اجتماع طارئ لمجلس الأمن يرفض ضربات إسرائيل في سوريا

اجتماع طارئ لمجلس الأمن عقب الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا - 17 تموز 2025 (United Nations)

camera iconاجتماع طارئ لمجلس الأمن عقب الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا - 17 تموز 2025 (United Nations)

tag icon ع ع ع

شهدت جلسة مجلس الأمن في الاجتماع الطارئ لمناقشة “الاعتداءات الإسرائيلية” في سوريا، تحذيرًا أمميًا من تصاعد العنف في الجنوب السوري، وسط تنديد سوري بالضربات الإسرائيلية، واعتراض إسرائيلي على انعقاد الجلسة.

حذر الأمين العام المساعد للأمم المتحدة لشؤون الشرق الأوسط وآسيا والمحيط الهادئ، خالد خياري، من أن الانتقال السياسي السلمي الشامل في سوريا، معرض للخطر في أعقاب العنف الطائفي المميت والضربات الجوية الإسرائيلية.

جاء ذلك خلال اجتماع طارئ عقده مجلس الأمن، مساء الخميس 17 من تموز، بطلب من سوريا، عقب سلسلة من الغارات الجوية الإسرائيلية على أراضيها، وأيدت كل من الجزائر والصومال عقد الاجتماع.

وأشار خياري، خلال إحاطته في الاجتماع، إلى تطور عمليات الاختطاف المتبادلة في محافظة السويداء (ذات الأغلبية الدرزية في جنوبي سوريا)، إلى اشتباكات مسلحة بين قبائل بدوية، وجماعات مسلحة درزية محلية، ثم نشر السلطات السورية قوات أمنية بهدف وقف الاشتباكات، وما تلا ذلك من قتال أسفر عن سقوط مئات الضحايا في صفوف قوات الأمن التابعة لدمشق والمقاتلين الدروز.

ونقل خياري، عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، أن “المدنيين المحاصرين في خضم العنف المستمر يواجهون مخاطر جسيمة، مع نزوح أعداد كبيرة وتقارير عن أضرار لحقت بالبنية التحتية الحيوية”.

وتعرض المدنيون في السويداء وأريافها، لانتهاكات من الفصائل المحلية الدرزية وقوات حكومية وعشائر البدو.

وكرر المسؤول الأممي الإدانة السابقة للأمين العام القاطعة لجميع أعمال العنف ضد المدنيين، بما في ذلك “جميع الأعمال التي تؤجج التوترات الطائفية وتحرم الشعب السوري من فرصة السلام والمصالحة بعد 14 عامًا من الصراع الوحشي”.

وناشد السلطات السورية، لضمان شفافية التحقيق في الانتهاكات، ومحاسبة المسؤولين عنها، وتوافقه مع المعايير الدولية، وسرعة إنجازه، كما حث جميع الأطراف على الحرص الدائم على حماية المدنيين، بما في ذلك السماح لهم بالتنقل بحرية بحثًا عن الأمان والمساعدة الطبية، فضلا عن حماية البنية التحتية.

إدانة للغارات الإسرائيلية

وأدان الأمين العام المساعد للأمم المتحدة، خالد خياري، الغارات الجوية التصعيدية الإسرائيلية بما في ذلك على السويداء ودرعا ووسط العاصمة دمشق.

وبالإضافة إلى انتهاك سيادة سوريا ووحدة أراضيها، “تقوض أفعال إسرائيل الجهود المبذولة لبناء سوريا جديدة تعيش بسلام مع نفسها ومع المنطقة، وتزيد من زعزعة استقرارها في وقت حساس”، بحسب المسؤول الأممي.

وشنت إسرائيل مجموعة من الضربات التي استهدفت القوات الحكومية في الجنوب السوري، ثم ألحقتها بضربات دمرت مبنى قيادة الأركان وسط دمشق، واستهدفت قصر الرئاسة.

وشدد المسؤول الأممي على ضرورة التزام كل من إسرائيل وسوريا ببنود اتفاق فض الاشتباك لعام 1974 للحفاظ على وقف إطلاق النار بين الطرفين، والامتناع عن أي عمل من شأنه أن يزيد من تقويضه وتقويض استقرار الجولان.

حذر خياري من أن الوضع على الأرض متقلب، مشيرًا إلى تقارير مقلقة عن تجدد العنف في بعض المناطق، والذي يبدو أنه يستهدف التجمعات البدوية بعد انسحاب قوات الأمن التابعة لدمشق.

شهود محليون: انتهاكات تطال مدنيين من “بدو” السويداء

سلم أهلي

نوه خالد خياري، إلى أنه لا يمكن تحقيق الأمن والاستقرار في سوريا، بعد سقوط نظام الأسد في 8 من كانون الأول 2024، إلا من خلال مصالحة حقيقية وبمشاركة جميع مكونات المجتمع السوري المتنوع.

وكرر دعوة مجلس الأمن إلى تنفيذ عملية سياسية شاملة، بقيادة سورية وملكية سورية، بتيسير من الأمم المتحدة، وتستند إلى المبادئ الأساسية الواردة في القرار “2254”، الصادر عام 2015.

وقال إن هذه العملية السياسية ينبغي أن تلبي التطلعات المشروعة لجميع السوريين، وأن تحميهم جميعًا، وأن تمكنهم من تحديد مستقبلهم بسلام واستقلالية وديمقراطية، “عندها فقط، يمكن لسوريا أن تخرج حقا من إرث الصراع وتحتضن مستقبلًا سلميًا”.

إسرائيل تعيق الجهود السورية

المندوب الدائم لسوريا لدى الأمم المتحدة، قصي الضحاك، قال في مداخلته أمام مجلس الأمن، إن الاعتداء الإسرائيلي “السافر” على سوريا، يشكل خرقًا فاضحًا للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة وانتهاكًا لسيادة دولة عضو في المنظمة.

كما أعلن رفض سوريا “القاطع” للذرائع التي تسوقها السلطات الإسرائيلية لتبرير هذه الأفعال العدوانية، واصفًا هذه الممارسات بأنها “ليست سوى امتداد لسياسات الاحتلال الممنهجة الرامية إلى تقويض استقرار سوريا وجرها إلى ساحة الصراع”.

ونوه الضحاك إلى أن هذه الاعتداءات تهدف بشكل مباشر إلى عرقلة جهود سوريا في بسط الأمن والاستقرار واحتواء التوترات الداخلية بالنهج الوطني، مشددًا على ضرورة بذل الجهود الفورية لوقف تلك الاعتداءات ومنع تكرارها وإلزام إسرائيل بسحب قواتها من الأماكن التي توغلت فيها وإنهاء احتلالها للجولان.

وحول ما حدث في السويداء، قال السفير السوري، إن مؤسسات الدولة بادرت بالاستجابة السريعة للتوترات التي اندلعت في المنطقة وتدخلت لفض الاشتباك وحماية المدنيين وفرض الأمن والاستقرار، وذلك بالاتفاق مع الأعيان والوجهاء من أبناء المحافظة. إلا أن الاعتداءات الإسرائيلية قوضت تلك الجهود وفاقمت الأوضاع، “وبدت فيها إسرائيل تشن حربًا مفتوحة على سوريا”.

وأكد قصي الضحاك أن سوريا لن تتردد في أداء واجبها تجاه جميع مواطنيها، ولا سيما في ظل ما وصفها، بالتحديات المتراكمة الناجمة عن الفوضى الأمنية وحالة انفلات السلاح التي خلّفها النظام السابق.

سوريا ستواصل جهودها الحثيثة لبسط سيادة القانون على كامل الجغرافيا الوطنية، وحصر السلاح بيد مؤسسات الدولة، بحسب الضحاك، الذي قال إن سوريا “عاقدة العزم على عدم العودة إلى الوراء”.

إسرائيل تنتقد عقد الاجتماع

بدوره وصف نائب الممثل الدائم لإسرائيل لدى الأمم المتحدة، بريت جوناثان ميلر، عقد الاجتماع الطارئ بأنه خطوة ذات دوافع سياسية لإدانة دولة إسرائيل.

وأضاف أن الأشهر الستة الماضية، شهدت عودة للعنف الموجه ضد الفئات الأكثر ضعفًا في سوريا، مشيرًا إلى أن اليومين الماضيين شهدا موجة جديدة من العنف، ضد مجتمع “الدروز” في جنوبي سوريا، مضيفًا أن هذه المنطقة قريبة من الحدود الشمالية لإسرائيل.

وشدد ميلر على ضرورة أن يتوقف العنف بسرعة وأن تتم محاسبة المسؤولين، بحسب قوله، قائلًا “لن نقف مكتوفي الأيدي بينما يُذبح إخواننا وأخواتنا المقربون. هذا الواجب الأخلاقي منصوص عليه كقانون سابق في المدونة القانونية الإسرائيلية، ولهذا السبب تحديدا نفذت إسرائيل هذه الضربات الدقيقة”.

وقال السفير الإسرائيلي، إن بلاده لا تسعى إلى إقحام نفسها في السياسة الداخلية السورية، وإن مصالح بلاده “محدودة وواضحة ومشروعة”، على حد تعبيره، إذ تسعى إلى الحفاظ على استقرار إقليمي على حدودها الشمالية.

كما أكد أن الخطاب الرسمية الإسرائيلي الذي يقول إن تل أبيب ملتزمة بحماية حياة وكرامة “الدروز” في سوريا “الذين يتم استهدافهم لمجرد هويتهم”.

إدانات عربية وغربية

وشهدت جلسة مجلس الأمن الدولي الطارئة، لمناقشة العدوان الإسرائيلي على سوريا، إدانات عربية ودولية واسعة إزاء الاعتداءات الإسرائيلية على بعض المدن السورية.

وأعربت الدول الأعضاء عن تضامنها مع الشعب السوري ووقوفها إلى جانبه، ودعمها وحدة الأراضي السورية واستقلالها، مؤكدة أن أمن سوريا واستقرارها يمثلان جزءًا لا يتجزأ من منظومة الأمن الدولية.

وأكدت الدول أن هذه الانتهاكات تهدد مسار سوريا نحو الاستقرار، وتقوض إعادة الإعمار واللحمة الوطنية، داعيةً إسرائيل إلى الامتناع عن أي أفعال تزعزع استقرار سوريا واحترام سيادتها وسلامتها الإقليمية.

وتشهد محافظة السويداء منذ 13 من تموز الحالي، توترًا اندلع بخطف متبادل بين عشائر على تخوم السويداء وفصائل محلية، تطور إلى اشتباكات مسلحة، تدخلت بعدها قوات وزارة الدفاع والداخلية.

وبينما توصلت الحكومة إلى اتفاق مع وجهاء وقادة محليين، رفض آخرون الاتفاقية وشنوا هجمات مضادة بغطاء إسرائيلي.

تخللت الحملة الأمنية لقوات وزارة الدفاع والداخلية انتهاكات بحق مقاتلين ومدنيين، وهو ما قوبل أيضًا بانتهاكات من الفصائل المحلية التي شنت الهجوم المضاد، والتي استكملت هجومها باتجاه قرى البدو.

الأمن السوري يتجه إلى الجنوب إثر “تعبئة العشائر”




×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة