
مؤتمر صحفي للمتحدث باسم وزارة الداخلية السورية على خلفية تفجير كنيسة مار الياس في دمشق - 22 حزيران 2025 (الإخبارية السورية)
مؤتمر صحفي للمتحدث باسم وزارة الداخلية السورية على خلفية تفجير كنيسة مار الياس في دمشق - 22 حزيران 2025 (الإخبارية السورية)
أدانت وزارة الداخلية التفجير الذي استهدف كنيسة “مار الياس الغيور” في منطقة الدويلعة بدمشق مساء الأحد 22 من حزيران، وحملت تنظيم “الدولة الإسلامية” المسؤولية، متعهدة بحماية دور العبادة.
وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية، نور الدين البابا، خلال مؤتمر صحفي عقب استهداف الكنيسة، إن المعطيات الأولية إلى أن التفجير الذي وقع اليوم هو “نتيجة هجوم انتحاري يتبع لتنظيم الدولة الإسلامية (داعش) الإرهابي، وقد أسفر عن سقوط عدد من الشهداء الأبرياء، وأثار الذعر في نفوس المواطنين الآمنين”.
وأوضح البابا، أن هذا الهجوم ليس المحاولة الأولى التي يسعى من خلالها هذا التنظيم إلى استهداف المدنيين، مشيرًا أن وزارة الداخلية تمكنت في وقت سابق من إحباط محاولتي تفجير في كل من منطقة السيدة زينب وكنيسة معلولا، وذلك من خلال عمليات دقيقة ومعقدة.
وأضاف أن وزارة الداخلية، تعمل مع الجهات المعنية لكشف تفاصيل الحادثة، وتواصل التحقيقات وجمع الأدلة لتحديد هوية المنفذ.
وأكد أن “يد العدالة ستطال كل من تسول له نفسه المساس بأمن سوريا بكل مكوناتها”، معتبرًا أن هذه “الجريمة” لن تنال من تماسك الشعب السوري بل ستزيده إصرارًا على التلاحم والوقوف صفًا واحدًا في وجه كل من يسعى لبث التفرقة وزعزعة الاستقرار.
ودعا البابا، وسائل الاعلام المحلية والدولية إلى الالتزام بالدقة وتوخي المسؤولية الإنسانية والوطنية في نقل الأخبار وتناقل المعلومات، كما دعا المواطنين إلى عدم الإنجرار وراء الإشاعات والاعتماد على المصادر الرسمية ريثما تكتمل نتائج التحقيقات الجارية.
وزارة الداخلية، وبتوجيه مباشر من السلطة السورية، تؤكد بحسب البابا أن “أمن دور العبادة خط أحمر وأن كل الجهود ستسخر لضمان حرية أمان المواطنين لتأدية شعائرهم الدينية، وصون النسيج الوطني الذي حاول الأعداء والمجرمون مرارًا تمزيقها”.
وفي رده على أسئلة الصحفيين المشاركين في المؤتمر، أكد المتحدث باسم وزارة الداخلية، نور الدين البابا، أن المستهدف الأول من هذا الهجوم ليس المكون المسيحي “الأصيل” في سوريا بل كل السوريين بمختلف مكوناتهم، منوهًا إلى أن الموقف الوطني لعموم المكون المسيحي الموجود في سوريا كان السبب الرئيسي لاستهدافه “في يوم يعتبر يوم مهم لدى المكون المسيحي من الناحية الدينية، ودور عبادة لها مكانة رمزية خاصة”.
وحول اتهام تنظيم “الدولة”، أوضح البابا أن التنظيم “يهدف إلى بث الفرقة الطائفية وإلى تشجيع كل مكون طائفي في سوريا، على حمل السلاح بغية أن يظهر أن الدولة السورية عاجزة عن حماية مكوناتها ومواطنيها، وإنتاج ميليشيات طائفية في سوريا”.
وكشف أن التحقيقات الأولية للحادثة، أظهرت أن من قام بها شخص واحد وليس اثنين، وأنه لا يمكن البت بهوية المنفذ قبل نهاية التحقيقات، أو إن كان موجودًا في دمشق أو خارجها.
كما لفت إلى أن النظام السابق وفلوله لديهم مصلحة “كبرى” في موضوع إشاعة الفوضى والتفرقة الطائفية في سوريا.
وأشار إلى أن مشكلة تنظيم “الدولة” ليست مشكلة أمنية بل هي مشكلة متداخلة من الناحية الفكرية أو المجتمعية أو الاقتصادية، إلا أن الجانب الأمني هو الجانب الطاغي فيها.
وأوضح نور الدين البابا، أن الدولة السورية تحاول عبر كل أجهزتها التخفيف قدر الإمكان من أثر “الفكر التكفيري” الذي ينشره التنظيم، واستنقاذ ما أمكن من الشباب المضللين عبر هذا التنظيم.
واعبر أن “ما حصل هو خرق أمني، وهذا الخرق الأمني يحصل في كثير من الدول مهما كانت درجة الحماية التي تؤمنها وأجهزتها الأمنية لمواطنيها، ومهما كان التقدم التقني الذي تمتلكه”.
تنظيم “الدولة” يعتمد على الأفراد و”يتحرك بأساليب إجرامية، ومن السهولة له اختيار أي هدف وتنفيذه عمليته مهما كان هذا الهدف”، بحسب المتحدث، ما يصعب على الأجهزة الأمنية التنبؤ بتحديد الهدف التالي للتنظيم، منوهًا أن الدولة السورية تبذل عبر أجهزتها الأمنية لإحباط أي “عمل إرهابي يهدد أمن الوطن والمواطنين”.
وأسفر التفجير عن ارتقاء 22 مدنيًا وإصابة 59 آخرين، في آخر حصيلة نشره المكتب الإعلامي في وزارة الصحة السورية عبر صفحتها على “فيسبوك”.
وذكرت وزارة الداخلية، في بيان عقب الحادثة مباشرة نشرته عبر “فيسبوك”، أن انتحاريًا يتبع لتنظيم “الدولة الإسلامية” دخل إلى كنيسة القديس مار إلياس في حي الدويلعة بالعاصمة دمشق، حيث أطلق النار، ثم فجّر نفسه بواسطة سترة ناسفة.
وتابعت أن المعلومات الأولية تشير إلى ارتقاء عدد من المدنيين وإصابة آخرين بجروح، وقد سارعت الوحدات الأمنية إلى موقع الحادث، وطوّقت المنطقة بالكامل، وبدأت الفرق المختصة بجمع الأدلة ومتابعة ملابسات الهجوم.
وأفاد مراسل عنب بلدي أن قوى الأمن الداخلي السورية فرضت طوقًا أمنيًا في محيط المنطقة وسط أعمال فرق الإنقاذ لانتشال الضحايا.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى