“السياحة” ترد على انتقادات قرار ”سلامة” الشواطئ والمسابح

الأهالي يلجأون للشواطئ للتخفيف من حر الصيف في اللاذقية - 23 من تموز 2024 (عنب بلدي/ ليندا علي)

camera iconالأهالي يلجؤون للشواطئ للتخفيف من حر الصيف في اللاذقية - 23 تموز 2024 (عنب بلدي/ ليندا علي)

tag icon ع ع ع

أثار القرار الذي أصدره وزير السياحة، مازن الصالحاني، الثلاثاء 10 من حزيران، المتضمن تعميمات لضمان السلامة العامة والأمان في الشواطئ والمسابح، جدلًا على وسائل التواصل الاجتماعي.

وجاء في القرار، “يطلب من رواد الشواطئ والمسابح العامة من السياح والزوار على حد سواء، الالتزام بارتداء ملابس سباحة مناسبة، تراعي الذوق العام ومشاعر مختلف فئات المجتمع”.

ووصف بعض المسخدمين القرار بأنه انتهاك للحرية الشخصية، خصوصًا في ظل تنوع الثقافات والأديان في المجتمع السوري، معتبرين أن القرار “جاء في وقت خاطئ”، وأن الأولوية لوزارة السياحة اليوم هي الاهتمام بالمرافق والمنشآت السياحية وليس تحديد اللباس.

في حين اعتبر آخرون القرار خطوة إيجابية لتوحيد مظهر مرتادي الشواطئ، والمحافظة على القيم المجتمعية وتوفير بيئة مناسبة سواء للزوار أو المواطنيين السوريين.

يحافظ على السلامة البصرية

رئيس الدائرة الإعلامية في وزارة السياحة، عبد الله حلاق، قال لعنب بلدي، إنه تم اﺗﺨﺎذ ﻫﺬا اﻟﻘﺮار بعد دراﺳﺔ ﻋﺪد ﻣﻦ اﻟﻨﻤﺎذج في اﻟﺪول اﻟﻤﺠﺎورة (ﺗﺮﻛﻴﺎ، ﻗﻄﺮ، اﻷردن، اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ )، ويهدف للحفاظ ﻋﻠﻰ اﻷداب اﻟﻌﺎمة بشكل خاص، ولتجنب الأمور الخادشة للحياء في الشواطئ العامة بشكل كامل، وتم تخصيص بعض الأماكن الخاصة بالعوائل المحافظة، وأماكن أخرى للسائحين الأجانب، حيث لا يكون هناك تأثير سلبي على السياحة في سوريا.

وتعتبر ﻫﺬه اﻟﺨﻄﻮة “إﻳﺠﺎﺑﻴﺔ” في حين ﻳﺮاﻫﺎ اﻟﺒﻌﺾ ﺳﻠﺒﻴﺔ، ولكن من شأنها أن تجعل مرتادي الشواطئ العامة يحافظون على السلامة البصرية، بحسب حلاق.

وأوضح أن ارتداء ملابس السباحة النسائية (البكيني) يسبب تشوهًا بصريًا لمعظم مرتادي الشواطئ العامة، وسوريا تعد بلدًا محافظًا يخلو من هذه “الشوائب البصرية”، بحسب وصفه، ولا يمكن اعتبار منع ارتدائها بهدف مصادرة الحريات الشخصية بل للسماح للجميع بارتياد هذه الأماكن بشكل كامل، ليتمكنوا من الاستجمام و الراحة النفسية، إذ إنه “يجب أن يكون هناك أداب عامة تتماشى مع المجتمع السوري”.

وتابع حلاق أن بعض الأفراد أساؤوا فهم القرار واعتبروه مصادرة لحرياتهم الشخصية، ولكن هو حماية لمعظم الأهالي ورواد الشواطئ العامة، و”بشكل خاص الأطفال الذين يجب أن يروا مظاهر تحثهم على الانضباط”.

وبخصوص تأثير القرار على الموسم السياحي، يعتقد حلاق أنه لن يكون سلبيًا، والقرار ليس مخصصًا للملابس فقط بل توجد تعليمات تخص السلامة والأمان، مشيرًا إلى أن “إيجابيات هذا القرار أكثر من سلبياته، لأنه يشجع على المحافظة للهوية البصرية للمجتمع السوري”.

أكد حلاق أن الوزارة تهتم بأراء الشارع السوري، وسيتم تطبيق هذا القرار في الموسم السياحي الحالي، ومن ثم سيتم دراسة السلبيات والإيجابيات والأخذ بها، ومن بعدها إما أن يتم تطوير هذا القرار أو تعديله، لافتًا إلى أن “هذا القرار تم دراسته من قبل المختصيين والمعنيين بهذا الشأن”.

مراعاة للذوق العام

نص القرار، الذي صدر الثلاثاء 10 من حزيران، على تعيين منفذين ومشرفين على الشواطئ، مهمتهم متابعة التزام رواد المسبح بإجراءات السلامة والأمان والتعليمات العامة.

وتطرق إلى الالتزام بتعليمات المنقذين، واتباع تعليماتهم في كل الأوقات، ووضع إشارات واضحة للأماكن التي يسمح فيها بالسباحة، مع بيان الأماكن المخصصة للماهرين بالسباحة، والمناطق الخطرة أو التي يمنع فيها السباحة، بالإضافة لمراقبة أعلام الشاطئ.

واشترط القرار على جميع رواد الشاطئ الالتزام بالآداب العامة، ومراعاة الذوق العام والخصوصية الشخصية للآخرين، مع تجنب أي مظهر أو سلوك قد يعد خادشًا للحياء، أو منافيًا للأجواء العائلية، بحسب ما ورد بالقرار.

“يطلب من رواد الشواطئ والمسابح العامة من السياح والزوار على حد سواء، الالتزام بارتداء ملابس سباحة مناسبة، تراعي الذوق العام ومشاعر مختلف فئات المجتمع، احترامًا للتنوع الثقافي والاجتماعي والديني في سوريا، الذي يقدر القيم الأخلاقية والمبادئ العامة”، تبعًا للقرار.

 وطالب القرار بالالتزام بما يلي:

في الشواطئ والمسابح العامة:

  •  ارتداء ملابس سباحة أكثر احتشامًا في الشواطئ والمسابح العامة كالبوركيني، أو ملابس سباحة تغطي الجسم بشكل أكبر.
  • عند التنقل بين الشاطئ وأماكن أخرى، من الضروري ارتداء غطاء للشاطئ، أو رداء فضفاض للنساء فوق ملابس السباحة.
  • ارتداء قميص عند عدم السباحة في الماء للرجال، ولا يسمح بالظهور عاري الصدر في الأماكن العامة، خارج مناطق السباحة.

 في الأماكن العامة خارج الشواطئ والمسابح:

  •  ارتداء الملابس الفضفاضة وتغطية الكتفين والركبتين، وتجنب الملابس الشفافة أو الضيقة جدًا.

 في المنتجعات والفنادق المصنفة من المستوى الدولي والدرجة الممتازة، والشواطئ والمسابح والأندية الخاصة:

  • يسمح عمومًا بملابس السباحة الغربية العادية، مع الالتزام بالآداب العامة، ضمن حدود الذوق العام والسلوك الحضاري.


مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة