
منهل لتعبئة مياه الشرب في بلدة المزيريب يستخدمه سكان تل شهاب -11 أيار 2025 (عنب بلدي/ محجوب الحشيش)
منهل لتعبئة مياه الشرب في بلدة المزيريب يستخدمه سكان تل شهاب -11 أيار 2025 (عنب بلدي/ محجوب الحشيش)
درعا – محجوب الحشيش
أشرفت المؤسسة العامة لمياه الشرب في محافظة درعا جنوبي سوريا على حفر آبار داخل الحرم المائي لـ”عيون الساخنة” في بلدة تل شهاب بريف درعا الغربي، مع انتظار خطوات لاحقة بربط الآبار بشبكة مياه الشرب وإيصالها إلى الخزانات الرئيسة نهاية حزيران الحالي.
وشكك سكان في بلدة تل شهاب بقدرة المؤسسة على إيصال المياه لكامل أنحاء البلدة، لأسباب تتعلق بالتعديات على الخط الرئيس وتلف الشبكة الرئيسة داخل البلدة.
“عيون الساخنة” المصدر الرئيس لمياه الشرب في تل شهاب، تعرضت للجفاف منذ عامين بعد تراجع نسبي في المنسوب إثر زيادة عدد الآبار العشوائية بمحيطها.
سبرت مؤسسة المياه عن طريق خبير جيولوجي وجود مياه جوفية في محيط “عيون الساخنة”، بعد عدة مطالب من قبل المجلس المحلي ووجهاء في البلدة بحل مشكلة مياه الشرب.
واشترطت المؤسسة حفر البئر على نفقة المجتمع المحلي، في حين تكفلت بإكساء البئر من “الكفر” الحديدي والمضخة واللوحة الكهربائية وتوصيله في الشبكة.
وبعد نجاح البئر الأولى، باشرت المؤسسة بحفر بئر ثانية في ذات المنطقة.
رئيس بلدية تل شهاب، علي الحشيش، قال لعنب بلدي، إن مؤسسة المياه في درعا استجابت لحفر بئرين بعد عدة مطالب من قبل المجلس المحلي بإيجاد حلول لمياه الشرب في البلدة.
وأضاف أن البئر الأولى تم تجريبها وأعطت غزارة “جيدة”، بينما تعتزم المديرية حفر بئر أخرى في الحرم المائي لـ”عيون الساخنة”.
وتوقع الحشيش أن تغطي الآبار 50% من حاجة البلدة من مياه الشرب، في حال حافظت الآبار على غزارتها.
وأضاف أن المجلس المحلي ينوي التقدم إلى مديرية الكهرباء بطلب إعفاء مضخات “عيون الساخنة” من التقنين، لتأمين أكبر قدر ممكن من ساعات التشغيل، بالإضافة إلى ربط هذه الآبار بالشبكة وإيصالها إلى الخزانات الرئيسة مع تفعيل جهاز التعقيم المرتبط بالشبكة.
أحمد الحشيش ناشط مدني في بلدة تل شهاب، تكفل بمتابعة حفر الآبار من تأمين حفارة ومتابعة الإكساء حتى التشغيل، وقال لعنب بلدي، إن الفكرة أتت بعد عدة مطالب من السكان لحل مشكلة المياه.
وأضاف أنه بعد تعهد المؤسسة العامة بإكساء الآبار، والتي تمثل التكلفة الأكبر، تبرع أحد مالكي الحفارات بحفر الآبار في “عيون الساخنة” على نفقته.
وأضاف أحمد أن القدرة التجريبية لإحدى الآبار تصل إلى 70 مترًا مكعبًا في الساعة، ومن المتوقع أن يتم تأمين 140 مترًا في الساعة في حال نجحت البئر الثانية.
وذكر أن مساحة البلدة الواسعة وكثافة السكان تحتاجان إلى أربع آبار في الحد الأدنى، بينما يبلغ عدد سكان تل شهاب 13 ألف نسمة، بحسب رئيس بلدية تل شهاب.
شكك عدد من سكان بلدة تل شهاب بإمكانية إيصال المياه إلى الخزانات الرئيسة لطول الخط الرئيس المغذي للخزانات، والذي يكثر عليه التعديات.
منصور مساكب من سكان البلدة قال لعنب بلدي، إن من الصعب ضبط التعديات على الخط الرئيس، إذ حاول المجتمع المحلي سابقًا عشرات المرات ولم يفلح في ضبطها، وبعضهم يستخدمها لسقاية المزروعات.
ويرى منصور أن من الأفضل حفر آبار متعددة في أحياء مختلفة، يكون الهدف من كل بئر تغذية كل حي بعينه ولو بغزارة منخفضة.
رئيس البلدية قال إن المؤسسة العامة والمنظمات الدولية حفرت عددًا من الآبار في مناطق مختلفة، لكن معظمها فشل في جدوى الغزارة المائية، كما أن الحفر في “عيون الساخنة” يسهل على المؤسسة العامة لمياه الشرب تزويد الآبار بالكهرباء.
في حين اعتبر راتب الرفاعي، وهو عضو بلجنة محلية في تل شهاب وعمل خلال السنوات الماضية على الإشراف على الخدمات العامة في البلدة ومن ضمنها مياه الشرب، أن أفضل الحلول هو ربط المياه وحصرها في الخزانات الرئيسة لضمان أكبر عدالة في التوزيع، ثم ضبط التعديات على الخط الرئيس، ونشر ثقافة مجتمعية عبر الوجهاء في التوعية من هدر المياه وعدم استغلال المياه عبر ثقب الخطوط إلا عن طريق موظف الشبكة.
وأضاف الرفاعي أن حفر الآبار لا يلغي مشكلة مياه الشرب المستمرة منذ سنوات، إلا أنه يخفف من معاناة السكان في شراء المياه من الصهاريج الجوالة، إذ قدّر حاجة الأسرة لمياه الشرب أسبوعيًا بـ100 ألف ليرة سورية.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى