إجلاء فرق الدفاع المدني للمدنيين في الريف الغربي من محافظة السويداء - 16 تموز 2025 (الدفاع المدني/تلجرام)
السويداء.. التوترات تعطل الخدمات وتمنع وصول المواد الغذائية
شهدت مدينة السويداء وقراها اليوم، الأربعاء 16 من تموز، نقصًا في المواد الغذائية والطبية، إضافة إلى انقطاع الكهرباء منذ الثلاثاء، نتيجة التوترات الأمنية المستمرة بالمحافظة لليوم الثالث على التوالي.
زيد الأمير، يقيم بالقرب من دوار الباشا بمدينة السويداء، تحدث لعنب بلدي، عن عدم وجود إمدادات غذائية منذ اندلاع الاشتباكات بين الفصائل المحلية والقوات الحكومية، “لا يمكننا الخروج من المنزل ولا نعلم ما يحدث في الخارج”، قال زيد.
وأوضح زيد أن المدينة تشهد انقطاعًا في التيار الكهربائي منذ أكثر من 24 ساعة، إضافة إلى انقطاع مياه الشرب عن الأحياء السكنية، لذا يلجأ الأهالي إلى التقنين بما هو متوفر من مياه في خزاناتهم.
وبحسب مصادر أهلية في المدينة، تعرضت المحال التجارية في عدد من قرى السويداء لاعتداءات بالحرق والسرقة من قبل مجهولين.
كما أغلق الطريق الواصل بين السويداء ودمشق منذ بدء الاشتباكات بين الفصائل المحلية وفصائل البدو، ما يجعل الأمر أكثر تعقيدًا بوصول إمدادات غذائية إلى المحافظة.
“لا يوجد خبز ولا مواد تموينية، ولا أحد يقدم لنا المساعدات”، هكذا وصفت جانيت عصفور حال قرية أم الرمان جنوبي غربي السويداء، ورغم أن هذه القرية والقرى المحيطة بها لم تشهد أي اشتباكات أو توترات أمنية، فإن الإمدادات الغذائية والتموينية توقفت منذ ثلاثة أيام.
“لا نرَ الكهرباء والماء، والاتصالات مقطوعة”، قالت جانيت، مضيفة أنه لا يمكنها التواصل مع أقاربها في دمشق، لسوء الاتصالات في القرية.
أم الرمان ليست القرية الوحيدة التي تعاني من ضعف الاتصالات والإنترنت، بل يشمل ذلك جميع أحياء السويداء، بحسب ما ذكرته عدة مصادر أهلية لعنب بلدي.
وقال مدير صحة السويداء، أسامة قندلفت، لعنب بلدي، إن الكوادر الطبية والمصابين في المستشفى الوطني بالسويداء، يعانون نقص إمدادات الطعام والمستلزمات الطبية، بسبب صعوبة الوصول وانقطاع الطريق المؤدي للمستشفى.
وتعرض المستشفى الوطني اليوم، لخمس قذائف ورشقات بالرصاص، أدت إلى خروج قسم الإسعاف عن الخدمة وسط وضع طبي “كارثي”، بحسب قندلفت.
وأضاف قندلفت أن القذائف التي تعرض لها المستشفى، أدت إلى ضرب خزانات المياه مما تسبب بإغراق قسم الإسعاف بالمياه، وبالتالي تحويل الجرحى إلى بهو المستشفى.
ووصل عدد المصابين إلى المستشفى الوطني في السويداء إلى 250 جريحًا و100 قتيل من المدنيين والعسكريين،
وناشدت مديرية الصحة في السويداء وزارة الصحة والمنظمات المحلية والدولية بالتدخيل دون أن تتلقى أي استجابة.
وصول محدود لفرق الإغاثة
أفاد المكتب الإعلامي للدفاع المدني التابع لوزارة الطوارئ والكوارث، عنب بلدي، أن فرق الطوارئ تستجيب لنداءات الاستغاثة في محافظة السويداء، إضافة إلى إخماد الحرائق والإسعاف والإجلاء، وذلك في إطار القدرة على الوصول للنداءات والاستجابة بما يتوافق مع مبادئ العمل الإنساني وسلامة الفرق.
ويقتصر وصول فرق الطوارئ لأحياء مدينة السويداء والريف الغربي من المحافظة، بحسب الدفاع المدني.
وأجلت فرق الدفاع المدني السوري نحو 30 عائلة، بناء على طلبهم من مدينة السويداء وبلدة المزرعة ومن قريبة لبين إلى مناطق أخرى حددتها العائلات.
وأخمدت فرق الإطفاء حرائق في منزل وروضة ومحال تجارية وأرضٍ زراعية في بلدة المزرعة في ريف السويداء الغربي.
وقال المنسق الميداني بوحدة التواصل والإعلام في الهلال الأحمر السوري، محمد سعيد، إن فرق الهلال الأحمر مستمرة في تقديم خدماتها بما فيها الإسعافية في محافظة السويداء.
وأوضح سعيد أن تقديم الخدمات الإسعافية مرهونة بالوصول الآمن للمتطوعين وكوادر الهلال الأحمر.
ولم تحصل عنب بلدي على إجابات من الدفاع المدني والهلال الأحمر، لتوضيح دورهما بتأمين إمدادات غذائية وطبية للمدنيين في القرى والمدينة.
أصل التوتر
بدأ التوتر، الذي سبقه احتقان مستمر على مدار الأشهر السابقة، بحادثة اختطاف أحد أبناء مدينة السويداء على طريق دمشق، وسرقة بضاعته وأمواله.
أدت الحادثة إلى استنفار فصائل محلية ومجموعات من البدو غرب السويداء، تخلله خطف متبادل واشتباكات.
تدخلت قوات وزارة الداخلية ووزارة الدفاع وقالت إن ذلك لفض الاشتباك بين الجانبين وفرض سيطرة الدولة، لكن مدينة السويداء شهدت انتهاكات من قبل مجموعات مرافقة لقوات الأمن الداخلي ووزارة الدفاع.
وذكرت شبكة “الراصد” المحلية، أن هذه المجموعات اقتحمت مضافة آل رضوان في مدينة السويداء، ما أدى إلى مقتل 15 من المدنيين، كحصيلة أولية.
وأفاد مدير شبكة الراصد، ضياء الصحناوي، عنب بلدي، أن العديد من المحال التجارية تعرضت للنهب والحرق، والاعتداء على المدنيين.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :