“الإفتاء” تحرّم الاعتداء على المدنيين وخطاب الكراهية

عناصر من الأمن الداخلي السوري بمحيط مدينة السويداء - 14 تموز 2025 (وزارة الداخلية السورية)

camera iconعناصر من الأمن الداخلي السوري بمحيط مدينة السويداء - 14 تموز 2025 (وزارة الداخلية السورية)

tag icon ع ع ع

أصدر مجلس الإفتاء الأعلى السوري، فتوى بتحريم قتل الأطفال والمدنيين من أي طائفة، و”الخيانة” والاستعانة بإسرائيل، عقب أيام من توترات طائفية في محافظة السويداء جنوبي سوريا.

وأفتى المجلس في بيان لها، مساء الجمعة 18 من تموز، بحرمة قتل الأطفال والنساء، والعدوان على المدنيين، وإخراجهم من ديارهم، من أي طائفة كانوا.

وأشار إلى “تغليط” تلك الحرمات في “الشهر الحرام” (رجب وذو القعدة وذو الحجة ومحرم، وفق التقويم الهجري).

واعتبر أنه من المسلمات حرمة “الخيانة” والاستعانة على الدولة بما أسماه “العدو الصهيوني المحتل” (إسرائيل) الذي وصفه بالغادر.

ودعا إلى وجوب التمييز في التعامل بين من “يستقوي بالعدو”، في إشارة إلى إسرائيل، وبين “شركائنا أبناء مجتمعنا”، مشددًا على حرمة الاعتداء على أي سوري، من جميع المكونات والطوائف، في جميع المناطق والمؤسسات والمرافق والأحياء.

وتأتي الفتوى في إطار متابعة المجلس ما أسماه الأحداث “المؤلمة” في محافظة السويداء وما شهدته من “سفك دماء واعتداءات وتهجير”.

وشهدت السويداء خلال الأيام القليلة الماضية اشتباكات وانتهاكات متبادلة بين فصائل محلية تنتمي للطائفة الدرزية وعشائر من بدو محافظة السويداء.

ودعت الإفتاء إلى حماية جميع المواطنين بلا تمييز، وبسط الأمن، ومنع الفتنة، وورد المعتدين، وإغاثة المنكوبين والمهجرين، من أي طائفتهم.

وحرمت الإفتاء الخطابات الطائفية، مشددة على خطرها، داعية إلى التثبت من الأخبار، والتأكد من نشرها وعدم ضررها قبل التفاعل معها.

وأكّدت الإفتاء مشروعية “الدفاع عن النفس والعرض والمال” ضد من يعتدي عليها، مشيرة إلى ما اعتبره “فضيلة نصرة المظلوم والضعيف والمخطوف” بالمقدور والاستطاعة.

بالمقابل، دعت إلى الرجوع إلى الدولة، محرّمة منازعتها في مهامها الأساسية والمناسبة لها، وفق دائرة الإفتاء.

قوات فض نزاع

وقال المبعوث الأمريكي، توماس براك، فجر اليوم إن سوريا وإسرائيل توصلتا إلى اتفاق وقف إطلاق نار في السويداء، برعاية أمريكية وتبنٍ تركي وأردني.

وتعهدت الحكومة السورية بإرسال قوة متخصصة لفض الاشتباكات وحل النزاع ميدانيًا إلى محافظة السويداء.

وذكرت رئاسة الجمهورية السورية، أنها سترسل قوات فض الاشتباكات وحل النزاع، بالتوازي مع إجراءات سياسية وأمنية تهدف إلى “تثبيت الاستقرار وضمان عودة الهدوء إلى المحافظة في أسرع وقت”.

ودعت الرئاسة في بيانها جميع الأطراف إلى ضبط النفس وتغليب “صوت العقل”، مؤكدة أنها تبذل “جهودًا حثيثة” لإيقاف الاقتتال وضبط الانتهاكات، وفق وصفها.

وأفاد مراسل عنب بلدي أن أرتالًا من مسلحي العشائر السورية توجهوا لمؤازرة مقاتلين آخرين من البدو في محيط السويداء، في حين ماتزال أرتال أخرى بالقرب من العاصمة دمشق.

وجاءت الأحداث عقب عمليات خطف متبادلة بين عشائر البدو وفصائل محلية في السويداء، أعقبها دخول لقوات وزارتي الدفاع والداخلية، تزامن مع حالات انتهاك من الأخيرتين.

بعد دخول القوات الحكومية، تعرضت إلى هجوم مضاد من فصائل محلية توالي الرئيس الروحي للطائفة الدرزية، حكمت الهجري، الذي طلب العون من رؤساء كل من أمريكا وإسرائيل.

من جانبها، ضربت إسرائيل القوات الحكومة داخل السويداء وفي مناطق أخرى جنوبي سوريا، ما استدعى انسحابها في 16 من تموز، وتسليم الملف الأمني لفصائل محلية.

“الرئاسة” تتعهد بإرسال قوات فض نزاع إلى السويداء



مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة