الشرع يسلم الدروز مسؤولية إدارة السويداء

الرئيس السوري أحمد الشرع في كلمة متلفزة يعلن الانسحاب من السويداء وتسليمها لفصائل محلية - 17 تموز 2025 (رئاسة الجمهورية)

camera iconالرئيس السوري أحمد الشرع في كلمة متلفزة يعلن الانسحاب من السويداء وتسليمها لفصائل محلية - 17 تموز 2025 (رئاسة الجمهورية)

tag icon ع ع ع

أعلن الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، فجر اليوم الخميس 17 من تموز، عن تكليف بعض الفصائل المحلية ومشايخ العقل بمسؤولية حفظ الأمن في محافظة السويداء، بعد انسحاب الجيش السوري وقوى الأمن الداخلي.

وقال الشرع في كلمة نقتلها “رئاسة الجمهورية” إن الحكومة لجأت إلى هذا القرار لتجنب مواجهة مفتوحة مع إسرائيل، مؤكدًا أن “الدروز جزء أصيل من نسيج الوطن”.

ورصدت عنب بلدي انسحاب أرتال وزارة الدفاع والداخلية من السويداء في الجنوب، باتجاه دمشق وغيرها من المناطق، شمالي سوريا.

وذكرت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) أن قوات الجيش السوري بدأت، مساء الأربعاء 16 من تموز، الانسحاب من السويداء تطبيقًا للاتفاق المبرم بين الدولة، ومشايخ الطائفة الدرزية، وذلك “بعد انتهاء مهمة الجيش في ملاحقة المجموعات الخارجة على القانون”.

ما الذي حصل؟

الشرع أوضح أن الدولة السورية تدخلت بكل مؤسساتها وقياداتها بكل إرادة وعزم من أجل وقف ما جرى في السويداء من قتال داخلي بين مجموعات مسلحة من السويداء، ومن حولها من مناطق، إثر خلافات قديمة، وبدلًا من مساعدة الدولة في تهدئة الأوضاع، ظهرت مجموعات خارجة عن القانون اعتادت الفوضى والعبث وإثارة الفتن.

و”قادة هذه العصابات هم أنفسهم من رفضوا الحوار لأشهر عديدة، واضعين مصالحهم الشخصية الضيقة فوق مصلحة الوطن، وارتكبوا في الأيام الأخيرة ما ارتكبوا من الجرائم بحق المدنيين”، وفق الشرع.

وأضاف أن وزارتي الدفاع والداخلية نفذتا انتشارًا واسعًا في محافظة السويداء، في إطار الجهود لضبط الأمن وإنهاء حالة التصعيد التي شهدتها المنطقة، ونجحتا في إعادة الاستقرار وطرد الفصائل الخارجة عن القانون، رغم التدخلات الإسرائيلية.

وكان التوتر اندلع بخطف متبادل بين عشائر على تخوم السويداء وفصائل محلية، تطور إلى اشتباكات مسلحة، تدخلت بعدها قوات وزارة الدفاع والداخلية.

وبينما توصلت الحكومة إلى اتفاق مع وجهاء وقادة محليين، رفض آخرون الاتفاقية وشنوا هجمات مضادة بغطاء إسرائيلي.

تجنب “مواجهة مفتوحة”

الرئيس السوري قال إن “الكيان الإسرائيلي لجأ إلى استهداف موسع للمنشآت المدنية والحكومية لتقويض هذه الجهود، ما أدى إلى تعقيد الوضع بشكل كبير ودفع الأمور إلى تصعيد واسع النطاق”.

وأوضح الشرع أن التدخل الفعال للوساطة الأمريكية والعربية والتركية أنقذ المنطقة من مصير مجهول، وكان هناك خياران: “إما الحرب المفتوحة مع الكيان الإسرائيلي، على حساب أهلنا الدروز وأمنهم، وزعزعة استقرار سوريا والمنطقة بأسرها، أو فسح المجال لوجهاء ومشايخ الدروز للعودة إلى رشدهم، وتغليب المصلحة الوطنية على من يريد تشويه سمعة أهل الجبل”.

كان الخيار الأمثل في هذه المرحلة “اتخاذ قرار دقيق لحماية وحدة وطننا وسلامة أبنائه بناءً على المصلحة الوطنية العليا”، ولذلك قرر الشرع تكليف بعض الفصائل المحلية ومشايخ العقل بمسؤولية حفظ الأمن في السويداء.

“قد تكون قادرًا على بدء الحرب ولكن ليس من السهل أن تتحكم في نتائجها، فنحن أبناء هذه الأرض والأقدر على تجاوز كل محاولات الكيان الإسرائيلي الرامية إلى تمزيقنا، وأصلب من أن تزعزع عزيمتنا بفتن مفتعلة”، بحسب الشرع.

واتهم الشرع إسرائيل بـ”استخدام كل الأساليب لزرع النزاعات والصراعات”، رغم أن “السوريين بتاريخهم الطويل رفضوا كل انفصال وتقسيم”، مؤكدًا أن “امتلاك القوة العظيمة لا يعني بالضرورة تحقيق النصر، كما أن الانتصار في ساحة معينة لا يضمن النجاح في ساحة أخرى، بحسب الشرع.

واستهدفت إسرائيل بعدد من الغارات مواقع الجيش السوري ونقاطه في الجنوب السوري، ثم رفعت التصعيد ودمرت مبنى وزارة الدفاع وسط دمشق وقصر الرئاسة.

وأكد الشرع محاسبة من تجاوز وأساء للأهل من طائفة الموحدين الدروز، لأنهم في حماية الدولة ومسؤوليتها، والقانون والعدالة يحفظان حقوق الجميع دون استثناء.

وأضاف الرئيس السوري أن “الدروز جزء أصيل من نسيج هذا الوطن، وسوريا لن تكون أبدًا مكانًا للتقسيم أو التفتيت أو زرع الفتن بين أبنائها”.

وشهدت حملة وزارة الدفاع انتهاكات بحق مدنيين وعسكريين محليين، قابلتها انتهاكات مماثلة من الفصائل المحلية بحق قوى الأمن، وسط أنباء عن إعدام العشرات منهم.



مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة