المتبع نظام "جباية" غير شفاف  

“النظام الضريبي” بانتظار قائمة تعديلات إصلاحية

الهيئة العامة للضرائب والرسوم (وزارة المالية)

camera iconالهيئة العامة للضرائب والرسوم (وزارة المالية)

tag icon ع ع ع

عنب بلدي – أمير حقوق

يُعتبر النظام الضريبي من الركائز الأساسية لأي اقتصاد في العالم، فهو من أهم مصادر دخل خزينة الدولة.

وعانى النظام الضريبي في سوريا خلال السنوات الماضية من تشوهات وعدم شفافية، ما جعله نظام جباية يتهرب منه المكلفون بطرق عدة.

وأكد وزير المالية، محمد يسر برنية، في 28 من أيار الماضي، أن النظام الضريبي الحالي معقد ومتشعب، والعمل جارٍ على تعديله بشكل كامل، ويتم تشكيل لجنة لمراجعة السياسة الضريبية.

وأصدرت  وزارة المالية، في 18 من أيار الماضي، قرارًا بتمديد مهلة تقديم البيان الضريبي شهرين إضافيين، وذلك حتى نهاية تموز المقبل، بناء على مطالب من صناعيين سوريين.

فعاليته منخفضة

الأوساط الاقتصادية ترى أن النظام الضريبي المتبع في سوريا يفتقد إلى مقومات العدالة، والملاءمة، والوضوح، والاقتصاد في نفقات الجباية، ولم يحقق سوى الهدف الأول من أهداف الضريبة، ألا وهو الهدف المالي على حساب الأهداف الاقتصادية والاجتماعية.

عميد كلية العلوم الإدارية في جامعة “إيبلا” الخاصة، والخبير الاقتصادي، الدكتور صبري حسن، قال لعنب بلدي، إن النظام الضريبي في سوريا اليوم قائم ومتبع من الناحية الرسمية، لكنه يواجه تحديات كبيرة بسبب الأزمات الاقتصادية التي مرت بها البلاد.

فعالية النظام الضريبي اليوم منخفضة، بسبب انتشار الاقتصاد غير الرسمي، والتهرب الضريبي، والسوق السوداء، وضعف القدرة الإدارية للدولة في تحصيل الضرائب بكفاءة، والإعفاءات والامتيازات لبعض الفئات، والتضخم والانهيار الاقتصادي.

ولذلك، فإن القوانين الضريبية غير قادرة على مواكبة الواقع، ما يجعل النظام الضريبي عاجزًا عن تحقيق أهدافه الأساسية في تمويل الدولة وتحقيق العدالة الضريبية.

ووفقًا للخبير الاقتصادي الدكتور صبري حسن، فإن أبرز ملامح النظام الضريبي السوري اليوم تتمثل في:

  • الضرائب المباشرة: تشمل ضريبة الدخل على الأفراد والشركات.
  • الضرائب غير المباشرة: مثل ضريبة القيمة المضافة (VAT)، وضرائب المبيعات على الواردات، والتي تشكل مصدرًا مهمًا للإيرادات بسبب تراجع الإنتاج المحلي.
  • الضرائب الخاصة والرسوم: تفرض الحكومة رسومًا وضرائب إضافية في بعض القطاعات، مثل الضرائب على المحروقات، والاتصالات، والعقارات.

نظام جباية وسرقة

أما الخبير الاقتصادي محمد الحلاق، فقال لعنب بلدي، إن النظام الضريبي السابق المتبع هو عبارة عن نظام جباية وسرقة من جيوب المواطنين بكل الأشكال، ويحوي تشوهات متعددة، وخالٍ من الشفافية.

ضرائب الدخل في سوريا عديدة ومتنوعة، وهي مشوهة، ويتطلب النظام الضريبي معالجة شاملة وكاملة، دون سياسة الترقيع، بحسب توصيف الحلاق.

ويعتقد أنه لتحسين النظام الضريبي يجب تحديد المدخلات والمخرجات، وأن يكون واضح المعالم، وأن يعمل مع كل التشريعات الحكومية بشكل شفاف، وأن يعاد النظر بضريبة الدخل، كونها غير محقة، ويجب أن يتناسب الحد الأدنى من الدخل مع حجم العمل.

وفيما يتعلق بالقانون الجديد، أوضح الحلاق أنه يجب إشراك كل الفعاليات الاقتصادية وخاصة قطاع الأعمال بمناقشة القانون الجديد، وأن يوضع قانون سلس ومرن وقابل للتطبيق، ويؤدي المطلوب منه، فكلما سهلت الإجراءات، كانت النتائج المرجوة أفضل.

 

النظام الضريبي السابق المتبع عبارة عن نظام جباية وسرقة من جيوب المواطنين بكل الأشكال، ويحوي تشوهات متعددة، وخالٍ من الشفافية.

محمد الحلاق

خبير اقتصادي

 

إصلاحات ضريبية

تشكل إعادة دراسة النظام الضريبي وإصلاحه خطوة مهمة لبناء منظومة ضريبية أكثر فاعلية وعدالة، تسهم في تعزيز الموارد المالية وتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية.

الأستاذ الجامعي والخبير الاقتصادي، الدكتور صبري حسن، يرى أنه هناك محاور أساسية يجب إعادة النظر فيها، لتحقيق الكفاءة الاقتصادية والعدالة الاجتماعية وتبسيط النظام الضريبي.

وأبرز المحاور التي تحتاج إلى تعديل أو إلغاء هي:

  • الإعفاءات والحوافز الضريبية: يجب مراجعة الإعفاءات والإبقاء فقط على تلك التي تحفز الاستثمار الحقيقي (المنتج)، والإعفاءات للشركات الناشئة، وخفض ضريبة الأرباح للشركات الصغيرة والمتوسطة، وربط الحوافز الضريبية بمعايير التوظيف أو الابتكار، وخاصة التي تراعي المعايير البيئية، وذوي الدخل المحدود.
  • الحد من الازدواج الضريبي: العمل على التنسيق بين الضرائب، لتجنب الازدواج، خاصة على السلع الأساسية أو التي تخص الطبقات الفقيرة.
  • مكافحة التهرب الضريبي: من خلال تعزيز الرقابة الإلكترونية، وربط قواعد البيانات (مثل الفواتير الإلكترونية).
  • العمل على تحقيق العدالة الضريبية: بزيادة الضرائب التصاعدية على الدخل والثروة (مثل ضريبة التركات أو الأصول العقارية الفاخرة)، وإعفاء أو تخفيض ضريبة القيمة المضافة على السلع الأساسية (الأدوية، الغذاء).
  • تبسيط النظام الضريبي: من خلال تبسيط الإجراءات عبر منصات رقمية، وتوحيد الشرائح الضريبية وتقليل الاستثناءات.
  • تفعيل الضرائب البيئية: من خلال فرض ضرائب خضراء على الانبعاثات مع إعادة توجيه إيراداتها لدعم الطاقة النظيفة.
  • اعتماد اللامركزية الضريبية: بمنح السلطات المحلية صلاحية فرض ضرائب محددة (مثل ضريبة العقارات) لتمويل مشاريع محلية.

انعكاسات اقتصادية

في سوريا، يُعتبر النظام الضريبي إحدى الأدوات الرئيسة التي تؤثر على القطاع الاقتصادي، لكنه يعاني من تحديات هيكلية وتنفيذية تفاقمت منذ 2011.

الدكتور صبري حسن يرجح أن انعكاسات النظام الضريبي الحالي وتداعياته على الاقتصاد، تتمثل في:

  • محدودية الإيرادات الضريبية: نتيجة ضعف التحصيل الضريبي، والاعتماد الكبير على الضرائب غير المباشرة، التي تزيد العبء على الطبقات الفقيرة والمتوسطة.
  • التشوهات في النظام الضريبي: نتيجة العبء الضريبي غير المتناسب على القطاعات الرسمية، وزيادة معدلات التهرب الضريبي.
  • الفساد والتهرب الضريبي: بسبب ضعف الرقابة والفساد الإداري، وازدهار التجارة غير الخاضعة للضريبة.


مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة