رغم انخفاض الأسعار.. ركود بسوق الأضاحي في سوريا

إقبال محدود على شراء الأضاحي في سوريا تزامنًا مع قدوم عيد الأضحى - 5 حزيران 2025 (عنب بلدي/أحمد مسلماني)

camera iconإقبال محدود على شراء الأضاحي في سوريا تزامنًا مع قدوم عيد الأضحى - 5 حزيران 2025 (عنب بلدي/أحمد مسلماني)

tag icon ع ع ع

شهدت أسواق المواشي في المحافظات السورية إقبالًا محدودًا على شراء الأضاحي تزامنًا مع قدوم عيد الأضحى.

وعلى الرغم من انخفاض أسعار المواشي مقارنة بالسنوات الماضية، فإن إقبال المواطنين على الشراء تفاوت بين محافظة وأخرى، بحسب ما رصدته عنب في أسواق المواشي بريف دمشق وحماة وإدلب.

ما الأسعار

أظهرت أسواق المواشي تفاوتًا في الأسعار بين المحافظات السورية، بحسب رصد عنب بلدي في 5 من حزيران، عندما كان سعر صرف الدولار الأمريكي 9300 مقابل الليرة السورية، بحسب موقع “الليرة اليوم“.

تراوحت أسعار الأضاحي في محافظة حماة بين 37000 و46000 ألف ليرة للكيلو الواحد، بينما وصلت الأسعار في محافظة ريف دمشق، إلى 50000 ليرة سورية للكيلو الواحد.

في حين انخفضت الأسعار في محافظة إدلب مقارنة بالعام الماضي، إذ تراوح سعر كيلو الكبش بين 40000 و45000 ليرة، والنعجة بين 32000 و45000 ليرة للكيلو، بينما بيعت “الفطيمة” (أنثى الخروف عمرها عامان تقريبًا) ما بين 32000 و37000 ليرة.

إقبال محدود

أوضح محمد خلف، تاجر المواشي في محافظة حماة، أن الإقبال على شراء الأضاحي ضعيف مقارنة بالعام الماضي، على الرغم من انخفاض الأسعار إلى النصف، إذ بيع الخروف بوزن 50 كيلو بمليوني ليرة، بعد أن كان يُباع بأربعة ملايين ليرة في العام الماضي.

ويرجح محمد أسباب محدودية الإقبال على الشراء إلى قلة السيولة المالية.

في حين يرى إبراهيم سلوم، وهو أحد الزبائن، أن البائعين يقومون برفع سعر الأضحية، إذ لاحظ تفاوت الأسعار بين البائعين، فكيلو الخروف عند بعضهم يباع بـ40000 ليرة، في حين وصل عند آخرين إلى 50000 ليرة، بحسب إبراهيم.

وتركز الإقبال في الغوطة الشرقية بريف دمشق، على شراء الأغنام من سلالة “العواس”، بحسب ما أفاد به زهير كيلاني، تاجر مواشٍ في المنطقة، مشيرًا أن هناك بعض الأنواع من الخراف ما زالت مرتفعة نسبيًا، فوصل سعرها إلى مليوني ليرة.

في حين شهد سوق المواشي في منطقة الدانا بمحافظة إدلب تحسنًا نسبيًا في حركة البيع والشراء، إذ اعتبر بعض الزبائن أن الأسعار مناسبة هذا العام، إذ انخفض سعر الكيلو الواحد للأضحية إلى ما بين 32000 و37000 ليرة، بعد أن وصل في العام الماضي إلى 55000 ليرة.

سبب الانخفاض

رئيس لجنة تجار المواشي بمحافظة دمشق وريفها، محمد شامان، قال في تصريح لوكالة الأنباء الرسمية (سانا)، إن انخفاض أسعار المواشي هذا العام يعود لعدة أسباب، أهمها انخفاض سعر الصرف، ‏وقلة المراعي بسبب الجفاف وانحباس الأمطار في سوريا.

ومن الأسباب عودة السوق ‏الداخلية إلى الحركة، بعدما كانت محفوفة بالمخاطر في عهد النظام السابق (الحواجز والإتاوات ‏والسرقة)، لذلك تم استجرار كميات كبيرة من المواشي من جميع ‏المحافظات.

وأوضح شامان أن ‏استجرار المواشي لا يتوقف على مدار العام إلى سوق عدرا المركزي، ‏ويزداد بنسبة تصل إلى 40% قبل عيد الأضحى.

ويختلف عدد ‏الأضاحي في كل عام، حسب القدرة الشرائية للمواطنين، وقيمة الحوالات ‏المرسلة من الخارج للقيام بمناسبة العيد، حيث يتراوح عددها بين 25000 و40000 رأس غنم، جميعها سليمة وخالية من الأمراض ‏وحاصلة على جميع اللقاحات.‏

وبالنسبة للتصدير، بيّن شامان أن الأغنام السورية مطلوبة عربيًا مع أنها ‏الأغلى ثمنًا، لأنها من سلالة “العواس”، ولكن عقبة التصدير هذا العام كانت ‏في الأردن، لأنه لم يعطِ إذن عبور للبضائع.

بالتالي تزداد ‏التكلفة على التاجر لإعطاء البضائع منشأ أردنيًا بعد دخولها من منشأ سوري، ‏آملًا أن تحل هذه العقبة بأقرب وقت لدعم الاقتصاد، وخاصة بعد التقارب ‏السوري الأردني الذي نشهده حاليًا، وفقًا لشامان.

صعوبات تواجه المربين

يواجه مربو المواشي في مختلف المحافظات السورية تحديات تهدد استمرارية مهنتهم.

وقال محمد خلف تاجر المواشي لعنب لدي، إنه واجه ارتفاعًا في تكلفة تربية المواشي وارتفاع تكلفة التبن، إضافة إلى قلّة المراعي.

ويرجع السبب إلى أن أراضي المرعى باتت قاحلة ولا يوجد علف كافٍ لها، ما أدى إلى خسارة كبيرة في عدد رؤوس الأغنام لدى المربين، مشيرًا إلى أن بعض المربين الذين كانوا يملكون 100 رأس غنم، لا يملكون اليوم سوى 20 منها.

وأوضح رياض الزمزوم تاجر مواشٍ في منطقة الغوطة الشرقية بريف دمشق، أن كلفة تربية الغنم تصل إلى أكثر من 15 مليون ليرة، وقلة عمليات الشراء دفعته للبيع بخسارة.

“اشتريت رأس الغنم بثلاثة ملايين وبعتها اليوم بـ500 ألف فقط، نحن كمربيين نواجه خسارات كبيرة ولا أعلم ما هو مستقبلي في المهنة إذا بقي الحال هكذا”، قال رياض.

كما حذر أحمد النصيري، تاجر مواشٍ من حماة، من خطر انهيار الثروة الحيوانية في سوريا، بحال لم يتم تقديم دعم حكومي حقيقي لهذا القطاع، كونه يعد من ركائز الاقتصاد الزراعي في البلاد، بحسب تعبيره.

تصدير المواشي يعوض خسائر المربين ويوقف التهريب



مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة