
موقع تصوير مسلسل البطل في ريف اللاذقية - 20 آذار 2025 (نور علي/ إنستغرام)
موقع تصوير مسلسل البطل في ريف اللاذقية - 20 آذار 2025 (نور علي/ إنستغرام)
عنب بلدي – أمير حقوق
لم تعد الدراما مجرد أداة فنية أو وسيلة ترفيهية، بل تعدت ذلك لتصبح قوة اقتصادية قائمة، باعتبارها قطاعًا فعالًا وداعمًا لقطاعات متعددة.
وتُعد صناعة الدراما من الصناعات الحيوية، وتلعب دورًا محوريًا في تحفيز النمو الاقتصادي، وتنويع مصادر الدخل الوطني، الأمر الذي دفع بعض الدول لإقامة مدن إنتاجية ضخمة، وذلك يبدو واضحًا في الولايات المتحدة الأمريكية عبر مدينة هوليوود، وفي الهند كمدينة بوليوود، وعربيًا في مصر من خلال مدينة الإنتاج الإعلامي.
تتميز الدراما السورية بقاعدتها الجماهيرية العربية، وذلك من خلال انتشارها على أغلبية القنوات الفضائية العربية، خاصة في لبنان والأردن وفلسطين والخليج العربي ودول المغرب العربي.
ويعوّل على الصناعة الدرامية اليوم في سوريا كقطاع أساسي يسهم في دعم وإنعاش الاقتصاد، من خلال استئناف دورتها الإنتاجية التي تراجعت خلال السنوات السابقة، والتي شهدت تطورًا قبل بدء الثورة السورية.
وشهدت سوريا، في أيار الماضي، زيارة مجموعة من منتجي الدراما العربية، التقت مع وزير الإعلام السوري، حمزة المصطفى، ومع محافظ حلب، عزام الغريب، وجرت مناقشة فرص التعاون في مجالي التصوير والإنتاج داخل سوريا، وسبل التعاون والاستثمار في الدراما السورية.
الأستاذ الجامعي في كلية الاقتصاد بجامعة “دمشق”، والخبير الاقتصادي، الدكتور مجدي الجاموس، يرى في حديث إلى عنب بلدي، أن الدراما السورية مرت بعصر ذهبي قبل بدء الثورة السورية، وأصبحت هوية و”براند” يتفوق على الدراما العربية بما فيها المصرية، والإقليمية بما فيها التركية.
ويعتقد الخبير أن حال صناعة الدراما اليوم كحال باقي الصناعات السورية، تأثرت خلال الفترة السابقة، وعانت من ضعف التمويل، وضعف اختيار النصوص والفنانين، وبالتالي شهدت تراجعًا فنيًا، إضافة إلى ابتعاد القنوات العربية عن شراء المسلسلات السورية، وبالتالي فقدت سوقها العربي.
وتعيش صناعة الدراما السورية اليوم حالة من الاضطراب بين الماضي الذهبي والحاضر، وهناك آمال ورغبة بتجديدها وبعودة ألقها وانتشارها، لتعود كصناعة مهيمنة على الدراما العربية وحتى الإقليمية.
ويرجح الدكتور الجاموس أن نقاط القوة بصناعة الدراما السورية عديدة، أبرزها مهارة الفنانين السوريين، واللهجة السورية المميزة المرغوبة بجميع الدول العربية، وجودة النصوص الدرامية، وطبيعة تناول المنتج الدرامي السوري المواضيع العائلية، والتاريخية، والثقافية، وغيرها، إضافة إلى جمهورها العربي الكبير.
مقومات الدراما السورية عديدة ومتنوعة، لذلك فهي مشروع وطني مهم، وإذا أُعيد بناؤها على أسس صحيحة، تستطيع المساهمة في تعزيز ودعم الاقتصاد الوطني، والقطاع الصناعي بشكل خاص، بحسب ما قاله الجاموس.
الباحث الاقتصادي أدهم قضيماتي، قال لعنب بلدي، إن الدراما السورية كانت تحقق نوعًا من النشاط السياحي، وصناعة الدراما جانب مهم جدًا بدول العالم، وفي سوريا خلال العشر سنوات الماضية، تراجعت الدراما بشكل ملحوظ عما كانت عليه قبل بدء الثورة السورية.
واعتبر أنه لا يمكن التنبؤ بأن سوريا ستشهد تقدمًا بصناعة الدراما، وبتقدم النشاط الاقتصادي المتعلق بالدراما، بسبب ضعف الاقتصاد السوري، وتهالك البنية التحتية، وهو ما يحد من أن تكون الدراما بوضع جيد، ويتم الاستفادة بشكل مباشر منها.
ويرى أن وجود دراما سورية قوية تسهم بإنعاش الاقتصاد السوري يتوقف عند القرارات الحكومية التي ستصدر خلال الفترة المقبلة.
وجود دراما سورية قوية، تسهم بإنعاش الاقتصاد السوري، يتوقف عند القرارات الحكومية التي ستصدر لاحقًا.
أدهم قضيماتي
باحث اقتصادي
الحركة الدرامية ترتبط بعدة قطاعات أساسية، الأمر الذي يزيد من أهمية مكانتها الاقتصادية، بالإضافة إلى مكانتها الفنية والإنسانية والمجتمعية.
الأستاذ الجامعي والخبير الاقتصادي، الدكتور مجدي الجاموس، أكد أهمية استثمار الصناعة الدرامية لتحريك عجلة الاقتصاد السوري وإنعاشه، فقطاع الصناعة الدرامية إذا استُثمر فيه أو تم التركيز عليه، سيكون محفزًا في إعادة إنعاش الصناعة السورية.
يمكن للدراما السورية أن تكون رافعة اقتصادية، من خلال توليد الأرباح أو الدخل من بيع حقوق البث سواء داخليًا او خارجيًا، وخاصة مع ازدياد المنصات الرقمية المخصصة لعرض الأعمال الدرامية، وبالتالي صناعة المسلسل الواحد يخلق فرص عمل لأكثر من 400 موظف، ويخلق فرصًا مباشرة وغير مباشرة في القطاعات الأخرى، بسحب الدكتور مجدي الجاموس.
وتعد صناعة الدراما من أوائل الصناعات السورية، التي وفرت القطع الأجنبي خلال فترة النظام السابق، وهذا يبرز دورها اليوم كقطاع اقتصادي مهم بتأمين القطع الأجنبي، والذي من شأنه تحقيق استقرار في سعر الصرف.
يعتقد الدكتور مجدي الجاموس أن قطاع الدراما قادر على تحريك عدة قطاعات اقتصادية معه، وصناعة الدراما السورية هي صناعة حقيقية وليست ترفيهية ثقافية، وبالتالي إذا تم الاستثمار فيها بذكاء، يمكن أن تكون رافعة حقيقية للقطاع الصناعي، وبالتالي تشكل دعمًا للاقتصاد السوري.
وقال إن قطاع السياحة من أبرز القطاعات التي تتأثر بالصناعة الدرامية، من خلال إظهار المعالم السياحية المهمة بسوريا، وتشجيع السياح سواء العرب والأجانب لزيارة هذه المعالم، وإظهار ميزة جمالية العقارات التاريخية مثل حارة مسلسل “باب الحارة”، كما تحرك قطاعي الأزياء والتجميل.
وهذا يتطلب إنتاج مسلسلات ذات جودة عالية ومحترفة، وقابلة للتسويق على المستوى العربي، وعلى سبيل المثال، الدراما التركية اليوم تزيد صادراتها على مليار دولار سنويًا، وهي سارت على نهج تقليد الدراما السورية، ولكنها تغلبت عليها من خلال عملية إظهار المعالم السياحية التركية، وبالتالي تروج لقطاع السياحة بشكل كبير.
وفي سوريا، تسقط التجربة على مسلسل “ضيعة ضايعة”، الذي أسهم بترويج كبير لقرية السمرا بريف اللاذقية، وبالتالي فإن الدراما السورية قادرة على تنشيط وإنعاش القطاع السياحي بسوريا، والذي بدوره يسهم في التعافي الاقتصادي، بحسب ما أضافه الدكتور الجاموس.
الصناعة الدرامية في سوريا قادرة على تأمين القطع الأجنبي وتحقيق استقرار في سعر الصرف، وتسهم في تنشيط وإنعاش القطاع السياحي، عبر الترويج للمعالم السياحية في مسلسلاتها، والذي بدوره يساعد في التعافي الاقتصادي.
مجدي الجاموس
خبير اقتصادي
الباحث الاقتصادي أدهم قضيماتي، أوضح أن الدول التي تكون صناعة الدراما فيها متطورة، يُلحظ فيها تحرك اقتصادي جيد، وخدمات لوجستية متطورة، ويمكن لسوريا أن تعمل على بناء دراما هادفة وواقعية في المستقبل، لاستغلال أثرها الاقتصادي.
واليوم تشهد سوريا حالة إعادة تأهيل لجميع القطاعات، باعتبارها كانت منهارة، وقائمة على محسوبيات معينة بسبب الفساد، وبالتالي كلها منها يمكن أن يسعف واقع الدراما ويُستفاد منه لاحقًا.
وبرأيه، تتطلب الصناعة الدرامية اليوم، توفر بنية تحتية جيدة، وخدمات لوجستية مناسبة، وقطاع تكنولوجي جيد، فكلها عوامل تؤثر على تطور صناعة الدراما السورية والاستفادة منها مستقبلًا.
ومن عوامل جذب الاستثمار بالدراما السورية انتشارها، والطبيعة الجغرافية، والمناخ السوري، وأيضا انفتاح الشعب على الدراما، وفقًا لقضيماتي.
مع تراجع الدراما السورية، وضعف إنتاج أعمالها، يُرتقب اليوم إعادة تفعيل دورتها الإنتاجية، واتباع صناعها خطة عمل للنهوض بواقعها الضعيف، في محاولة لاستئناف ألقها وانتشارها وجودة مضمونها، ولتعم فائدتها على الاقتصاد السوري بشكل ملموس.
الدكتور مجدي الجاموس، اشترط لتحول صناعة الدراما السورية إلى قوة اقتصادية، تقديم الحكومة السورية دعمًا إسعافيًا من خلال عدة نقاط:
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى