“خطيئة أخيرة”.. دراما ترصد زيف العلاقات والصراعات الداخلية
“من عالم يضج بالزيف والتناقضات والخداع والتكلف، إلى صراعات نفسية داخلية، وعوالم خفية، وعلاقات عاطفية تُدار بالكذب والمصالح، لتتجلى نهاية شخصيات الحكاية بثلاثة مصاير، هي الندم والأسرار والخطايا”، خطوط درامية ترسم ملامح مسلسل “خطيئة أخيرة” الذي يواصل عرضه.
تدور أحداث المسلسل المشترك (سوري– لبناني) حول الشاب هشام (سامر إسماعيل)، الذي يحاول التخفي والدخول إلى عالم تاجر المخدرات صافي (عمار شلق)، المسؤول عن مقتل والده واختفائه.
ويتقرب هشام من ابنة صافي، كارما (ريمي عقل)، بغية كشف مصير شقيقته باسمة، التي اختفت داخل فيلا صافي في ظروف مجهولة، بعدما قررت الانتقام منه لمقتل والدها، وتُظهر الأحداث تحديات حياتية تعبر عن واقع اجتماعي معاصر.
صراعات نفسية عميقة
يتناول العمل خطوطًا درامية فرعية تدعم خطه الرئيس، من خلال إبراز مجموعة عوالم تطغى على مسار أحداثه، كزيف العلاقات العاطفية، وخداع الصداقات، والخيانات المشروعة المخفية، واقترانها بصراعات نفسية داخلية، وأيضًا محاولات البحث عن شريك أو صديق لسدّ الفراغ، ضمن ظروف معيشية صعبة، ومظاهر مجتمعية سامة.
ولم يكتفِ المسلسل بتقديم الأحداث التشويقية فحسب، بل يسلط الضوء أيضًا على قضايا نفسية مهمة، مثل اضطرابات ثنائي القطب، واضطرابات التركيز، وفرط الحركة، وهو ما ينعكس بوضوح في الصراعات الداخلية للشخصيات.
وتعتمد حبكة العمل على مواجهة مشاعر الشخصيات وأهدافها بوتيرة متصاعدة، إذ يظهر أن المشاعر التي تبدأ بالتشكل بين هشام وكارما، ستقف لاحقًا في وجه خطط الانتقام والكشف عن الأسرار.
كما تمهد الأحداث، بطريقة قد تبدو متوقعة أحيانًا، لاحتمالية تغير أهداف الشخصيات الرئيسة مع تطور العلاقات العاطفية، ما ينذر بصراع داخلي سيزيد من تعقيد الصراع الخارجي مع القوى والشخصيات المحيطة.
المتابعون والنقاد أسقطوا تناول الأحداث وأماكن التصوير، وكأنها محاولة لتقليد الدراما التركية، أو الدراما المعربة، والتي تعتبر رائجة بشكل كبير في الدول العربية، ولكن الأحداث المتولدة، والعلاقات القائمة قد تبدو أشبه بالشارع العربي بشكل عام، وبمدينتي بيروت ودمشق بشكل خاص.
انتقادات للعمل
يسيطر الخيال في غالبية أحداث العمل على أي منطق واقعي، ووتيرة المعالجة الدرامية بطيئة، والتي تكاد تقتل الإثارة في العمل، إذ إن بطء الأحداث يرسم برودًا يطغى بوتيرة تصاعد الأحداث، كعدم كشف طبيعة ارتباط مجموعة الأصدقاء، وماهية العلاقات بينهم، إلا بعد خمس حلقات، الأمر الذي بدأ يوجه للعمل انتقادات من قبل الجمهور.
ومع فقد تسارع الأحداث، يظهر للمشاهد تكرار لحكايات اجتماعية مستهلكة بكثرة في الأعمال، كالخيانة، والزواج تحت ضغط العمر، والحرمان من الأمومة، والطلاق، وعصابات المخدرات، التي لم تعد تُقنع الجمهور بأنها غير نمطية ومكررة.
واستفاد العمل بشكل كبير من قالب الدراما المشتركة، الجانب الذي يبدو غير منطقي في كيفية جمع الشخصيات ضمن سياق واحد، إذ نجد في الحكاية كمًّا كبيرًا من “الكليشيهات” والمواقف غير المنطقية دراميًا، كثقة تاجر مخدرات كبير بشاب بسيط بسرعة كبيرة، بالإضافة إلى مشاعر الشخصيات وتصاعدها العاطفي من دون أي تمهيد سردي أو بناء نفسي مقنع.
“خطيئة أخيرة”، مسلسل من بطولة عمار شلق وسامر إسماعيل ورشا بلال وريمي عقل وإيلي متري وكارلوس عازار وكارول عبود، وهو من تأليف نور شيشكلي، وإخراج طارق رزق، وإنتاج جمال سنان، ويعرض العمل على منصة “يانغو بلاي”، وعلى القناة المصرية “CBC”.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :