
اللاعب السوري- التركي كمال جنبلاط (تعديل عنب بلدي)
اللاعب السوري- التركي كمال جنبلاط (تعديل عنب بلدي)
أثار إعلان نادي “الوحدة” الرياضي الدمشقي عن عودة لاعب كرة السلّة التركي- السوري كمال جنبلاط موجة من الجدل بين أوساط السوريين.
النادي نشر عبر منصة “فيسبوك“، “نرحب بنجمنا بطل الحادية عشرة كمال جنبلاط”، في إشارة إلى فوز الفريق البرتقالي بلقبه الـ11 العام الماضي ببطولة كرة السلة، برفقة اللاعب التركي.
أغلقت إدارة النادي التعليقات على منشورها المتضمن إعلان عودة اللاعب، ما يشير إلى تليقها تعليقات غاضبة حذفتها، ويدل على ذلك تفاعل “أغضبني” على المنشور.
سارعت وزارة الرياضة والشباب، إلى إصدار بيان، في 20 من حزيران، تعلن فيه تجميد مشاركة اللاعب جنبلاط، والتحقيق في خلفية الادعاءات بحقه، إلى جانب اللاعب، علاء النائب المشارك في بطولة كمال الأجسام.
الرياضة ذكرت أن نادي “الوحدة” أبدى تجاوبًا واستعدادًا لأي قرار يصدر بهذا الشأن، انطلاقًا مما وصفته “الإحساس العالي بالمسؤولية الوطنية”.
وحتى لحظة تحرير المادة، لم تشر إدارة النادي إلى الجدل الحاصل بشأن إعلانها، على معرفاتها الرسمية.
المتحدث باسم الوزارة مجد الحاج أحمد قال ضمن البيان، إن “دماء شهدائنا ومعاناة شعبنا وتضحيات المهجّرين هي خط أحمر لا يمكن تجاوزه أو التساهل فيه، وهي أساس في تقييم أهلية أي شخص لتمثيل الرياضة السورية أو الانخراط في مؤسساتها”، وفق تعبيره.
وبرر أن الوزارة ورغم التحديات التي تواجهها في بناء قطاع رياضي “وطني حر ونزيه”، لا تستبعد أن تتسلل بعض الحالات غير المؤهلة إلى المفاصل الرياضية، ولكنها في المقابل تؤكد التزامها بالمتابعة والمحاسبة، وعدم التهاون مع أي انتهاك يمسّ “تضحيات السوريين أو يُخالف ثوابتهم الوطنية”.
كمال جنبلاط/ جونبلاط “kemal canbolat” هو لاعب تركي ينحدر من ولاية هاطاي جنوبي تركيا، والحدودية مع سوريا.
لعب إلى جانب المنتخب السوري، بعد أن حصل على الجنسية السورية عام 2020، إضافة إلى نادي “الوحدة” في دمشق.
وفي تركيا، لعب في نوادٍ تركية، آخرها قبل نزوله إلى سوريا، نادي “إسكي شهير” الرياضي، وهو من مواليد عام 1994، ويبلغ طوله 2.11 متر.
يمتلك اللاعب جنبلاط في سجلّه مواقف مثيرة للجدل، خلال مسيرته الرياضية في سوريا، أبرزها دعمه للنظام السوري السابق، والرئيس المخلوع، بشار الأسد، إلى جانب المواقف العنصرية تجاه السوريين المقيمين في تركيا.
وكان جنبلاط من أبرز الداعمين لمسار التطبيع التركي مع النظام السوري، داعيًا الحكومة التركية والرئيس، رجب طيب أردوغان، إلى المصالحة مع الأسد في أكثر من مناسبة.
وروّج جنبلاط إلى عودة السوريين إلى بلدهم خلال عهد النظام السابق، معتبرًا أن الحياة في سوريا طبيعية.
ونشر تغريدة على منصاته، تضمنت تسجيلًا مصورًا لإحدى المباريات في مدينة حلب شمالي سوريا، قائلًا “أنا هنا في الملعب بحضور 15 ألف متفرج جاءوا لتشجيع فريقهم”، متسائلًا بلغة تهكمية: “أين الحرب؟”.
يمتلك جنبلاط حسابًا في منصة “فيسبوك” وآخر على “إكس” وفي حين كان الأخير مخصصًا لآرائه السياسية، كانت المنصة الزرقاء موجهة إلى السوريين أكثر، باعتبارها أكثر انتشارًا في أوساطهم.
وينشر جنبلاط على “فيسبوك” منشورات باللغات العربية والإنجليزية، إلى جانب التركية، بينما يقتصر نشره في “إكس” على التركية.
جنبلاط، صاحب الشنبات المميزة والتي يستخدمها في تسجيل نقاطه، تعبيرًا عن نصره، يخفي خلفها بعدًا قوميًا متعصبًا لعرقه التركي، بحسب ما رصدته عنب بلدي.
وينتمي جنبلاط إلى التيار القومي “الكمالي” المتشدد، ويشارك في مظاهرات هذا التيار ومسيراته وفعالياته، ويدعم أحزابًا قومية متطرفة، أبرزها حزب “النصر”، ورئيسه أوميت أوزداغ.
أوزداغ هو أبرز السياسيين الذين يحرضون على السوريين في تركيا، واعتقل في كانون الثاني الماضي، بتهمة “التحريض على الكراهية والعداء”، وأخلي سبيله في 17 من حزيران الحالي.
واعتبر جنبلاط، حين توقيف أوزداغ، أن فرح السوريين باعتقاله سبب كافٍ للوقوف إلى جانبه.
إلى جانب أوزداغ، يدعم جنبلاط سياسيين وأحزاب متطرفة، منها السياسية إيلاي أكسوي عضو حزب “الديمقراطية” والسياسي السوري- التركي، دنيز بستاني.
ولا يخفِ جنبلاط، مواقفه العنصرية تجاه السوريين في تركيا، ويدعو باستمرار إلى ترحيلهم، قبل سقوط النظام وبعده.
وحملت بعض منشوراته التحريضية، طابعًا تهكميًا لا يخلو من استهزاء بالسوريين، دفع إعلاميين موالين للنظام السابق، بالمطالبة بسحب الجنسية منه.
الإعلامي شادي حلوة، والعضو السابق لمجلس نادي “الأهلي الحلبي/ الاتحاد”، نشر عبر حسابه في “فيسبوك” مطالبًا رئيس شعبة المخابرات العامة، والجهات المعنية، بحسب الجنسية.
واعتبر حلوة أن جنبلاط استهزأ بالسوريين في تركيا والجنسية السورية، إذ أعرب الأخير عن ولائه لتركيا، معتبرًا أن الجواز السوري هو لممارسة الرياضة فقط.
نشر اللاعب جنبلاط في يوم سقوط النظام السابق، 8 من كانون الأول 2024، “أتمنى لسوريا تعيش فيها جميع الأديان والمذاهب في سلام، ولا يجوع الناس، وتسود العدالة. الله يساعد الشعب السوري المضطهد”، ما اعتبره البعض عدولًا عن مواقفه السابقة.
وفي 11 من كانون الأول 2024، قال جنبلاط في مقابلة له مع قناة “ODA” إنه لا يعلم ما إذا كانت الرياضة ستستمر في سوريا وأن هناك شكوكًا حول النظام الجديد، معتبرًا أن حياته الرياضية في سوريا انتهت بالنسبة له.
وأضاف أنه لا يخطط للاستمرار في سوريا، مشككًا بقدرة “هيئة تحرير الشام” (نواة السلطة في سوريا الآن) من تهيئة بيئة مناسبة للرياضة والحياة الاجتماعية، واعتبرهم “أشخاص ذوو عقلية جهادية إسلامية متطرفة”.
وربط جنبلاط عملية إسقاط النظام السابق، بعملية “طوفان الأقصى” التي أطلقتها “حركة المقاومة الإسلامية في فلسطين” (حماس) في 7 من تشرين الثاني 2023.
واعتبر أن إسرائيل نصبت فخًا، نافيًا إسقاط النظام عبر انتفاضة شعبية ثورية.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى