جامعة حلب تدخل تصنيف “تايمز” العالمي للتأثير

جامعة حلب تدخل ضمن تصنيف التايمز لأول مرة - 19 حزيران 2025 (عنب بلدي/ محمد ديب بظت)

camera iconجامعة حلب تدخل ضمن تصنيف التايمز لأول مرة - 19 حزيران 2025 (عنب بلدي/ محمد ديب بظت)

tag icon ع ع ع

دخلت جامعة حلب لأول مرة في تاريخها تصنيف “التايمز” (Times Higher Education Impact Rankings 2025)، محققة مراكز متقدمة في عدد من مؤشرات أهداف التنمية المستدامة (SDGs).

وبحسب التصنيف، جاءت الجامعة في المركز 1501 عالميًا من أصل 2318 جامعة مؤهلة دخلت التقييم السنوي، الذي يركز على مدى التزام الجامعات بتحقيق أهداف التنمية المستدامة.

ويأتي دخول جامعة حلب لهذا التصنيف في وقت تحاول فيه مؤسسات التعليم العالي في سوريا استعادة دورها الأكاديمي والبحثي، رغم التحديات المرتبطة بالبنية التحتية، والكوادر، والبيئة السياسية والتعليمية المتغيرة.

وحازت الجامعة مراكز متقدمة في محاور عدة، أبرزها:

  • الصناعة والابتكار والبنية التحتية: جاءت ضمن أفضل 800 جامعة عالميًا.
  • المياه النظيفة والصرف الصحي: ضمن أفضل 800 جامعة عالميًا.
  • المساواة بين الجنسين: ضمن أفضل 1001 جامعة عالميًا.
  • الشراكات من أجل تحقيق الأهداف: ضمن أفضل 1500 جامعة عالميًا.

الظهور الأول في التصنيف

وفي هذا السياق، قال رئيس جامعة حلب، الدكتور محمد أسامة رعدون، اليوم الخميس 19 من حزيران، إن دخول جامعة حلب في تصنيف التايمز يُعد خطوة نوعية وغير مسبوقة، وتتويجًا لمساع استمرت لأشهر لتعزيز حضور الجامعة على الساحة الأكاديمية الدولية.

وأضاف أن هذه المرة الأولى التي تدخل فيها جامعة حلب تصنيف التايمز، أحد أبرز التصنيفات العالمية، مشيرًا إلى أن ترتيب الجامعة في الإطار العام لتحقيق أهداف التنمية المستدامة المرتبطة بالتنمية الاقتصادية جاء في المرتبة 1501 من أصل 2318 جامعة مشاركة، وهو ما اعتبره مؤشرًا إيجابيًا بالنظر إلى أن الظهور هو الأول للجامعة في التصنيف.

وأوضح أن الجامعة حققت مراتب متقدمة في عدد من الأهداف، من بينها الابتكار، والصناعة، والبنية التحتية، إذ جاءت ضمن الفئة 801 عالميًا، إلى جانب نتائج إيجابية في مؤشرات أخرى.

واعتبر رعدون أن دخول التصنيف لا يمثل نهاية المسار، بل بداية مرحلة جديدة تهدف إلى إيصال جامعة حلب إلى مكانة مرموقة تليق بتاريخها ودورها الأكاديمي، مؤكدًا أن الانتقال من التحرير إلى مرحلة التأثير هو هدف يسعى لتعزيزه عبر الشراكات الدولية وتطوير البحث العلمي.

ماذا حققت جامعة حلب؟

وفي رده على سؤال عنب بلدي، خلال مؤتمر صحفي، حول الشروط التي حققتها جامعة حلب لدخول التصنيف، أوضح رعدون أن تصنيف تايمز يُعنى بقياس مدى مساهمة الجامعة في تحقيق التنمية المستدامة عبر مؤشرات متعددة، من بينها البنية التحتية، والابتكار، والإبداع، والشراكات الدولية، والتأثير المجتمعي والاقتصادي.

وأضاف: “أرسلنا بياناتنا كمؤسسة أكاديمية، وبعد مراجعة المعلومات من قبل الجهة المصنّفة تم قبولنا بناءً على تحقيق عدد من المتطلبات، كتوفر المسطحات الخضراء، وعدد أعضاء الهيئة التدريسية، والانفتاح على الجامعات الأخرى، إضافة إلى مساهمة الجامعة في مجالات البحث والتعليم”.

وأشار إلى أن التصنيف لا يعتمد فقط على التعليم والبحث، وإنما على الأثر المجتمعي الواسع للجامعة، مشددًا على أن البحث العلمي سيبقى عنصرًا حاسمًا في تحسين ترتيب الجامعة مستقبلاً، ودوره سيكون محوريًا في تحقيق التأثير المطلوب على المستويات الاقتصادية والاجتماعية”.

شراكات وخطط مستقبلية

أوضح رئيس الجامعة أن الانضمام إلى تصنيفات دولية يعزز من فرص توقيع اتفاقيات أكاديمية مع جامعات مرموقة حول العالم، ما يفتح الباب أمام برامج تبادل طلابي وتعاون بحثي، وتطوير الكوادر التدريسية، منوهًا إلى أن تلك العلاقات تساهم بشكل مباشر في تحقيق التنمية وبناء كادر بشري متخصص يواكب متطلبات مرحلة إعادة الإعمار والبناء على المستوى المحلي”.

وذكر رعدون أن الجامعة أبرمت حتى الآن أكثر من 40 اتفاقية مع جامعات ومؤسسات أكاديمية من دول مثل تركيا، وإيطاليا، واليابان، وألمانيا، وكندا، والولايات المتحدة الأمريكية، مع العمل على توسيع الشراكات لتشمل مؤسسات من الاتحاد الأوروبي أيضًا.

ربط التعليم بسوق العمل

أكد رعدون أهمية تحفيز البحث العلمي المرتبط بالواقع المحلي، بما يسهم في إيجاد حلول عملية للتحديات الاقتصادية والاجتماعية، مشيرًا إلى أن الجامعة تعمل على تعديل قيمة المكافآت المخصصة للأبحاث وزيادتها.

كما أوضح أن خطط الجامعة للسنوات الخمس المقبلة تركز على استدامة البحث العلمي المرتبط بالتنمية المستدامة، وتعزيز الابتكار، والتحول الرقمي، وربط التعليم بسوق العمل، لافتًا إلى أنه تم وضع خطط واتصالات تتيح للطلاب التدريب والتأهيل في المدينة الصناعية، والبنوك، والمؤسسات الحكومية كوزارتي الزراعة والصناعة، بما يضمن تخرجهم بكفاءة مهنية عالية.

ورغم تأكيده على امتلاك الجامعة لبنية تحتية مهيأة ومباني مخصصة للمخابر والاستقبال الأكاديمي، أشار رعدون إلى وجود تحديات حقيقية، أبرزها تهالك بعض الأجهزة التي لم تُحدّث منذ سنوات، إضافة إلى ضعف التمويل، ووجود بنى جامعية بحاجة إلى إعادة تأهيل.

وبيّن أن الجامعة تضع خطة لتجاوز هذه التحديات خلال العام المقبل، لا سيما فيما يتعلق بربط مخرجات التعليم بسوق العمل، وتحقيق التكامل بين البنية التحتية والبرامج الأكاديمية.

تصنيف التايمز

تصدر Times Higher Education، وهي مؤسسة بريطانية متخصصة في شؤون التعليم العالي، تصنيف “Impact Rankings” سنويًا منذ عام 2019.

ويعد هذا التصنيف من أبرز التصنيفات الأكاديمية العالمية، ويركز على تقييم الجامعات بناء على مدى مساهمتها في تحقيق أهداف التنمية المستدامة الـ17 التي أقرتها الأمم المتحدة، مثل التعليم الجيد، المساواة، العمل المناخي، والصحة.

وتعتمد منهجية التصنيف على أربعة محاور رئيسية: البحث العلمي، التدريس، الإدارة المستدامة، والتواصل المجتمعي، وتستند إلى بيانات موثقة من الجامعات وتقارير مستقلة.



مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة