أمريكا تدخل الحرب الإسرائيلية- الإيرانية بضرب منشآت نووية

دمار مباني في تل أبيب إثر القصف الإيراني - 22 حزيران (القناة 13 الإسرائيلية)

camera iconدمار مبانٍ في تل أبيب إثر القصف الإيراني - 22 حزيران 2025 (القناة 13 الإسرائيلية)

tag icon ع ع ع

هاجمت طائرات حربية وغواصات أمريكية، ثلاثة مواقع نووية رئيسية في إيران، فجر اليوم، الأحد 22 من حزيران.

وقال الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، عبر حسابه في منصة “إكس“، “لقد أكملنا هجومنا الناجح للغاية على المواقع النووية الثلاثة في إيران، وهي فوردو ونطنز وأصفهان”.

وأعلن أن هدف الضربات، كان تدمير قدرة إيران على تخصيب اليورانيوم، ووقف التهديد النووي الذي تشكله الدولة الراعية للإرهاب رقم واحد في العالم.

وأشار في خطابه “المتلفز” من البيت الأبيض، عقب انتهاء الهجوم على إيران، إلى أن المنشآت النووية “دُمرت بالكامل”.

وحذر من احتمال وقوع المزيد من الضربات، مؤكدًا أن على إيران، “المتسلطة” في الشرق الأوسط، أن تُحقق السلام الآن، وإلا فستكون الهجمات المستقبلية أشد وأسهل بكثير.

وأصابت الغارات، مركزين رئيسيين لتخصيب اليورانيوم في إيران، هما منشأة “فوردو”، ومحطة تخصيب “نطنز”، والموقع الثالث قرب مدينة “أصفهان” القديمة، حسبما ذكرته الصحيفة الأمريكية “نيويورك تايمز“.

المستشار الاستراتيجي لرئيس البرلمان الإيراني، مهدي محمدي، قال إن المواقع النووية تم إخلاؤها منذ فترة، ولم تتعرض المنشآت لأضرار لا يمكن إصلاحها في هذا الهجوم.

وأكد نائب رئيس هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيراني للشؤون السياسية، أن المواقع الثلاثة المستهدفة “لا تحتوي على مواد قد تسبب أي تسرب إشعاعي”.

النائب عن مدينة قم في مجلس الشورى الإسلامي،  محمد منان رئيسي، ذكر أنه بناءً على معلومات دقيقة، وبخلاف “مزاعم أمريكا”، فإن منشآت “فوردو” النووية لم تتعرض لأضرار جسيمة، وغالبية الأضرار التي لحقت بالموقع كانت على السطح فقط وقابلة للإصلاح.

“فوردو” هي منشأة إيرانية نووية تحت الأرض، تعمل على تخصيب اليورانيوم، وتقع على بعد 20 كيلومترًا جنوب مدينة قم بالقرب من قرية فردو.

و”نطنز” هي إحدى المحطات الرئيسية ضمن برنامج إيران النووي، وتقع قرب مدينة نطنز، تُستخدم هذه المنشأة بشكل رئيسي لتخصيب اليورانيوم.

عواقب “وخيمة”

وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، قال عبر “إكس“، إن الولايات المتحدة، بصفتها عضوًا دائمًا في مجلس الأمن الدولي، ارتكبت انتهاكًا صارخًا لميثاق الأمم المتحدة، والقانون الدولي، ومعاهدة منع الانتشار النووي (NPT)، بمهاجمة المنشآت النووية السلمية الإيرانية.

وأكد أن أحداث هذا الصباح “صادمة ومخزية”، وستكون لها عواقب “وخيمة”، مشيرًا إلى أنه على كل عضو في الأمم المتحدة أن يشعر بقلق بالغ، إزاء هذا السلوك “الإجرامي” وغير القانوني والخطير للغاية.

“وبناء على ميثاق الأمم المتحدة وأحكامه، التي تسمح بالرد المشروع في سياق الدفاع عن النفس، فإن إيران تحتفظ بكل الخيارات للدفاع عن سيادتها ومصالحها وشعبها”، حسبما أضافه عراقجي.

بينما رحب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بالضربات الأمريكية على إيران، معتبرًا أن قرار ترامب “الجريء”، باستهداف المنشآت النووية الإيرانية بقوة الولايات المتحدة الجبارة والعادلة “سيغير مجرى التاريخ”.

واعتقد أن التاريخ سيسجل أن الرئيس ترامب تصرف لحرمان أخطر نظام في العالم من أخطر الأسلحة.

إيران ترد

إيران شنت صباح اليوم، هجوم صاروخي واسع بعد الهجمة الأمريكية على مواقعها النووية، إذ أطلقت الموجة العشرين من عملية “وعد صادق 3″، متضمنة حوالي 30 صاروخًا، ضد الأهداف التالية: مطارات بن غوريون، مركز الأبحاث البيولوجية الإسرائيلي، وقواعد دعم النظام ومراكز القيادة والسيطرة المتنوعة في إسرائيل، وفق وكالة “مهر” الإيرانية.

القناة “13” الإسرائيلية، ذكرت أن نحو 30 صاروخًا أطلقت من إيران باتجاه الوسط والشمال في هجومين متتاليين، ورُصدت إصابات مباشرة في نيس زيونا وحيفا وتل أبيب.

وأكدت وقوع أضرار جسيمة لحقت بالمواقع التي سقطت فيها الصواريخ الإيرانية، وتم إجلاء ما لا يقل عن 16 مصابًا.

بدوره، أعلن الجيش الإسرائيلي أن سلاح الجو بدأ بموجة هجمات غربي إيران.

وذكرت وكالة “تسنيم” الإيرانية، اليوم، أن الدفاعات الجوية تمكنت من إسقاط طائرة مسيّرة إسرائيلية فوق مدينة قم، وسط البلاد.

إدانة دولية

قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، اليوم، إن استخدام الولايات المتحدة للقوة ضد إيران، “تصعيد خطير في منطقة هي أصلًا على حافة الهاوية، وتهديد مباشر للسلم والأمن الدوليين”.

وحذر من الخطر المتزايد حول خروج هذا الصراع عن نطاق السيطرة بسرعة، مع عواقب كارثية على المدنيين والمنطقة والعالم.

ودعا غوتيريش الدول الأعضاء إلى خفض التصعيد والالتزام بتعهداتها بموجب ميثاق الأمم المتحدة والقواعد الأخرى للقانون الدولي.

وأضاف، “في هذه اللحظة الحرجة، من الأهمية بمكان تجنب دوامة الفوضى. لا يوجد حل عسكري، الدبلوماسية هي السبيل الوحيد للمضي قدما، والسلام هو الأمل الوحيد”.

إنذار مسبق

قال مسؤولون أمريكيون، لوكالة “أكسيوس” الأمريكية، في 17 من حزيران، إن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، يفكر جديًا في الانضمام إلى الحرب الإسرائيلية الإيرانية.

وذكر المسؤولون حينها  أن ترامب ينوي شن ضربة أمريكية ضد المنشآت النووية الإيرانية، وخاصة منشأة تخصيب اليورانيوم تحت الأرض في “فوردو”.

وصرّح الرئيس الأمريكي ترامب أنه لا يرغب في “وقف إطلاق النار”، بل في “نهاية حقيقية” للحرب والبرنامج النووي الإيراني.

اليوم العاشر

ويدخل الهجوم الإسرائيلي- الإيراني اليوم، يومه العاشر، إذ أطلقت إسرائيل عملية “الأسد الصاعد” ضد البرنامج النووي الإيراني، في 13 من حزيران، وأعلن جيش الدفاع الإسرائيلي أن 200 طائرة مقاتلة، هاجمت أكثر من 100 هدف في إيران، بما في ذلك منشآت نووية.

وأعلنت إيران ردها بمهاجمة عشرات الأهداف في إسرائيل بالصواريخ، في مساء اليوم نفسه، بما في ذلك منشآت عسكرية وقواعد جوية، واستهدفت على وجه الخصوص وزارة الدفاع في تل أبيب.



مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة