إسرائيل تلاحق الصحفيين في القنيطرة.. دعوات لتحقيق دولي

سوريون ينددون بالتوغل الإسرائيلي بمدينة البعث/ السلام بالقنيطرة جنوبي سوريا - 27 من كانون الثاني 2025 (عنب بلدي/ أحمد مثنى)

camera iconسوريون ينددون بالتوغل الإسرائيلي بمدينة البعث/ السلام بالقنيطرة جنوبي سوريا - 27 من كانون الثاني 2025 (عنب بلدي/ أحمد مثنى)

tag icon ع ع ع

كثرت الأخبار عن توغلات وانتهاكات ارتكبها الجيش الإسرائيلي في مناطق في الجنوب السوري، منذ سقوط النظام السوري، في 8 كانون الأول 2024، وكان آخرها الاعتداء على صحفيين، في أثناء تغطية الأضرار الحاصلة في محافظة القنيطرة جراء سقوط بقايا ومخلفات صواريخ ومسيرات، إيرانية- إسرائيلية، عقب الحرب الأخيرة التي اندلعت بين طهران وتل أبيب.

وتعرض كل من الصحفي نادر دبو (أبو معن الحوراني) مراسل صحيفة “963+” والناشط الإعلامي نور جولان لعملية ملاحقة واستجواب، في أثناء تغطية إسقاط مسيّرات إيرانية داخل الأراضي السورية، وتوثيق للأضرار التي لحقت بالمدنيين في ريف محافظة القنيطرة جنوبي سوريا، في 14  من حزيران الحالي.

وأدانت رابطة الصحفيين السوريين، في بيان لها في 15 من حزيران، بشدة ما تعرض له الصحفيان، مستنكرة “الانتهاكات الجسيمة والمتكررة التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي بحق الصحفيين داخل الأراضي السورية”، داعية لفتح تحقيق دولي مستقل يضمن محاسبة مرتكبي الانتهاكات.

وترقى هذه الانتهاكات، بحسب الرابطة، إلى جرائم بموجب القانون الدولي الإنساني، وتشكل اعتداءً صريحًا على حرية الصحافة، وخرقًا للمواد “79” و”51″ من البروتوكول الإضافي الأول لاتفاقيات جنيف، التي تضمن حماية خاصة للصحفيين أثناء النزاعات المسلحة.

وقال الصحفي نادر دبو في شهادته لمركز الحريات الصحفية بالرابطة إنه “تمت ملاحقتنا لأكثر من نصف ساعة، قبل أن تتم محاصرتنا والتحقيق معنا بذريعة دخول منطقة عسكرية، رغم وجودنا داخل أراضٍ سورية مدنية بالكامل“.

وكان الناشط أحمد كيوان، المقيم في محافظة القنيطرة، قد أفاد لعنب بلدي، في وقت سابق،  أن الجيش الإسرائيلي اعتقل شابين وطفلًا، في أثناء مطاردة صحفيين قاما بتصوير العمليات الإسرائيلية، في قرية كودنا، في ريف القنيطرة، وفي أثناء ملاحقتهما اعتقل الشابين.

وأكد أن الطفل أطلق سراحه فورًا بعد اعتقاله، لكنه تعرض للتعذيب، أما الشابان فأطلق سراحهما مساء نفس اليوم، بعد التحقيق معهما، والتأكد من أنهما غير مرتبطين بالصحفيين، ولم يتعرضا لأي تعذيب.

وقال الناشط كيوان، أن قرية كودنا، تتعرض يوميًا للتوغل الإسرائيلي، ليلًا ونهارًا، ويقوم الجنود بتفتيش المنازل بها.

وأشار إلى أن توغل الجيش الإسرائيلي في القنيطرة، وصل لأوتوستراد دمشق- القنيطرة، وخاصة الطريق الواصل بين جبا وخان أرنبة، وقام بتفتيش البيوت في المطلة على الطريق.

انتهاكات متكررة

منذ سقوط نظام الأسد، وثقت “رابطة الصحفيين السوريين” أربع حوادث انتهاك بارزة من قبل الجيش الإسرائيلي، شملت إطلاق نار مباشر، واعتقال، وضرب، ومصادرة معدات، وعرقلة التغطية الإعلامية، أبرزها إصابة الإعلامي علي النجار، برصاص الاحتلال في 25 من كانون الأول 2024، في أثناء تغطيته احتجاجات في قرية السويسة بريف القنيطرة.

وقال في شهادته لمركز الحريات الصحفية في الرابطة إنه أُصيب في قدمه بكسر ورضوض إثر إطلاق نار مباشر أثناء تغطيته لتظاهرات مدنية. وتم إسعافه إلى مستشفى الجولان ومن ثم إلى مركز “الهلال الأحمر”.

وفي 8 من كانون الثاني الماضي، اعتقلت القوات الإسرائيلية المصور الفرنسي سيلفان ميركادير (Sylvain Mercadier) والمتعاون الصحفي السوري محمد فياض، في أثناء تغطية صحفية بقرية الحميدية، كما منعت الصحفي يوسف غريبي من التغطية وصادرت معداته.

وذكر غريبي أن زميليه “تعرضا للضرب والتكبيل رغم ارتدائهما الزي الصحفي حيث حاول الفرار بمساعدة الأهالي، ولاحقاً طلب منه الجيش الإسرائيلي عبر الهاتف تسليم كلمة سر اللابتوب الخاص به، وهو ما فعله تحت الإكراه لتأمين سلامتهما“.

شددت “رابطة الصحفيين السوريين” على أن استهداف الصحفيين في مناطق النزاع يُعدّ جريمة حرب بموجب اتفاقيات جنيف.

ولا يمكن، بحسب البيان، تبرير هذه الجرائم تحت أي ذريعة أمنية أو عسكرية، لا سيما عندما تقع داخل أراضٍ سورية وعلى بعد كيلومترات من خطوط الاشتباك.

وتؤكد الرابطة أن هذه الانتهاكات لا تندرج ضمن تجاوزات فردية، بل تشكل نمطًا منهجيًا متعمدًا من قبل الجيش الإسرائيلي لترهيب الصحفيين وعرقلة توثيق الانتهاكات في المناطق الحدودية السورية.

وقالت الرابطة في بيانها، إن هذه الأفعال تُمثل “انتهاكًا صارخًا لحرية التعبير”، وتُخالف “المادة 19” من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، وميثاق “يونسكو” بشأن تعزيز وحماية حرية الصحافة.

وطالبت رابطة الصحفيين السوريين بشكل فوري بوقف جميع أشكال الاستهداف الإسرائيلي الممنهج للصحفيين داخل الأراضي السورية، والضغط على الحكومة الإسرائيلية لوقف ممارساتها العدائية تجاه الصحافة، والكف عن عرقلة التغطية الإعلامية المستقلة في جنوب سوريا.

ودعت الرابطة لفتح تحقيق دولي مستقل بإشراف الأمم المتحدة، ومحاسبة مرتكبي هذه الانتهاكات.

وأكدت الرابطة ضرورة توفير آليات حماية دولية عاجلة للإعلاميين العاملين في مناطق التماس، تشمل الدعم القانوني والتقني والنفسي، وتعزيز جهود التوثيق المستقل.

وتشدد الرابطة على أن استهداف الصحفيين المدنيين خلال قيامهم بواجبهم المهني لا يمكن تبريره بأي ذرائع أمنية، وأنّ الإفلات من العقاب في هذه الجرائم يمثل تقويضًا خطيرًا لمبادئ العدالة والحق في نقل المعلومات.

وختمت الرابطة بيانها بالقول إن رابطة الصحفيين السوريين، إذ تقف إلى جانب الزملاء المستهدفين، تؤكد أن هذه الانتهاكات من قبل الجيش الإسرائيلي لن تردع الصحفيين السوريين عن أداء واجبهم المهني في نقل الحقيقة.

وأعلنت الرابطة السورية التزامها الكامل بالدفاع عن حرية الصحافة، وتدعو المنظمات الدولية والإقليمية إلى التضامن الجاد والعمل الحثيث لوقف هذه الممارسات ومساءلة مرتكبيها.

توغل سابق

أنشأت دورية إسرائيلية، في 16 من أيار الماضي، حاجزًا عسكريًا على مدخل بلدة كودنة محيط تل أحمر الغربي جنوبي محافظة القنيطرة.

وأفاد مراسل عنب بلدي في الجنوب السوري، أن الدورية الإسرائيلية قامت حينها، بتفتيش وتفييش المارة عبر جهاز بحوزتها.

وقال مواطنون من أهالي بلدة تل أحمر، لعنب بلدي، إن الحاجز الذي أقامته الدورية ووجودها في البلدة مؤقت يستمر ما بين الساعتين أو ثلاث ساعات فقط، وبعدها تنسحب الدورية باتجاه نقاطها الأساسية.

وتحدث أهالي المنطقة، لعنب بلدي، أنهم اعتادوا على هذه التوغلات، التي تنفذها إسرائيل بين فترة وأخرى في المنطقة.



مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة