نزوح عشرات العوائل من ريفي السويداء الغربي والشرقي بعد عمليات انتقامية ضدهم- 17 تموز 2025 (الإخبارية السورية)
شهود محليون: انتهاكات تطال مدنيين من “بدو” السويداء
ذكر شهود محليون من أبناء البدو في السويداء، أن مجموعات مسلحة ارتكبت انتهاكات بينها عمليات قتل وتهجير ضد المدنيين من أبناء تلك العشائر في عدد من قرى المحافظة.
يأتي ذلك بعد ساعات من انسحاب قوات وزارة الدفاع التابعة للحكومة السورية، تخللتها انتهاكات وثقت شبكة “الراصد” الناشطة في محافظة السويداء، عددًا منها، بينها حالات اقتحام منازل وإطلاق نار ومقتل مدنيين.
قابلها إصدار وزارة الدفاع، تعميمًا على جميع الوحدات العسكرية بضرورة منع التجاوزات.
“سانا”: قتلى وعمليات تهجير
قالت وكالة الانباء الرسمية السوري (سانا)، اليوم، إن “مجموعات خارجة عن القانون” قامت “بالاعتداء على حي المقوس، وارتكاب مجازر وانتهاكات بحق المدنيين”.
ونقلت “سانا” عن مصادر محلية، “أن تلك المجموعات هاجمت الحي، وارتكبت مجازر بحق النساء والأطفال، ونفذت تصفيات ميدانية وانتهاكات بحق أبناء المنطقة من العشائر والبدو، مشيرة إلى مقتل وإصابة عدد كبير من المدنيين”.
وتابعت الوكالة، بحسب مصادرها المحلية، أنه “ومنذ ساعات الصباح تم تسجيل حركة نزوح وتهجير قسري لعشائر البدو في ريف السويداء، وسط تهديدات من قبل مجموعات خارجة عن القانون باستهدافهم”.
وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي صور وفيديوهات، لم تتأكد عنب بلدي من صحتها عبر جهة مستقلة، تظهر عوائل بينهم أطفال ونساء، من البدو، تنشر في العراء، خارج قرى السويداء.
تواصلت عنب بلدي مع مدنيين من ابناء المنطقة، إذ أفاد، بدر البكار، وهو أحد أقارب أشخاص محاصرين في قرى السويداء منذ صباح اليوم، أن “مجموعات مسلحة من الدروز”، بحسب تعبيره، اقتحمت صباح اليوم قرى شهبا وريمة اللحف وبريكة، وداهمت المنازل وأحرقتها.
هرب من استطاع من سكان هذه القرى إلى الغرب باتجاه محافظة درعا، للنجاة، وذلك قبل وصول المجموعات، بحسب ما أوضح بدر البكار، مضيفًا أن من هربوا تركوا في العراء، حيث لاتوجد حافلات تنقلهم، “وهم في خطر الوقوع في أيدي المجموعات المسلحة”.
وأطلعت عنب بلدي على تسجيلات صوتية قصيرة متداولة على مجموعات محلية بين سكان قرى البدو في السويداء، لم تتأكد منها عبر طرف مستقل، حول تحذيرات من انتهاكات ترتكبها الفصائل المحلية في السويداء.
أنور العبدالله، أحد الأشخاص المطاردين في قرى السويداء، قال لعنب بلدي، إن “مجموعة مسلحة من الدروز” قدمت إلى قريتهم بريكة صباح اليوم، وأخبرتهم أن يرحلوا من بيوتهم، وبعد فرارهم من منازلهم أطلق مسلحون عليهم الرصاص “ما أدى لمقتل ما يقارب 20 شخصًا بينهم نساء”، بحسب تعبيره.
العبدالله تحدث لعنب بلدي من منطقة قرب بلدة عريقة في السويداء، مشيرًا إلى أنه يحاول الوصول إلى محافظة درعا.
وأبدى أنور العبدالله مخاوفه ومن معه، من محاصرتهم وقتلهم في أثناء توجههم إلى درعا، بحسب قوله، ونقل مطالبه مع المجموعة التي ترافقه للحكومة بترحليهم على الفور وضمان أمنهم.
روايات عن “حرق وسرقة وقتل”
صبحي البداح، أحد أبناء حي المقوس في محافظة السويداء، قال إنه عقب انسحاب الجيش وقوى الأمن السورية، بدأت صباح اليوم عملية تهجير قسري لأبناء العشائر من الأحياء والقرى، مضيفًا: “من يقع بأيدي الميليشيات يقتل، كما تحرق هذه المجموعات المنازل وتسرق كل ما تجده فيها”.
وتابع البداح، كما “تتم محاصرة بعض الأحياء التي يقيم فيها أبناء العشائر”، فيما نزح من استطاع منهم الخروج لريف درعا الشرقي “دون وجود أي مأوى”.
وكان التوتر في المحافظة اندلع بخطف متبادل بين عشائر على تخوم السويداء وفصائل محلية، تطور إلى اشتباكات مسلحة، تدخلت بعدها قوات وزارة الدفاع والداخلية.
ووثّقت “الشبكة السورية لحقوق الإنسان” مقتل ما لا يقل عن 169 سوريًا، بينهم خمسة أطفال وست سيدات، وإصابة ما يزيد على 200 آخرين بجروح متفاوتة الخطورة، في محافظة السويداء، منذ 13 من تموز الحالي.
وقالت “الشبكة” في بيان وصلت إلى عنب بلدي نسخة منه، إن الأرقام الموثقة جاءت استنادًا إلى المعلومات الأولية المتوفرة، والتي تمكنت الشبكة من التحقق منها خلال الفترة الممتدة من 13 تموز ولغاية بعد ظهر أمس الأربعاء 16 من تموز.
وذكرت الشبكة الحقوقية أن هذا التصعيد يأتي في سياق اشتباكات عنيفة وأعمال عنف متصاعدة، تشمل عمليات قتل خارج إطار القانون، وقصفًا متبادلًا، إلى جانب هجمات جوية تنفذها قوات الاحتلال الإسرائيلي.
وبيأتي انسحاب قوات وزارة الدفاع السورية بعد تدخل إسرائيلي بقصف مواقع وآليات للجيش وقوات الأمن في السويداء ودرعا، ومبنى وزارة الدفاع ومحيط قصري تشرين والشعب في العاصمة دمشق.
وكانت حكومة دمشق قد توصلت إلى اتفاق مع وجهاء وقادة محليين بينهم زعماء روحيون في مشيخة العقل، أكثر من مرة، ورفضه الزعيم الروحي، حكمت الهجري.
وفجر اليوم الخميس، أعلن الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، عن تكليف بعض الفصائل المحلية ومشايخ العقل بمسؤولية حفظ الأمن في محافظة السويداء، بعد انسحاب الجيش السوري وقوى الأمن الداخلي في المحافظة.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :