
سمكة "المنفاخ" (البالون) - (Sinopix/Rex Features)
سمكة "المنفاخ" (البالون) - (Sinopix/Rex Features)
حذّر اختصاصي إدارة المصائد السمكية، الدكتور فراس الشاوي، من تناول لحوم سمكة “المنفاخ” (البالون) تحت أي ظرف، موضحًا أنها شديدة السمّية في جميع أجزائها، مهما اتخذ من خطوات لطهيها أو تحضيرها.
وأوضح الشاوي، في حديث إلى عنب بلدي، أن صيادين يغشون المستهلكين من خلال قطع رأس السمكة وسلخ جلودها ومن ثم عرضها بالأسواق المحلية، لاعتقادهم ربما أن سمّيتها تتموضع في جلودها فقط، إلا أن سموم “البالون” توجد في لحمها وأحشائها، مشددًا على ضرورة اتخاذ أشد الإجراءات الرقابية لمنع هذه التجاوزات الخطيرة.
وطالب الدكتور الشاوي الجهات المعنية بتفعيل الرقابة المؤسساتية على أسواق بيع الأسماك، ومنع بيع أي أسماك سُلخت جلودها في ساحات بيع الأسماك الرئيسية والمحال، مع تغريم أو حرمان الصياد أو صاحب المحل من ممارسة مهنته في حال قيامه بذلك.
قبل أيام، تعرضت أسرة كاملة مكوّنة من أب وأم وطفليهما للتسمم بحالات حرجة في محافظة اللاذقية، نتيجة تناولهم سمكة “البالون”، إذ نقلوا إثرها إلى المستشفيات، وأدخل الأطفال إلى وحدات العناية المشددة بسبب تطور أعراض شلل عضلي تنفسي، وفق ما نشرته وسائل إعلام محلية.
ووُضع الطفل الأكبر (13 عامًا) على جهاز التهوية الآلية في المستشفى “الوطني” باللاذقية، ونقل الطفل الأصغر (8 أعوام) إلى مستشفى التوليد والأطفال ووُضع على جهاز التهوية الآلية، ووصفت حالتهما بالحرجة، بحسب ما ذكرته مصادر طبية في اللاذقية لعنب بلدي.
وفي 14 من حزيران الحالي، زار مدير الصحة، خليل آغا، مستشفى “الأطفال” و”الوطني” للاطمئنان على صحة العائلة المصابه بالتسمم من سمك “البالون”، بعد تعافي الوالدين ووفاة أحد الاطفال وبقاء طفل بالعناية المشددة.
اختصاصي إدارة المصائد السمكية، فراس الشاوي، أشار إلى أن سمكة “البالون” تغزو الشواطئ السورية بشكل لافت، لملائمة بيئتنا البحرية لتكاثرها، بالإضافة إلى غياب المفترس الحيوي، والذي يلعب وجوده دورًا كبيرًا في الحد من انتشارها وتوازن أعدادها.
وقالت اختصاصية الأطفال والسموم، ورئيسة قسم الأطفال في مستشفى اللاذقية، الطبيبة سعاد صقور، لعنب بلدي، إن التسمم بسمك النفاخ (البالون) يتطلب إسعافًا طبّيًا فوريًا بسبب وجود سم رباعي يسمّى “التيترودوتوكسين”، حيث أن 1-2 ملغ من السم يمكن أن يسبب الوفاة.
وبيّنت صقور أن هذا السم يذوب بالماء ولا يتخرّب بالحرارة، وبالتالي فإن طبخ السمك لا يمنع حدوث التسمم، مشيرةً إلى أن السم موجود بكافة أجزاء السمكة، وخاصة الجلد والأحشاء والرأس، وحتى اللحم يتلوث بالسم.
وذكرت صقور أنه بعد تناول سمك البالون تحدث إقياءات وخدر وتنميل باللسان وحول الفم وصعوبة بالبلع، ثم يحدث ضعف للعضلات بالأطراف الأربعة، والذي يسبب الوفاة عادة هو ضعف وشلل عضلات التنفس.
ولفتت صقور إلى أن سم سمكة “البالون” يعتبر أقوى من الزرنيخ والسيانيد، وتكمن خطورة التسمم فيه بأنه لا يوجد علاج نوعي يعاكس مفعول السم، لذلك في الحالات الشديدة تحدث الوفاة.
وتابعت الاختصاصية أنه في الحالات المتوسطة يحدث الشفاء بالعلاج المحافظ (التنفس الاصطناعي)، مجددة التأكيد على أنه يجب الامتناع تمامًا عن تناول سمك النفاخ، كذلك الامتناع عن تناول أي شرائح سمك غير معروفة المصدر.
وتتكرر الدعوات والتحذيرات بعدم تناول هذه السمكة، مع حدوث حالات تسمم مماثلة أدت إلى إصابات ووفيات في محافظة اللاذقية بسبب السمكة ذاتها، منها في حزيران 2020، إذ أسفر تناول سمكة “المنفاخ” عن تسمم عائلة مؤلفة من أربعة أشخاص في اللاذقية، وفق مديرة مستشفى “الشهيد حمزة نوفل الوطني”.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى