تتويج الاعبة مروة الشبلي من منتخب سوريا للفنون القتالية خلال بطولة آسيا للجوجيتسو في عمّان - 25 حزيران 2025 (اللجنة العليا للجوجيتسو بسوريا/فيسبوك)
“الجوجيتسو”.. رياضة ترسخ حضورها في سوريا
عنب بلدي – رغد عثمان
تُعد رياضة “الجوجيتسو” من أكثر الفنون القتالية الحديثة انتشارًا في العالم، خاصة “الجوجيتسو” البرازيلية التي بدأت في أوائل القرن الـ20، والتي تم تطويرها انطلاقًا من أساسيات “الجودو” (newaza)، إذ جرى تدريسها من قِبل عدد من اليابانيين المهاجرين إلى البرازيل، من بينهم تاكيو يانو، ميتسويو مايدا، توشيهيرو ساتاكي، وإيساو أوكانو.
يركز هذا النوع من الفنون القتالية على التصارع، مع التركيز بشكل خاص على القتال الأرضي، إذ يجمع بين القوة والمرونة، ويعتمد بدرجة كبيرة على المهارة والتكتيك في أثناء النزالات.
شهدت هذه الرياضة حضورًا متزايدًا في سوريا خلال السنوات الأخيرة، حيث أولتها الجهات الرياضية، مثل وزارة الرياضة واتحاد الفنون القتالية، اهتمامًا من خلال تنظيم البطولات والدورات التدريبية، إلى جانب العمل على نشر ثقافتها وتعزيز ممارستها ضمن مختلف الفئات العمرية.
رياضة حديثة في سوريا
قال رئيس “اللجنة العليا للجوجيتسو” في سوريا، حازم رمضان، لعنب بلدي، إن رياضة “الجوجيتسو” تُعد من الرياضات الحديثة في سوريا، موضحًا أن اللجنة بدأت عملها بشكل رسمي منذ عام 2021، ومنذ ذلك الحين تعمل على ترسيخ هذه اللعبة ونشرها على نطاق أوسع.
وأضاف رمضان، “استطعنا خلال العام الماضي تنظيم بطولات الجمهورية لجميع الفئات العمرية، وشهدنا مشاركة واسعة من مختلف المحافظات السورية. نحن نركز حاليًا على بناء قاعدة قوية تشمل الفئات العمرية الصغيرة”.
وأشار إلى وجود إقبال متزايد من فئات الشباب، خصوصًا المهتمين برياضة الفنون القتالية المختلطة (MMA)، إذ يتوجه الكثير من اللاعبين الراغبين باحتراف رياضة الـ”MMA” إلى تعلم “الجوجيتسو”، لأنها من الأساسيات المهمة في هذا النوع من الرياضات.
مشاركات وإنجازات
أكد حازم رمضان أن رياضة “الجوجيتسو” بدأت تشهد انتشارًا متزايدًا في سوريا، حيث تُمارس حاليًا في ثماني محافظات، وسط مؤشرات إيجابية لمستقبل واعد للعبة على المستوى المحلي.
وأوضح أن هذا التطور يعود إلى وجود كوادر مؤهلة تعمل على تدريب اللاعبين وصقل مهاراتهم، إلى جانب اللاعبين السوريين المميزين، سواء داخل سوريا أو في الخارج، ممن أثبتوا حضورهم القوي في مختلف البطولات المحلية والدولية.
ورغم حداثة اللعبة في سوريا، استطاع المنتخب الوطني تحقيق إنجازات لافتة، إذ أحرز ميداليتين برونزيتين في بطولة آسيا 2025 بالأردن، بعد أن حقق ميدالية فضية وأخرى برونزية في بطولة آسيا 2024 التي استضافتها أبو ظبي، ما يعكس التطور المتسارع للمنتخب على المستوى الآسيوي.
كما شارك المنتخب السوري في بطولات عربية مهمة، مثل بطولة العرب وبطولة الخليج، حيث سجل نتائج جيدة تؤكد تطور اللعبة وازدهارها في سوريا.
تحديات
تشهد لعبة “الجوجيتسو” في سوريا حاليًا مرحلة التأسيس والانطلاق، حيث تحتاج إلى دعم واسع يشمل تنظيم المعسكرات التدريبية الداخلية والخارجية، وزيادة فرص المشاركة في البطولات الدولية، ما يسهم في تطوير مستوى اللاعبين وصقل خبراتهم، وفق ما أكده حازم رمضان.
وأشار إلى أن أبرز التحديات الحالية تتمثل في الجانب المادي، إلى جانب قلة أماكن التدريب المناسبة، موضحًا أن اللاعب السوري يمتلك قدرات بدنية وذهنية عالية تؤهله لتحقيق نتائج مميزة في مختلف البطولات، ولا ينقصه سوى الخبرة الدولية والمشاركة في المنافسات الكبرى.
وأشار إلى أن اتحاد الفنون القتالية يواصل تقديم كل ما يمكن لدعم اللعبة ونشرها، كما أن وزارة الرياضة تبذل جهدها وتقدم الدعم المتاح في ظل الظروف الراهنة.
وأكد أن الجهود مستمرة حاليًا بهدف تنظيم بطولة دولية لـ”الجوجيتسو” في سوريا خلال الفترة المقبلة، لتعزيز حضور اللعبة وتوسيع انتشارها محليًا ودوليًا.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :