسلات القصيرة، كمحاولة خجولة للحاق بهذا التحول، كمسلسلي “روز” و”يا أنا يا هي”.