تراجع عدد المواشي في ريف دمشق إلى 130 ألف رأس من الأبقار ونحو 1.5 مليون رأس من الأغنام 23 من نيسان 2025 (مديرية زراعة دمشق وريفها/فيسبوك)
جفاف وغلاء سعر الأعلاف
ريف دمشق يفقد ثروته الحيوانية
عنب بلدي – عمر علاء الدين
تشهد الثروة الحيوانية في ريف دمشق تراجعًا في أعدادها، مع شح الأمطار المياه الجوفية، وارتفاع درجات الحرارة، وبالتالي جفاف الينابيع والأنهار، التي كانت تروي المراعي كمصدر غذائي للمواشي.
محمد عبد الغني، راعي أغنام في قرية هريرة التابعة لمدينة الزبداني، قال لعنب بلدي، إن المراعي المنتشرة في المنطقة، أصبحت “هشيرًا” لا تصلح للمرعى، فالمطر كان في هذا العام قليلًا، ومعظم المراعي الخضراء لم تنبت كما هو الحال دومًا، مشيرًا إلى أنه يضطر لزيادة كمية العلف في فصل الصيف، لتغطية شح المراعي، وهو ما يزيد خسائره في الوقت الذي يعتبر فيه الرعي في فصل الصيف “الربح الذي ينتظره طيلة العام”.
وفي الزبداني، اعتبر علي عبد الرزاق، وهو مربي أبقار، أن سوق الأبقار اليوم أشبه ما يكون بـ”الميت” بعد عزوف الناس عمومًا عن شراء البقر أو منتجاته، سواء من اللحم الذي أصبح يقارب سعره الـ100 ألف ليرة سورية، أو الحليب البقري الذي يستعاض عنه بالحليب المجفف.
وفي حديثه لعنب بلدي، اشتكى المربي من غلاء أسعار العلف “المكبسل”، إذ وصل الطن الواحد منه إلى ثلاثة ملايين ليرة، إضافة إلى غلاء سعر الأدوية البيطرية عمومًا.
كل هذا، بحسب عبد الرزاق، أصبح يشكل عبئًا على المربي، الذي يلجأ في كثير من الأحيان إلى تغيير نشاطه، لأن تربية المواشي سواء أكانت بقرًا أم غنمًا أصبحت “مشروعا خاسرًا”.
تراجع أعداد المواشي
مدير زراعة دمشق وريفها، زيد أبو عساف، ذكر لعنب بلدي أن محافظة ريف دمشق، كانت غنية بأعداد المواشي، ففي إحصائية نشرتها وكالة الأنباء الرسمية (سانا)، في نيسان 2022، بلغ إجمالي عدد رؤوس الأبقار في المحافظة نحو 199 ألف رأس، ونحو 2.238 مليون رأس من الأغنام، و500 ألف رأس من الماعز، و10107 من الجمال التي يوجد معظمها في بادية دوما.
أبو عساف، قال لعنب بلدي، إن عدد المواشي في المحافظة حاليًا بلغ 130 ألف رأس من الأبقار ونحو 1.5 مليون رأس من الأغنام.
وأرجع أبو عساف سبب تراجع أعداد المواشي في المحافظة، إلى:
- ارتفاع تكاليف الإنتاج.
- ارتفاع أسعار الأعلاف.
- ارتفاع أسعار المحروقات.
- ارتفاع أسعار الأدوية البيطرية.
- انخفاض سعر الحليب.
وأضاف أبو عساف أن المديرية اتخذت عددًا من الإجراءات لتدارك هذا الوضع تمثلت بالقيام بحملات التحصين الوقائي المجاني ضد جميع الأمراض على مدار العام، وخصوصًا فيما يخص حملة تحصين الحمى القلاعية للأبقار التي تعطى مرتين بالعام ولقاح “البروسيلا” عند العجلات بعمر 3ـ7 أشهر.
وبالنسبة للأغنام، يجري العمل على التحصين ضد مرض “الإنتروتوكسيميا” (التسمم الدموي المعوي) على مدار العام، ولقاح “البروسيلا” لـ”الفطايم” (أنثى الخروف الصغيرة) بعمر 3-6 أشهر، وإعطاء لقاح جدري الأغنام، بحسب أبو عساف.
ويجري تحصين القطعان بشكل بؤري لمرض “الحمى” و”القلاعية” و”الباستريلا”، بحسب مدير زراعة دمشق وريفها.
بحسب أبو عساف، تقيم المديرية أيضًا ندوات إرشادية بشكل دائم ضمن دوائر الزراعة من قبل شعبة الصحة والإنتاج الحيواني للتعريف بالأمراض، وضرورة اتخاذ اجراءات العزل، وإعلام دائرة الصحة عند حدوث اي اشتباه بحالة مرضية، والعمل على “تقديم الخدمات المجانية للإخوة المربين”، حسب قوله.
وأشار مدير الزراعة إلى متابعة الواقع الصحي للماشية، وتقديم الخدمات ضمن نطاق المحافظة عن طريق المراكز البيطرية الموجودة ضمن الدوائر الفرعية، كما تقوم مديرية الزراعة، بحسب أبو عساف، بتقديم المساعدة لأي دائرة وإرسال الكادر الطبي مع الوحدات البيطرية المتنقلة الموجودة ضمن المديرية لتخديم المربين.
وستعمل المديرية لتامين أعلاف رخيصة الثمن للمربين وتشجيعهم على معاودة العمل، عبر تشجيع الفلاحين على زراعة المحاصيل العلفية، وتقديم التسهيلات لإدراجها ضمن الخطط الزراعية، بحسب ما قاله مدير الزراعة في دمشق وريفها.
وتقوم مديرية زراعة دمشق وريفها، بحسب أبو عساف، بالتنسيق مع المنظمات الدولية عند رغبتها في تقديم منح خاصة بالثروة الحيوانية أو المشاركة بالحملات التطوعية المنفذة على مستوى مناطق المحافظة.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :