مدربون يؤسسون رابطة للدفاع عن حقوقهم

المدرب السوري نزار محروس في تدريبات نادي الوحدة - 29 أيار 2025 (نادي الوحدة/ فيس بوك)

camera iconالمدرب السوري نزار محروس في تدريبات نادي الوحدة - 29 أيار 2025 (نادي الوحدة/ فيس بوك)

tag icon ع ع ع

أعلن أكثر من 250 مدربًا تأسيس “رابطة المدربين السوريين”، لتكون كيانًا رياضيًا يدافع عن حقوقهم، بعد سنوات عانوا فيها من قلة الدعم والتهميش وعدم الاهتمام بإصاباتهم، أو القدرة على تحصيل بعض مستحقاتهم المالية.

الكابتن طارق شويخ، وهو من مؤسسي الرابطة، قال لعنب بلدي، إن الهدف من تشكيلها الإلمام التام بظلم المدرب السوري على مدار سنوات ماضية بزمن النظام السوري السابق، إذ سادت المحسوبيات والفساد في أقبية الرياضة السورية، وخاصة كرة القدم، وتعرض عدة مدربين للتهميش والإبعاد قسرًا، وكان شويخ أحدهم.

وأضاف أن منظومة الرياضة سابقًا كان تقصي وتُبعد مدربين عن الدورات التدريبية الآسيوية، وطغت عليها الخصخصة والرشى، مشيرًا إلى أن من يدفع المال له الأولوية فيها، حتى لو لم يكن رياضيًا أو مدربًا بالأصل.

ولفت شويخ إلى وجود أشخاص تحت قبة اتحاد كرة القدم سابقًا تزعموا قرارات الكرة السورية والمشهد الرياضي العام، واحتكروا الرياضة لمصالحهم الشخصية ومنافعهم المادية على حساب الشارع الرياضي المتعطش لكرة قدم سورية مميزة.

عقبات واجهت المدربين

أبرز المشكلات التي عانى منها المدربون السوريون لسنوات وفق شويخ هي:

  • التهميش والإبعاد عن الدورات الآسيوية.
  • عدم إعطائهم حقوقهم المادية.
  • إبعادهم عن تدريب المنتخبات.
  • عدم مطالبة الأندية بإكمال حقوق التعاقد معهم.
  • عدم وجود رعاية صحية.
  • عدم وجود رعاية قانونية.
  • عدم وجود رعاية مادية أو رواتب تقاعدية.
  • سوء تقدير.

من هذا المنطلق ومن معرفة تامة لعدد كبير من المدربين السوريين في جميع أنحاء سوريا، تكونت لدى المدرب شويخ عزيمة وإرادة لأن يكون لدى المدربين صوت ويد وكيان يدافع عنهم، معتبرًا أن المدرب هو أساس وركيزة كرة القدم، وهو المربي والمعلم والأب.

على مدار سنوات من انتهاك حقوق المدربين السوريين وحرمانهم من أبسط حقوقهم، تواصل شويخ مع المدرب محمود سعودي، وقرروا إنشاء هذه الرابطة لتكون قاعدة أساسية لكرة القدم السورية وركيزة في وزارة الرياضة والشباب، مع رغبة بوجود مقاعد لمدربي الرابطة في الجمعية العمومية لاتحاد كرة القدم تدافع عن حقوقهم.

وقال المدرب السوري أحمد عزام، في تصريح سابق لعنب بلدي، إن تجاوزات كثيرة ارتكبت من قبل الاتحاد الرياضي، الذي كان عبارة عن منظومة فساد، إذ كان يفرض عقوبات بالجملة على اللاعبين والأندية لكسب المال، ويقوم بتعيين مدربي المنتخبات والكوادر الإدارية والفنية بناء على مصالح شخصية، إضافة إلى تدخله في تعيين اللاعبين حسب “الواسطات”، وهو ما كان سببًا رئيسًا في عدم تطور المنتخب السوري.

ولفت عزام إلى أن المدربين في سوريا يفتقدون لكل شيء، فرواتبهم ضئيلة، ولا يحصلون على أي دعم من الاتحاد الرياضي، ولا سيما موضوع الدورات التدريبية والاحترافية المهمة لكل مدرب.

وشدد عزام على أن المدرب رغم أنه يفتقد كل شيء، كان مطالبًا بنفس الوقت بكل شيء، فهو يعمل مدربًا وإداريًا، وهو مسؤول عن متابعة تسديد رواتب اللاعبين، وتأمين وجبات طعام وحوافز لهم، ويعمل أيضًا طبيبًا نفسيًا للاعبين، وإذا خسر الفريق يكون المدرب المسؤول الأول.

ما الخطوات اللاحقة

عن الخطوات والنشاطات التي تقوم بها رابطة المدربين السوريين، قال محمود سعودي، أحد مؤسسي رابطة المدربين السوريين، لعنب بلدي، إن العمل يبدأ على تأسيس الرابطة بشكل قانوني، إذ يعمل المكتب الحقوقي في الرابطة على استصدار موافقات من وزارة الشباب والرياضة واتحاد كرة القدم، وبعدها يتم الاجتماع لجميع مدربي الرابطة، والإعلان عن التأسيس، وبعدها يتم الانتخابات لمجلس إدارة الرابطة وأعضائها، وانتخاب الممثلين في المحافظات.

بعدها، يأتي وضع مكاتب الرابطة في العمل، من حيث مكتب التنظيم إلى مكتب الشؤون الخاصة بالمدربين إلى مكتب العلاقات العامة، وصولًا إلى المكتب القانوني الذي يحفظ حقوق المدربين قانونيًا، ويتم تسجيل عقودهم والحصول على جميع حقوقهم من الأندية والأكاديميات المتعاقدة، وفق الكابتن محمود سعودي.

ولفت سعودي إلى العمل على توثيق عقود المدربين عبر مكتب “الذاتيات”، ومشاركة البيانات مع مكتب الرعاية الصحية والمكتب المالي الذي سوف يكون من ضمنه العمل على تخصيص رواتب تقاعدية للمدربين، متمنيًا أن تحظى الرابطة بدعم من وزارة الشباب والرياضة.

انتشال المدربين من أزماتهم

لطالما عانى المدربون واللاعبون السابقون في سوريا، وتركت بعض الحوادث السيئة أثرها في ذاكرة عشاق الكرة السورية ومتابعيها، منها في تشرين الأول 2022، عندما توفي مدرب حراس كرة القدم في نادي معضمية الشام خالد الشيخ (أبو محمد)، نتيجة أزمة صحية تعرّض لها خلال مباراة، ولم تكن سيارات الإسعاف موجودة، ولم تتوقف المباراة، ونُقل بسيارة خاصة إلى مستشفى قريب حيث توفي فيه.

وفي 7 من حزيران 2023، ظهر جوزيف شهرستان، لاعب منتخب سوريا السابق، مشتكيًا من وضعه المعيشي والاجتماعي، عبر مقابلة مصورة بعنوان “من الشهرة إلى التشرد”، ولقي ظهوره تفاعلًا واسعًا في الشارع الرياضي السوري، واستياء من عدم اهتمام الاتحاد الرياضي برموز اللعبة (توفي بعد عام).

مسؤول المكتب القانوني في رابطة “المدربين السوريين”، باسم بكر، أوضح لعنب بلدي أن الهدف من تأسيس الرابطة النهوض بالكوادر الفنية بكرة القدم السورية وانتشالها من القوقعة الحاصلة منذ أكثر من 20 عامًا، وإتاحة المجال لكل من لم يعمل بالسابق ضمن المنتخبات والأندية وإبراز كفاءته.

كما ستسعى الرابطة إلى عملية صقل منظمة وبخبرات سورية عاشت بالمغترب وطورت نفسها، من خلال عملها في دوريات أوروبية وعربية ونقلها إلى سوريا وتقديمها للجميع دون تفرقة، على عكس ما كان يحصل بالسابق، عندما كان يتم توزيع الامتيازات كمحاصصة ومكاسب كُتبت لتكتلات وعلاقات شخصية وتبعيات بعثية، دون أن يكونوا على علم بلعبة كرة القدم ومفاصلها وتشعباتها وتطوراتها وعلى جميع الصعد.

ومن أهداف الرابطة أيضًا، وفق باسم بكر، دعم مشاركة المدربين في جميع الدورات المعتمدة من قبل الاتحاد الآسيوي والاتحاد الدولي (فيفا)، وتعميم لعبة كرة قدم الصالات على جميع المحافظات السورية، والارتقاء بها كلعبة موازية وبجميع نشاطاتها.

وتابع أن الرابطة تريد الحرص على متابعة العمل لكرة القدم الأنثوية وتخصيص بعض الأندية بالمحافظات لاستقطاب اللاعبات وتأهيل كوادر أنثوية لها بما يخدم اللعبة وتقاليد المجتمع السوري، وتأمين مقار بجميع المحافظات للرابطة لسهولة التواصل مع الجميع، وإنشاء مكتب حقوقي لضمان حقوق أي مدرب يلجأ له لتوثيق عقده.



مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة