بحثًا عن الخصوصية والسعر المقبول

سكان دمشق يفضلون المزارع والمسابح في الصيف

أطفال يتعلمون السباحة في مجمع نادي الشباب الرياضي بالمزة - 19\6\2025 (عنب بلدي/نور حمزة)
tag icon ع ع ع

عنب بلدي – رغد عثمان

تتخذ معظم العائلات السورية المسابح الصيفية والمزارع والفيلات كوجهات مفضلة للراحة والاستجمام مع ارتفاع درجات الحرارة وبدء فصل الصيف، وللبحث عن فسحة ترفيهية للهروب من ضغوط الحياة اليومية.

في ظل التحديات الاقتصادية والمعيشية الراهنة، يبقى قضاء يوم في الطبيعة والهواء الطلق حلًا بسيطًا ومتاحًا نسبيًا لمعظم الأسر والأفراد.

عنب بلدي رصدت الأجواء العامة من خلال جولة استطلاعية لرصد مستوى الإقبال على المسابح والمزارع.

وتشهد المسابح إقبالًا متزايدًا من العائلات والأفراد في مختلف مناطق دمشق وريفها، مع غياب خيارات ترفيهية مناسبة.

أقل تقييدًا

تفضل مايا (شابة عشرينية) ارتياد المسابح لأنها لا تتطلب حجزًا مسبقًا أو التقيد بعدد محدد من الأشخاص، إلى جانب أن رسوم الدخول تكون غالبًا أقل من الأماكن الأخرى، وتوضح أن الرسوم تختلف بحسب “كم نجمة” إضافة إلى موقع المسبح والخدمات التي يقدمها.

يتفق عامر (شاب ثلاثيني)، وهو رب أسرة، مع مايا على أن المسابح أقل تقييدًا، إذ إن المسابح تمنحه حرية اختيار وقت الزيارة والخروج متى يشاء، لكنه يلفت إلى أن رسوم الدخول هذا العام ارتفعت إلى الضعف في بعض المسابح مقارنة بخدماتها التي بقيت محدودة، لكن تبقى الخيار المتاح والأنسب له.

من جهته، يوضح محمد توفيق، مدير أحد المسابح في منطقة كفرسوسة، لعنب بلدي، أن الموسم الصيفي تأخر هذا العام بسبب الامتحانات الدراسية والطقس، ما أثر سلبًا على حجم الإقبال في بدايته، ويرى أن من المبكر الحكم على الإقبال مقارنة بالعام الماضي، مضيفًا أن الأسعار لم تشهد زيادة ملحوظة، مع وجود فرق بسيط بين المسابح العائلية وتلك المخصصة للشباب أو للسيدات، ويرى توفيق أن المشاريع الخاصة كالمزارع قد تكون أكثر ربحًا وأقل مسؤولية، بغض النظر عن حجم الإقبال عليها، لعدم خضوعها للضرائب أو المتطلبات التنظيمية التي تُفرض على المسابح.

ويرى عمر محمد، مدير مسبح في منطقة المزرعة، أن الفئة الأكثر ترددًا على المسابح هي الأطفال، خاصة مع بدء العطلة الصيفية، وأن السبب وراء انخفاض الإقبال هذا الصيف يرجع إلى الظروف الاقتصادية الصعبة للمواطنين، إضافة إلى تراجع الاهتمام برياضة السباحة، وارتفاع رسوم الدخول بين المسابح عامة.

المزارع والفيلات.. الخصوصية والتكلفة

قالت ملك، طالبة جامعية من سكان مدينة داريا، إنها تفضّل الاصطياف بالمزارع لأنها أقل تكلفة من الفيلات وأكثر خصوصية من المسابح، ما يتيح لها أن تقضي وقتها مع أصدقائها وأسرتها، بعيدًا عن ضغط الدراسة والعمل، أما عن الأسعار، فما زالت تراها مقبولة مقارنة بما يُقدَّم من خدمات وترفيه.

من جانبها، بتول قصار، وهي أم لطفلين، أشارت إلى أنها استأجرت فيلا برفقة عائلتها وأقاربها لمدة يومين مع بداية هذا الصيف، وعلى الرغم من ارتفاع التكلفة عن الصيف الماضي، ترى بتول أن الفيلات لا تزال وجهة مفضلة للعائلات الكبيرة، لما توفره من مساحات واسعة، وحدائق خضراء.

يتزايد إقبال الناس على المزارع التي تحتوي مسابح هذا الصيف، بسبب تراجع قدرة المواطنين المعيشية، بينما كانت الفيلات الخيار الأبرز في السنوات السابقة، ويعود ذلك الإقبال لمساحتها الواسعة التي تستوعب حتى 35 شخصًا، مقابل 15 شخصًا فقط في المزارع، إضافة إلى خدمتها الأفضل وإطلالتها وتصميمها متعدد الطوابق، ما جعلها بديلًا للسفر لدى كثيرين، بحسب قول قصي سليمان، صاحب مكتب عقاري ومالك لعدد من المزارع والفيلات في ريف دمشق.

واقع الإيجار

يختلف الإيجار نسبيًا بين المزارع في مدينة دمشق حسب أيام العطل وعدد الساعات والأيام، إذ يبدأ غالبًا من 700 ألف ليرة سورية ويصل إلى مليون ليرة سورية، ويزيد في أيام الجمعة والسبت، وفقًا لجولة عنب بلدي.

بينما تُحدد إيجارات المزارع والفيلات في ريف دمشق وفق عدة عوامل، منها أيام العطل، والموقع الجغرافي وقربه من المدينة، وعدد الغرف، والمساحة، إضافة إلى الخدمات المتوفرة، إذ تتراوح الإيجارات بين 700 و800 ألف ليرة سورية يوميًا، في حين تبدأ إيجارات الفيلات من مليون وما فوق، وفق قصي.

في السياق ذاته، يرى محمد البدوي، مالك مكتب عقاري في منطقة كفرسوسة، أن الإقبال هذا الصيف على المزارع والفيلات كان أقل من العام الماضي، بسبب الضغوط الاقتصادية التي يواجهها معظم السوريين.

ودعا أصحاب المزارع والفيلات إلى تقديم عروض تناسب الواقع الحالي، لا سيما أن أغلب العائلات من ذوي الدخل المحدود، وأشار إلى أن تحديد الإيجارات يخضع لإشراف وزارة السياحة، لكنه يظل مرهونًا أيضًا بقرارات المالكين.

درجة الحرارة

قال رئيس مركز التنبؤ المركزي في المديرية العامة للأرصاد الجوية، شادي جاويش، في حديث سابق لعنب بلدي، في أيار الماضي، إن من المتوقع أن تكون الحرارة فوق المعدل خلال الصيف المقبل، وتحديدًا بأشهر حزيران وتموز وآب.

وأضاف جاويش أننا سنلاحظ ارتفاعًا بدرجات الحرارة، لكن ليس لدرجات “استثنائية”، أي فوق المعدل بدرجتين أو ثلاث درجات.

وذكر أن الحرارة ستكون أعلى من المعدل الطبيعي المعروف بالنسبة لدمشق ومعظم المناطق الداخلية (36 درجة)، وبالتالي يتوقع أن يصل المعدل إلى 40 درجة، ولن تكون هناك حرارة استثنائية مثل درجات 43 أو 44 كما في السنوات السابقة، بينما يتميز هذا الصيف بنسبة الرطوبة العالية.



مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة