
مدير المحطة الحرارية في حلب وممثلون من شركة " UCC" القابضة في زيارة لموقع محطة "الطريفاوي" المقترحة لتأسيس محطة غازية - 18 حزيران 2025 (وزارة الطاقة السورية)
مدير المحطة الحرارية في حلب وممثلون من شركة " UCC" القابضة في زيارة لموقع محطة "الطريفاوي" المقترحة لتأسيس محطة غازية - 18 حزيران 2025 (وزارة الطاقة السورية)
عنب بلدي – جنى العيسى
نهاية أيار الماضي، قال الرئيس التنفيذي لشركة “أرغنت” للغاز الطبيعي المسال، جوناثان باس، إنه قدّم خطة من خمسة محاور إلى الرئيسين، الأمريكي دونالد ترامب، والسوري أحمد الشرع، لإنعاش وتطوير قطاع النفط والغاز السوري، تشمل إطلاق شركة “SyriUs Energy” لإعادة بناء قطاع الطاقة في البلاد.
وفق ما جاء في الخطة الأمريكية لدعم قطاع الطاقة في سوريا، سيتم إنشاء شركة وطنية سورية جديدة للنفط تحت اسم “SyriUS Energy” مع جذب وتنسيق الخبرات الفنية الأجنبية بما يتماشى مع المصالح الوطنية السورية، وتتضمن هذه المرحلة تصميم عقود خدمات المخاطر وتقاسم الإنتاج مع الدول “الحليفة”، من خلال شركات النفط الأمريكية الكبرى في “هيوستن” مثل “إكسون” و”شيفرون” و”كونوكو فيليبس” و”إكسيليريت” و”توتال إنيرجي” و”شل” وغيرها من شركات قطاع النقل والتكرير والإنتاج.
تتضمن الخطة خمس مراحل تنفيذية بدءًا من استعادة الأصول وتأهيلها، وانتهاء بمسألة التصدير والعلاقات التجارية الأوسع نطاقًا، كما تشمل إطلاق كيانات جديدة، من بينها إنشاء كيان قانوني يدرج في البورصة الأمريكية، على أن يمتلك صندوقًا سياديًا خاصًا بالطاقة في سوريا.
تتضمن الخطة المذكورة خمس مراحل تنفيذية أساسية تتمثل بما يلي:
ستكون لهذه الخطة آثار على قطاع النفط في سوريا في حال تم تنفيذها، بحسب ما أكد مدير البرنامج السوري في “مرصد الشبكات السياسية والاقتصادية”، الدكتور كرم شعار.
وقال شعار، حول فرص نجاح هذه الخطة، إنها قد تكون جيدة، لأن جوناثان باس مقدم الخطة حول سوريا من أقوى حلفاء ترامب في قطاعي النفط والغاز، ولديه عدة عقود دولية مهمة في هذا السياق من خلال شركته “أرغنت”، وبالتالي هو شخص جدي في هذا الطرح.
في الرخصة الأخيرة رقم “25” الصادرة عن الإدارة الأمريكية، والمتعلقة بإعفاءات القطاعات من العقوبات الأمريكية لفتح باب الاستثمار، هناك تركيز واضح على قطاع النفط، الأمر الذي من شأنه تسهيل العمل في القطاع النفطي دون معوقات في هذا السياق.
على الضفة الأخرى، هناك عدة عوامل قد تشير إلى أن فرص نجاح هذه الخطة قد تكون محدودة، وفق ما أوضح الدكتور كرم شعار، وذلك لأن ترامب كان يصر على البقاء في سوريا لحماية النفط السوري، بحسب تصريحه الشهير عام 2019، وإعلانه عن عزم شركة “دلتا كريسنت للطاقة” على العمل بقطاع النفط في سوريا، الأمر الذي لم يتم أساسًا.
وأضاف الباحث أن من أبرز معوقات النجاح المشكلات القانونية المعقدة الموجودة بقطاع النفط في سوريا، والتي تحتاج إلى تسويات كبيرة، إذ لا تزال الحقول النفطية مقسمة إلى “بلوكات” ضمن مناطق جغرافية عديدة، وبعد عام 2011، وقعت العديد من الشركات الأجنبية عقود استثمار فيها مع الدولة السورية، ومن الممكن أن تدافع هذه الشركات لاحقًا عن عقودها، وبالتالي قد تمنع نجاح هذه الخطة وفق القانون الدولي، خاصة تلك الشركات التي كانت عقودها سارية قبل عام 2011 وما زالت حتى الآن.
التحدي الآخر يتعلق بملف الاستثمار بذاته، إذ كانت الدولة السورية في ظل حكم بشار الأسد ترسل تقارير لمجلس الأمن حول واقع النفط، وكانت تستخدمها في ذلك الوقت كفرصة للتسويق لضرر الوجود الأمريكي في سوريا، وتتضمن أن تكلفة إعادة إصلاح البنية التحتية لهذا القطاع تعادل ستة مليارات دولار أمريكي، وهو الرقم الذي يستبعد أن تستطيع شركة “SyriUS Energy” المزمع إنشاؤها جمعه، وفق ما يرى الخبير الاقتصادي كرم شعار.
وأضاف الخبير أنه في حال نجاح هذه الشركة بإصلاح القطاع النفطي في سوريا، سنكون أمام فرصة اقتصادية كبيرة جدًا، قد تتعلق بإظهار حالة للعالم حول انفتاح السوق السوري على الاستثمار الخارجي.
لحين ترجمة هذه الخطة إلى واقع ملموس، فإن المكاسب الاقتصادية تبقى مجرد تقديرات وقابلة لإعادة التقييم خلال عملية تطبيق الخطة وتغير الشروط، وفق ما يرى الباحث السوري بمجال الإدارة المحلية والاقتصاد السياسي في مركز “عمران للدراسات الاستراتيجية” أيمن الدسوقي.
لكن بجانب آخر، يعتقد الدسوقي في حديث إلى عنب بلدي، أن من المهم النظر إلى الخطة وفق المكاسب التالية:
رغم التوقعات والآمال المرتفعة التي تحيط بهذه الخطة، فإن هنالك تحديات تعترضها، وفق ما أكد الباحث أيمن الدسوقي، يتعلق أولها بمسألة توفير التمويل لهذه الخطة، وفيما إذا كان تمويلًا من جانب الدولة السورية أو من أطراف إقليمية أو مستثمرين دوليين، وهذا يرتبط بمدى جاذبية سوق الطاقة السوري للاستثمار من جهة، وتوفر الأمن والاستقرار الكافي داخل سوريا للبدء بهذا الاستثمار من جهة أخرى.
أيضًا من التحديات ما له صلة بحوكمة قطاع الطاقة السوري لناحية رقمنته ومكافحة الفساد فيه، فضلًا عن تكامل قطاع الطاقة مع بقية القطاعات، وما يستلزمه ذلك من استثمارات بقطاعات أخرى لا تُعرف حاليًا ماهيتها وحجمها، كذلك مسألة التكامل الإقليمي والتي تستلزم وقتًا زمنيًا واستقرارًا سياسيًا داخل دول المنطقة وفيما بينها، إلى جانب مسألة النزاع القانوني فيما يتعلق بالعقود التي تم توقيعها من قبل نظام الأسد، والتي بموجبها منح حقوقًا لشركات روسية وإيرانية.
شهد قطاع النفط السوري، وهو ركيزة أساسية للاقتصاد، نموًا استثماريًا مستدامًا حتى اندلاع الصراع.
في عام 2010، توقع صندوق النقد الدولي أن يسهم القطاع بنسبة 18% من الناتج المحلي الإجمالي لسوريا، لكن الإنتاج بدأ بالتراجع في عام 2012 بسبب اندلاع الحرب والعقوبات الدولية التي فرضت على سوريا منذ ذلك الوقت، ما أجبر 11 شركة دولية مسؤولة عن 49.6% من إجمالي إنتاج النفط الخام السوري عام 2010 على التخلي عن عملياتها.
قدّرت قيمة الأضرار التي أبلغ عنها في منشآت قطاع النفط والغاز في سوريا منذ عام 2011 وحتى نهاية النصف الأول من عام 2023 بنحو 115.2 مليار دولار أمريكي.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى