“الكرفانات”.. حل مؤقت لمشكلة أزمة السكن في درعا

تركيب غرف مسبقة الصنع في حي طريق السد بمدينة درعا - 10 حزيران 2025 (عنب بلدي / محجوب الحشيش)

camera iconتركيب غرف مسبقة الصنع في حي طريق السد بمدينة درعا - 10 حزيران 2025 (عنب بلدي / محجوب الحشيش)

tag icon ع ع ع

درعا – محجوب الحشيش

على مقربة من بيته المدمر في حي طريق السد أحد أحياء مدينة درعا جنوبي سوريا، بنى محمد المحاميد بيتًا من الألواح مسبقة الصنع وهو ما يعرف محليًا بـ”الكرفانة”.

كانت “الكرفانة” خياره الوحيد، بعد ارتفاع إيجارات المنازل إلى أرقام غير مسبوقة، إذ لم يستطع محمد ترميم منزله المدمر في حي طريق السد، ولم يتمكن من استئجار منزل بمدينة درعا.

“الكرفانات” هي عبارة عن ألواح صاج محشوة بمادة “الفوم” العازلة للحرارة والرطوبة، صارت تنتشر في معظم مناطق محافظة درعا، ولها مراكز بيع وورشات تتعهد بتركيبها وتسليمها جاهزة للسكن.

أقل تكلفة

قال محمد المحاميد لعنب بلدي، إن تكلفة إعادة بناء منزله المدمر لا تقل عن 300 مليون ليرة سورية (32 ألف دولار أمريكي) بالحد الأدنى، وهو لا يملك هذا المبلغ، لذلك لجأ لشراء منزل مسبق الصنع بسعر 24 مليون ليرة سورية (2500 دولار) يتألف من ثلاث غرف ومطبخ وحمام.

اضطر محمد لهذا الحل، فهو بحاجة إلى منزل مستقل لأنه يعيش في بيت أهله، ولديه عائلة مكونة من خمسة أشخاص.

وأضاف أنه سيسكن في منزله المستحدث خلال أسبوع فقط، معتبرًا أن ذلك أهون الحلول وأسرعها وأوفرها ماليًا.

بعد سقوط نظام الأسد وعودة متواترة للمهجرين من الشمال السوري وممن كانوا في الأردن وتركيا ولبنان، انتقلت فكرة الأبنية مسبقة الصنع من محافظة إدلب إلى محافظة درعا.

حجز دور للتركيب

عاد شادي المصري لتركيب الغرف مسبقة الصنع بعد سقوط النظام السوري السابق، عبر شحنها بشكل ألواح منفصلة من محافظة إدلب شمال غربي سوريا.

لفت شادي إلى وجود إقبال على تركيب الغرف مسبقة الصنع، قائلًا لعنب بلدي، إن السكان يحجزون عنده قبل وقت حتى يستطيع تركيب الغرف لديهم.

وأضاف أنه لم يتوقف عن العمل خلال عطلة عيد الأضحى، من أجل الإسراع في تركيب بعض المنازل.

ويصل سعر الغرفة الواحدة بطول أربعة أمتار وعرض ثلاثة أمتار إلى 600 دولار أمريكي، وهو رقم زهيد مقارنة بأسعار مواد البناء التي انعكست على ارتفاع تكاليف إنشاء الأبنية.

 الإيجارات مرتفعة

قبل عزمه على تركيب “الكرفانة”، بحث محمد المحاميد عن منزل للإيجار، لكن عدم توفر منازل في درعا وارتفاع الإيجارات دفعه للعزوف عن هذه الفكرة.

وقال لعنب بلدي، إن تأمين منزل للإيجار ليس حلًا، لأن المؤجر يطلب إخلاء منزله أو يطالب برفع الإيجار في أي لحظة.

أما لؤي الحشيش المقيم في الأردن منذ 13 عامًا، فلم يستطع إيجاد منزل للإيجار في درعا أو حتى في الريف، وقال إنه أجّل عودته إلى سوريا حتى يجد منزلًا.

وقال لؤي لعنب بلدي، إنه يفكر بشراء غرف مسبقة الصنع في حال لم يتمكن من العثور على منزل.

وارتفعت إيجارات الشقق السكنية في محافظة درعا وخاصة ضمن مراكز المدن، ووصل إيجار بعض الشقق في مدينة درعا إلى 2.5 مليون ليرة سورية.

عبد الرحمن الصمادي مالك مكتب عقاري في مدينة درعا، قال لعنب بلدي، إنه لا يوجد سعر محدد أو قانون ناظم لتحديد سقف الايجار في محافظة درعا، وهذا الأمر يتحكم فيه المؤجر ويفرض السعر الذي يريده.

وأرجع الصمادي أسباب ارتفاع أسعار الشقق السكنية إلى عودة المهجرين لسوريا بعد سقوط نظام الأسد، إذ كان سائدًا قبل سقوطه كثرة الهجرة وتوفر المنازل.

وأضاف أن بعض العائلات خرجت من سوريا عائلة واحدة وعادت أربع عائلات بعد زواج أبنائها، فضلًا عن كثافة الدمار الذي شهدته المحافظة، لافتًا إلى وجود إنشاءات جديدة في السوق العقارية، إلا أنها لا تغطي الطلب المتزايد على الشقق.

وشهدت محافظة درعا مواجهات بين قوات النظام السابق وقوات المعارضة، ما أدى إلى حدوث دمار في معظم المناطق.

ولم تعمل المنظمات الدولية أو مؤسسات النظام السابق على إعادة ترميم المنازل المدمرة بشكل كامل، إنما اقتصر عملها على ترميم جزئي من أبواب ونوافذ ودورات مياه.



مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة