المستشفى الوطني في داريا بريف دمشق - 5 شباط 2025 (عنب بلدي/أحمد مسلماني)
المستشفى “الوطني” بداريا.. وعود بإعادة التشغيل
عنب بلدي – بيسان خلف
حال مستشفى “داريا الوطني” كحال البيوت هناك، مبنى متهالك من جراء قصف النظام، تترامى أنقاضه وسط المدينة، أقسامه الداخلية لم تعد مجهزة لاستقبال المرضى بعد انهيارها وتجمع الركام داخلها مما يعوق حتى دخول المراجعين.
واستهدف النظام السابق المستشفى “الوطني” عدة مرات، عندما تحول إلى مستشفى ميداني من أجل إسعاف الجرحى المحاصرين في المدينة.
وبعد سقوط نظام الأسد، يطالب أهالي مدينة داريا في ريف دمشق الغربي بترميم مستشفى “داريا الوطني”، وإعادة تشغيله، إذ أهمله النظام منذ أن سيطر على داريا عام 2016.
ويخدم مستشفى “داريا الوطني” العديد من مناطق ريف دمشق الغربي، وبلدات المعضمية وجديدة عرطوز وصحنايا.
يختصر رحلة العلاج
عزت شكوك، أحد سكان مدينة داريا، قال لعنب بلدي، إن المستشفى كان يختصر رحلة المرضى إلى مستشفيات العاصمة دمشق لتلقي العلاج، لكن بعد سيطرة النظام السابق على المدينة، أهمل الواقع الطبي فيها، إذ لا يوجد أي نقطة طبية للمرضى.
كما لا توجد مستوصفات أو مراكز صحية في المدنية، ويضطر أهالي مدينة داريا لنقل المرضى إلى مستشفيات العاصمة دمشق، سواء إلى “المجتهد” أو “المواساة”، إذ لا توجد نقاط طبية مجانية في الريف الغربي.
وأضاف عزت شكوك أن المنظمات بالتعاون مع المجتمع المحلي في داريا، حاولت ترميم المستشفى وإعادة تشغيله في عهد النظام السابق، إلا أن نظام الأسد رفض محاولات الترميم.
ويناشد أهالي داريا المنظمات الدولية والمجتمع المحلي بإعادة تشغيل مستشفى “داريا”، إذ يحتاج إلى إعادة البناء وليس فقط إلى الترميم.
نظام الأسد يسرق المحتويات
محمود طالب، أحد سكان داريا، قال لعنب بلدي، إن “الفرقة الرابعة” التي كان يقودها ماهر الأسد، شقيق الرئيس المخلوع، بشار الأسد، لم تكتفِ بتدمير مستشفى “داريا الوطني”، بل سرقت جميع محتوياته، وحتى الشبابيك وكوابل الكهرباء لم تسلم من السرقة.
“بصعوبة بالغة نتعامل مع المرضى، إذ لا يملك جميع الناس سيارات لنقل المرضى إلى مستشفيات العاصمة”، أضاف محمود طالب لعنب بلدي.
وبعد سقوط النظام في سوريا، شهدت مدينة داريا عودة العديد من الأهالي، مما زاد الضغط السكاني في المدينة، ويطالب الأهالي هناك بافتتاح مركز طبي لتخديم المدينة والمناطق المحيطة.
وعود بإعادة التشغيل
أوضح معاون وزير الصحة للشؤون الصحية، حسين الخطيب، لعنب بلدي، أن وزارة الصحة زارت مستشفى “داريا الوطني” للاطلاع على وضعه الراهن، إذ تقرر بدء إعادة تأهيل أقسام العيادات الخارجية والإسعاف كمرحلة أولى، على أن يُفعّل المستشفى لاحقًا بطاقته التشغيلية الكاملة.
وأكد الخطيب أن خطة إعادة تأهيل مستشفى “داريا الوطني” جاءت بالتنسيق مع الجهات المعنية والمنظمات الدولية، مع التطلع إلى دعم المجتمع المحلي في هذا المسار.
وقال الخطيب، إن وزارة الصحة لديها خطة للنهوض بواقع الخدمات الصحية، مؤكدًا أنه تم إعداد برنامج متكامل يهدف إلى إصلاح الأجهزة الطبية المعطلة، وتأمين المستلزمات الضرورية لتغطية الاحتياجات في المرحلة الراهنة.
وأشار، خلال حديثه لعنب بلدي، إلى أن إعادة تأهيل المستشفيات تتم بالتعاون مع المنظمات الدولية والمحلية، والمجتمع المحلي، بما يضمن استمرارية العمل في جميع المستشفيات العامة التي تواصل تقديم خدماتها ضمن الإمكانيات المتوفرة حاليًا.
وفي عام 2016، نشب حريق بمبنى مستشفى “داريا الوطني”، بعد تعرضها لغارة بالنابالم، ما أدى إلى خروجه عن الخدمة.
وشهدت داريا معارك بين “الجيش الحر”، الذي حوصر مع المدنيين المتبقين في المدينة من قبل نظام الأسد لأربع سنوات، قبل أن تتوصل لجنة ممثلة عن فصائل وفعاليات المدينة إلى اتفاق مع النظام يقضي بإفراغ المدينة في 26 من آب 2016.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :