برونزية لسوريا في بطولة “الكيك بوكسينغ” العالمية

منتخب سوريا للكيك بوكسينغ في بطولة كأس العالم (WAKO) - مدينة بودابست الهنغارية 16 حزيران 2025 (الاتحاد السوري للكيك بوكسينغ/ فيسبوك)

camera iconمنتخب سوريا للكيك بوكسينغ في بطولة كأس العالم (WAKO) - مدينة بودابست الهنغارية 16 حزيران 2025 (الاتحاد السوري للكيك بوكسينغ/ فيسبوك)

tag icon ع ع ع

 عنب بلدي – لبابة الطويل

حقق المنتخب السوري لـ”الكيك بوكسينغ” نتيجة متقدمة في بطولة كأس العالم (WAKO) التي أُقيمت في العاصمة الهنغارية بودابست، بمشاركة واسعة شملت 3955 رياضيًا من 52 دولة.

وتمكن اللاعب عبد الرحمن المرهج من بلوغ المربع الذهبي لفئة تحت 75 كغ بأسلوب “فل كونتاكت”، ليسجل حضورًا سوريًا على منصة التتويج ضمن إحدى أضخم البطولات العالمية في رياضة “الكيك بوكسينغ”.

كما نال اللاعب ريان كاكوني ميدالية تقديرية، عقب أداء وصفه الاتحاد السوري بـ”المميز”، رغم خروجه من الأدوار النهائية.

نقص عددي في التشكيلة

المنتخب كان من المفترض أن يتكوّن من ثمانية لاعبين، هم: محمد رحال، دافيد كالينيوك، محمد اسكاك، عبد الرحمن المرهج، العباس حاتم، أسامة قاسم، ريان كاكوني، إحسان الله معروف، إلا أن اثنين من الأسماء المدرجة لم يتمكنا من السفر بسبب انتهاء صلاحية الإقامة.

رئيس الاتحاد السوري لـ”الكيك بوكسينغ” و”المواي تاي” والقتال المختلط، سارية الجزائري، أوضح في حديث إلى عنب بلدي أن السبب يعود إلى “مشكلات تتعلق بانتهاء الإقامة”.

ورغم هذا النقص العددي، اعتبر الجزائري أن المشاركة شكلت فرصة لاكتساب اللاعبين مزيدًا من الخبرة في المحافل الدولية، لافتًا إلى أن النتائج لم تكن بمستوى الطموحات، لكنها تبقى خطوة مهمة ضمن خطة الإعداد للبطولات المستقبلية.

أداء تحكيمي لافت وترقية دولية

البطولة سجلت أيضًا إنجازًا على صعيد التحكيم، من خلال ترقية الحكم السوري خالد حجي إلى الدرجة الدولية “B”، وهو ما اعتبره الاتحاد مؤشرًا على تقدم الكوادر السورية في مجالات التنظيم والإدارة.

وشارك في إدارة النزالات الحكم راتب حتاحت إلى جانب حجي، ضمن طاقم تحكيم دولي أشرف على مجريات البطولة.

ووفق ما أكده الجزائري، فإن “وجود حكام سوريين على هذا المستوى يسهم في تعزيز حضور اللعبة محليًا ودوليًا، وينعكس إيجابًا على جودة البطولات المحلية”.

بالتوازي مع الاستعداد للمشاركة في بطولة العالم المقبلة المقررة في تشرين الثاني المقبل بأبو ظبي، اختتم الاتحاد السوري لـ”الكيك بوكسينغ”، في 14 من حزيران الحالي، دورة تدريبية متخصصة لتأهيل المدربين وفحص الأحزمة السوداء، بمشاركة واسعة تجاوزت 70 متدربًا من مختلف المحافظات.

شهد اليوم الختامي من الدورة سلسلة محاضرات علمية، شملت مواضيع في أساسيات التدريب الرياضي، والوقاية من الإصابات، والإسعافات الأولية، قدمها كل من عبد الله الجزائري، ولمى العضل، وحسام معتوق.

وتقدّم 62 متدربًا لاختبارات الأحزمة السوداء بمختلف درجاتها، حيث جرت التقييمات النظرية والعملية بإشراف لجنة فنية برئاسة سارية الجزائري، وعضوية كل من: عيسى أبو نصار، عبد الباسط العموري، علاء الدين الشيخ نايف، محمد الحوراني، حسام معتوق.

الدورة، التي حظيت بإشادة واسعة من المشاركين، شكّلت، بحسب الاتحاد، خطوة أساسية في تطوير الكوادر المحلية تمهيدًا لرفع كفاءة التدريب الفني وتعزيز قاعدة اللعبة في الداخل، استعدادًا للاستحقاقات المقبلة.

بناء داخلي لتعزيز الحضور الخارجي

يرى القائمون على الاتحاد أن تحسين نتائج سوريا في البطولات الدولية يرتبط بشكل مباشر بتطوير قاعدة اللعبة داخل البلاد، عبر تأهيل المدربين، وتوسيع قاعدة اللاعبين، وزيادة فرص الاحتكاك في البطولات المحلية والخارجية.

وقال الجزائري، إن “بناء قاعدة قوية داخليًا، وتوفير فرص تدريب وتطوير للكوادر الفنية، يُعزز من فرصنا في حصد ميداليات على الساحة العالمية”.

تحديات مستمرة.. وتطلعات مستقبلية

المشاركة في بودابست عكست واقعًا مزدوجًا للرياضة السورية، فمن جهة، تمكن لاعب من الوصول إلى منصة التتويج رغم قلة الإمكانات، ومن جهة أخرى، كشفت البطولة عن استمرار صعوبات لوجستية وتنظيمية قد تعوق أي تطور مستقبلي ما لم يتم التعامل معها بفعالية.

وتباينت الآراء في الأوساط المهتمة برياضة “الكيك بوكسينغ”، إذ رأى البعض أن الإنجاز المتحقق يشير إلى وجود طاقات قادرة على المنافسة، فيما دعا آخرون إلى تحسين ظروف الإعداد والتدريب، وتوفير معسكرات خارجية تتيح احتكاكًا أكثر جدية مع المستويات العالمية.

ورغم اقتصار المشاركة على ستة رياضيين، استطاع المنتخب السوري تسجيل حضوره في البطولة، سواء من حيث عدد المشاركين أو قوة المنافسة.

ويمثل هذا الحضور خطوة رمزية وميدانية في الوقت ذاته، في سياق إعادة بناء وتفعيل الرياضات القتالية، وفي ظل تنافس دولي يتطلب استعدادًا عالي المستوى ومصادر دعم أكثر استقرارًا.

ويأمل القائمون على اللعبة أن تكون بطولة أبو ظبي المقبلة فرصة لترجمة جهود التحضير إلى نتائج عملية، سواء على صعيد الأداء أو التتويج، ما قد يمنح “الكيك بوكسينغ” السوري دفعة جديدة باتجاه الانتشار والتطور.



مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة