
مجلس الأعمال الأمريكي - السوري يستضيف المائدة المستديرة رفيعة المستوى للمصارف السورية- 18 حزيران 2025 (مجلس الأعمال السوري الأمريكي)
مجلس الأعمال الأمريكي - السوري يستضيف المائدة المستديرة رفيعة المستوى للمصارف السورية- 18 حزيران 2025 (مجلس الأعمال السوري الأمريكي)
عنب بلدي – جنى العيسى
في 14 من حزيران الحالي، أعلن مجلس الأعمال الأمريكي- السوري، من واشنطن، عن انطلاق أعماله رسميًا كمنظمة مستقلة، غير ربحية وغير سياسية، تتخذ من العاصمة الأمريكية مقرًا لها.
إعلان تأسيس المجلس وفق بيان صادر عنه جاء بعد جنى العيسى اللقاء الذي جمع الرئيس السوري للمرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، بالرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، والإعلان رسميًا عن بدء رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة على سوريا.
يعد مجلس الأعمال الأمريكي- السوري من أول المجالس المشتركة التي أعيد تفعيلها عقب سقوط النظام المخلوع، مع توقعات بالإعلان عن تشكيل مجلس الأعمال البريطاني- السوري في وقت قريب.
يتكون مجلس الأعمال الأمريكي- السوري من مجلس إدارة ومجلس استشاري يضمان نخبة من الخبراء في مجالات التجارة والقانون والضرائب والصناعة والتكنولوجيا، إضافة إلى فريق تنفيذي متفرغ.
الأعضاء المؤسسون
أعضاء مجلس الإدارة:
جهاد سلقيني: رجل أعمال وهو المؤسس والمدير التنفيذي لشركة “Tecore Networks”.
عصام غريواتي: رئيس غرفة تجارة دمشق، ورجل أعمال.
عبد الحميد العاقل: رجل أعمال، وهو المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة “T-Cetra”.
ماركي بريتن: سيدة أعمال من شركة “Ammoora Hospitality”.
باسل عجة: رجل أعمال، وهو الرئيس التنفيذي لشركة “LigaDATA”.
أعضاء المجلس الاستشاري:
سمير صابونجي: محامٍ ومستشار قانوني ومسؤول سياسات.
كمال هيكل: محامٍ ومستشار قانوني ورجل أعمال، من شركة “Officelogix”.
لؤي الحمصي: مستشار مالي ورجل أعمال من شركة “InnoTech”.
للحديث عن ضرورة إعادة تفعيل مجالس الأعمال المشتركة وطبيعة دورها في الوقت الراهن، وعن آلية عمل مجلس الأعمال الأمريكي- السوري على وجه الخصوص، وخطة عمله، والانعكاسات المرتقبة جراء ذلك على سوريا، التقت عنب بلدي بعضو المجلس عبد الحميد العاقل.
العاقل هو رجل أعمال، وهو المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة “T-Cetra” المتخصصة بالتكنولوجيا والاتصالات والتلفزيون.
حصل عبد الحميد على جائزة “إرنست ويونغ” لريادة الأعمال لعام 2022، وكان مرشحًا نهائيًا على المستوى الوطني لمساهمته البديلة في قطاع التكنولوجيا المالية، أسس شراكات استراتيجية مع الصناعة مثل “Verizon” و”Amazon” و”Google”.
حول ضرورة إعادة تفعيل مجالس الأعمال المشتركة، قال رجل الأعمال عبد الحميد العاقل، إن سوريا مليئة بالطاقات والخبرات السورية الموجودة خارج البلاد التي ترغب بإعادة إعمار سوريا من موقعها الخارجي، كما أن هناك رغبة كبيرة لدى الشركات الأجنبية بالتفاعل مع الوضع السوري الجديد.
في ظل عدم وجود العديد من السفارات لدول العالم في سوريا، تعاني هذه الشركات من وجود آلية لوصولها إلى سوريا، لذا يمكن أن يكون لمجالس الأعمال المشتركة دورًا فعالًا في هذا المجال، وتفعيل الشراكات المختلفة.
من هذا المنطلق يرى العاقل وجود ضرورة لتفعيل مجالس الأعمال السورية الأوروبية بعدة مدن أوروبية، حتى تكون هناك بوابة للشركات للانخراط في السوق السورية من الناحيتين الاقتصادية والتجارية.
في 18 من حزيران الحالي، نظم مجلس الأعمال الأمريكي- السوري لقاء ضم أكثر من 15 ممثلًا رفيع المستوى عن أكبر وأبرز المؤسسات المالية الغربية، إضافة إلى خمسة من أبرز المصارف الخاصة في سوريا، ومصرف سوريا المركزي، وممثلين عن حكومتي الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، والاتحاد الأوروبي، والأمم المتحدة، والسفير الأمريكي لدى تركيا والمبعوث الخاص إلى سوريا توم براك.
كان الهدف من اللقاء عرض مقومات التنمية في القطاع المصرفي السوري، ومزايا الاستثمارات المالية والمصرفية وباقي القطاعات في سوريا أمام المؤسسات المالية الأمريكية والعالمية.
وتعليقًا على أول تحرك للمجلس قال عبد الحميد العاقل، إن قضية البنوك أولوية وحلها مفتاح رئيس لدخول جميع المجالات، ما دفعهم للتواصل مع عدد من البنوك الأمريكية وجمعها بجهات سورية، بهدف عرض الواقع المصرفي والمالي وتذليل العقبات التي قد تواجههم بنشاطاتهم المقبلة في سوريا.
يعمل مجلس الأعمال الأمريكي- السوري لتحقيق هدف رئيس طويل الأمد، يتمثل برفع قيمة المبادلات التجارية بين الولايات المتحدة الأمريكية وسوريا، بحسب ما أوضحه عضو المجلس عبد الحميد العاقل.
قبل عام 2011 كانت قيمة المبادلات قليلة جدًا، فيما يهدف المجلس لرفع هذه القيمة لتصل لعدة مليارات.
سيركز المجلس في نشاطاته على عدة قطاعات رئيسة أولوية تتمثل أولًا بالزراعة ثم البنى التحتية، والسياحة، والنسيج، والمواصلات، والقطاع الصحي، والطاقة، والاتصالات والتكنولوجيا، والعقارات وتنقية المياه، وأجهزة الحماية الأمنية وغيرها من القطاعات.
يظهر حجم التجارة الأمريكية في السلع مع سوريا أرقامًا خجولة جدًا، فمثلًا بلغت قيمة الصادرات الأمريكية إلى سوريا في 2024 الماضي مليوني دولار أمريكي، وقيمة الواردات من سوريا 10.7 مليون دولار أمريكي.
وحتى قبل الثورة، لم يصل حجم التجارة لحدود المليارات، فمثلًا بلغت قيمة الصادرات الأمريكية إلى سوريا في 2010 نحو 500 مليون دولار أمريكي، فيما وصلت قيمة الواردات إلى 429 مليون دولار.
في عام 2009 كانت الأرقام بحدود 300 مليون دولار أمريكي بالاتجاهين، فيما هبطت هذه الأرقام بعد عام 2011 إلى ما لا يتجاوز 20 مليون دولار فقط.
سيكون للمجلس دور في تسهيل عمل الشركات الأمريكية الراغبة بدخول السوق السورية عبر استثمارات عديدة، بحسب عبد الحميد العاقل.
وأضاف عضو المجلس الأمريكي- السوري أن جزءًا من اهتمام المجلس سيركز أيضًا على دعم الشركات السورية الراغبة بتصدير منتجاتها إلى الولايات المتحدة الأمريكية.
سابقًا كانت تصل المنتجات السورية إلى أمريكا، أبرزها من المواد الغذائية مثل زيت الزيتون والصابون والبهارات والكمون والفليفلة، بالإضافة إلى المفروشات (الموزاييك) وهي منتجات اعتبرها عبد الحميد العاقل ضعيفة.
يطمح المجلس لتنشيط هذا السوق، عبر مساعدة الشركات السورية في فهم المعايير الأمريكية بهذا السياق لضمان أرقام تصدير جيدة، وتصدير المواد كمواد مصنعة ليس بالضرورة تصديرها كمواد خام، وضمان أن تكون منافسة في الأسواق.
تتمثل آلية عمل مجلس الأعمال الأمريكي- السوري بثلاثة محاور، الأول تنظيم جلسات طاولة مستديرة تجمع أطرافًا معينة سواء من الشركات أو المشرعين بالبلدين في قطاع محدد.
يتعلق المحور الثاني بالمؤتمرات التي ستجري في كل من أمريكا وسوريا، فيما يركز المحور الأخير على الوفود التجارية بين البلدين مبدئيًا من واشنطن إلى دمشق، ثم مستقبلًا من سوريا نحو أمريكا.
يؤكد عبد الحميد العاقل أن سوريا غنية بالخبرات والطاقات السورية التي لم تكن مفعلة سابقًا، فاليوم السوريون موجودون بأمريكا في جميع القطاعات كرواد أعمال في شركات صغيرة وكبيرة أو متوسطة، وقادرون على لعب أدوار قيادية في شركات أمريكية كبرى.
يعتمد تاريخ سوريا الاقتصادي على الزراعة والصناعة، الأمر الذي سيجعلها دولة اقتصادية قوية بالاعتماد على هذه القطاعات، لكنها تحتاج إلى بعض الدعم في مجال البنى التحتية والاستثمارات لتؤمّن نهضة قوية تضعها على الطريق الصحيح، وفق ما يرى عبد الحميد العاقل.
وأضاف رجل الأعمال، أن سوريا في المستقبل يمكن ألا تصدّر المنتجات الزراعية الخام، ومن الممكن أن تكون لصادراتها قيمة مضافة، فمثلًا بدل تصدير القطن، يمكن تصدير ملابس بجودة عالية، وبدل تصدير الصابون كمواد خام يمكن تصديرها كمادة نهائية لسوريا لمسة فيها.
من ناحية الصناعة، سوريا دولة صناعية بامتياز، لديها موارد طبيعية هائلة، والشباب السوري منتج وعامل وفتي، كان له حضور كبير في جميع دول اللجوء خلال السنوات الماضية، كما أن سوريا غنية بالطاقة، ما يضمن أن تلعب دورًا كبيرًا في مجال الصناعة.
كما أن موقع سوريا الاستراتيجي على البحر المتوسط، يضمن وصول المنتجات بسرعة إلى أوروبا.
من الناحية التكنولوجية، اكتسب الشباب السوري خبرات مكثفة عديدة في هذا المجال خلال السنوات الماضية، خاصة المتعلقة بالصناعات البرمجية، ما سيجعل من سوريا بلدًا متقدمًا في قضايا التكنولوجيا وسوقًا بديلة للخبرات التي عادة ما تذهب إليها العالم في الهند.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى