سوريا تطلق هوية بصرية جديدة

الرئيس السوري للمرحلة الانتقالية أحمد الشرع خلال حفل إشهار الهوية البصرية السورية الجديدة - 3 تموز 2025 (سانا)

camera iconالرئيس السوري للمرحلة الانتقالية أحمد الشرع خلال حفل إشهار الهوية البصرية السورية الجديدة - 3 تموز 2025 (سانا)

tag icon ع ع ع

أعلنت الحكومة السورية عن الهوية البصرية الجديدة لسوريا، والتي جرى خلالها تعديل الرمز الوطني للدولة وإجراء تغيرات على الرموز السيادية البصرية.

وأطلقت الحكومة الهوية في حفل في قصر الشعب في دمشق، بوجود الرئيس السوري، في المرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، وأبرز الوزراء والمسؤولين، بالتزامن مع احتفالات في أبرز المحافظات السورية، مساء اليوم، الخميس 3 من تموز.

وقدمت الهوية، في الحفل الذي حضرته عنب بلدي، في إطار جهود إعادة بناء الصورة الوطنية وتعزيز الوحدة والهوية الجامعة، بعد سقوط نظام بشار الأسد في 8 كانون الأول 2024 بما يتناسب مع المرحلة الراهنة.

العقاب الذهبي

الشعار الجديد هو العقاب الذهبي السوري، وكان هذا الرمز لفظًا حاضرًا في فتح الصحابي الجليل خالد بن الوليد الشام بمعركة “ثنية العقاب”، ويرجع ذلك إلى التاريخ الإسلامي وفق بيان لوزارة الإعلام اطلعت عليه عنب بلدي.

وفي تاريخ سوريا الحديث كان العقاب الذهبي السوري امتدادًا لما خطه الآباء المؤسسون سنة 1945 والذي جسده المصمم والفنان التشكيلي السوري خالد العسلي ليكون شعارًا للجمهورية العربية السورية.

وأوضح البيان أن التغير بين العقاب القديم والجديد هو أن ثورة في عام 2011 مثلت أول انخراط جمعي حقيقي للشعب السوري بالسياسة منذ خمسة عقود، دفع ثمنها ملايين الشهداء والمهجرين والمعتقلين والجرحى 14 عامًا.

وانكسر القيد الذي حال بينهم وبين حريتهم وسيادة قرارهم السياسي بوصفهم مواطنين وأصحاب أرض وتاريخ عظيم، وكان لزامًا إعادة تعريف علاقة الدولة بالشعب بطريقة جديدة عبر عنها السيد الرئيس، أحمد الشرع، بقوله “حكومة منبثقة من الشعب وخادمة له”، وفق البيان.

وتابع أن النجوم الثلاثة فوق العقاب، تدل على إنهاء الصهر القسري بين الدولة والشعب، وإعادة ترتيب علاقتهما بما يتماشى مع ظروف الحاضر وأماني المستقبل.

وتحررت النجوم الثلاثة التي تختصر العلم شكلًا، والشعب مضمونًا وأخذت موقعًا يعلو العقاب الذي يختصر الدولة بعد تحريره من صفته القتالية (الترس)، بحسب البيان.

وأشار إلى أن هذا الشعب الذي يعانق في طموحاته نجوم السماء تحرسه دولة تذود عنه، وتؤمن له كل ما يحتاج ليصعد في دوره التاريخي بعد أن كان مغيبًا عقودًا، وهو بنجاته المتوقعة يؤمن لهذه الدولة إشعاعها ونهضتها، ويحميها عند أي خطر داهم، إذ تعتلي النجوم رأس العقاب وتحيط به.

ينسدل ذيل العقاب بخمس ريش، تمثل كل منها إحدى المناطق الجغرافية الكبرى: الشمالية، الشرقية، الغربية، الجنوبية والوسطى، وهي راية الوحدة السورية، بينما أجنحة العقاب ليست بهيئة الهجوم ولا الدفاع، بل في حالة اتزان و يتكون كل جناح من سبع ريش، فيكون المجموع 14 ريشة تمثل محافظات سوريا مجتمعة.

وذكر البيان أن هذه التوزيعة الرمزية والمتناظرة بشكل منتظم تؤكد أهمية كل محافظة سورية ودورها في استقرار الدولة، ويُعد شعار سوريا الجديد عقدًا سياسيًا بصريًا، يربط وحدة الأرض بوحدة القرار.

خمس رسائل

ولفت إلى أن الرسائل الخمسة التي يحملها الشعار الجديد تتضمن:

1- الاستمرارية التاريخية العقاب ليس انقطاعًا، بل هو امتداد لتصميم 1945، وتأكيد أصالة الهوية السورية عبر الزمن.

2- تمثيل الدولة الجديدة العقاب هو سوريا الجديدة، دولة حديثة منبثقة من إرادة شعبها.

3- تحرر الشعب وتمكينه تحرر النجوم هو تحرر الشعب.

4- وحدة الأراضي السورية: إذ يشير ذيل العقاب المكون من خمس ريش إلى المناطق الجغرافية، التي لا تفاضل بينها، ولا إقصاء، بل تكامل.

5- عقد وطني جديد يحدد العلاقة بين الدولة والشعب.

وخلال الحفل لإطلاق الهوية البصرية الجديدة، الذي أقيم في قصر الشعب بالعاصمة دمشق، قال الرئيس السوري، أحمد الشرع، إن “الهوية التي نطلقها اليوم تعبر عن سوريا التي لا تقبل التجزئة ولا التقسيم، سوريا الواحدة الموحدة”، وإن “التنوع الثقافي والعرقي عامل إغناء وإثراء لا فرقة أو تنازع”.

و”تعبر هذه الهوية عن بناء الإنسان السوري وترمم الهوية السورية التي ألفت الهجرة بحثًا عن الأمن والمستقبل الواعد، ونعيد إليها ثقتها وكرامتها وموقعها الطبيعي في الداخل والخارج”، وفق الشرع.

وتضمن الحفل مجموعة من الفعاليات التي غطت المحافظات السورية بأكملها، من خلال أجواء احتفالية بدءًا من العاصمة دمشق في قصر الشعب وساحة الجندي المجهول، اللذين احتضنا عروضًا بصرية مصممة بتقنيات عالية تربط بين الأصالة والمعاصرة، ووصولًا إلى الساحات العامة في المحافظات السورية.

إعادة بناء الهوية

وكان وسيم قدورة، رئيس مجلس إدارة مشروع إعادة بناء الهوية البصرية للجمهورية العربية السورية، قال لعنب بلدي في تصريح سابق، إن عملية إعادة بناء هوية العلامة لأي جهة، سواء كانت شركة أو دولة، تخضع لآليات عمل دقيقة ومعقدة.

وأضاف أن هذه العملية تعتمد على دراسات وأبحاث متعمقة تشمل جميع جوانب العمل، بدءًا من تحليل السوق والمنافسين والفئة المستهدفة، وصولًا إلى دراسة سلوك الموظفين والعوامل المؤثرة الأخرى، بهدف الوصول إلى مخرجات ملائمة تعكس هوية الكيان بشكل صحيح.

ويتسم مشروع إعادة بناء الهوية البصرية لسوريا بحساسية ومتطلبات خاصة، كونه يرتبط بمكونات الهوية الوطنية.

وبدأت عملية البناء بدراسة شاملة للهوية الحالية، مع تحليل جذورها الثقافية والاجتماعية والسياسية، وفهم الرموز الوطنية والشعبية التي تشكلت على مر السنين وانعكست في التصاميم البصرية.



مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة