
انتشار لقوى الأمن الداخلي ووحدات الجيش السوري في قرى السويداء - 14 تموز 2025 (سانا)
انتشار لقوى الأمن الداخلي ووحدات الجيش السوري في قرى السويداء - 14 تموز 2025 (سانا)
كشفت ثمانية مصادر مطلعة لوكالة “رويترز“، أن الحكومة السورية “أخطأت في تفسير كيفية رد إسرائيل”، على نشر قواتها جنوبي سوريا، بعدما شجعتها رسالة الولايات المتحدة بأن “سوريا يجب أن تحكم كدولة مركزية”.
وقالت المصادر إن إسرائيل نفذت ضربات على القوات الحكومية وعلى دمشق، في 16 من تموز، في تصعيد فاجأ الحكومة السورية، بعد اتهامات تم توجيهها بقتل العشرات في مدينة السويداء ذات الغالبية الدرزية.
اعتقدت دمشق أنها حصلت على الضوء الأخضر من الولايات المتحدة وإسرائيل لإرسال قواتها إلى الجنوب على الرغم من أشهر من التحذيرات الإسرائيلية بعدم الاقتراب من الجنوب السوري، بحسب ما نقلته المصادر التي تضم مسؤولين سياسيين وعسكريين سوريين ودبلوماسيين ومصادر أمنية وإقليمية، لرويترز.
وقالت المصادر، في تقرير الوكالة اليوم السبت 19 من تموز، إن “هذا التفاهم استند إلى تعليقات علنية وخاصة من المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا، توماس براك، وكذلك إلى المحادثات الأمنية الوليدة مع إسرائيل”، إذ دعا براك إدارة سوريا كدولة مركزية دون مناطق حكم ذاتي.
وأضاف المتحدث بأن الدولة السورية مُلزمة بحماية جميع السوريين، بما في ذلك الأقليات، ونحث الحكومة السورية على محاسبة مرتكبي أعمال العنف.
وبدوره، نفى مسؤول كبير في وزارة الخارجية السورية، لـ”رويترز”، أن تكون تصريحات المبعوث الأمريكي قد أثرت على قرار نشر القوات، مؤكدًا أن “القرار اتخذ بناءً على اعتبارات وطنية بحتة، وبهدف وقف إراقة الدماء، وحماية المدنيين، ومنع تصاعد الحرب الأهلية”.
وأرسلت وزارة الدفاع السورية قوات ودبابات إلى محافظة السويداء، لوقف القتال بين العشائر والفصائل المحلية في السويداء.
ونقلت “رويترز” عن مصدرين، أحدهما مسؤول خليجي رفيع المستوى، قولهما إن “أعمال العنف التي تلت ذلك، والتي نسبت إلى القوات السورية، بما في ذلك الإعدامات الميدانية وإذلال المدنيين الدروز، دفعت إسرائيل إلى شن غارات على قوات الأمن السورية، ووزارة الدفاع في دمشق، ومحيط القصر الرئاسي”.
وفي 16 من تموز الحالي، وعقب استهداف الجيش الإسرائيلي مبنى الأركان في العاصمة دمشق، قال وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، إنه يعتقد أن الضربة على دمشق كانت “على الأرجح سوء تفاهم” وسط مخاوف بشأن الاضطرابات التي اندلعت هذا الأسبوع، وفقًا لوكالة “فوكس نيوز“.
وأكد روبيو أنه كان على اتصال مع الجانبين منذ اندلاع القتال.
وبعد المواجهات التي شهدتها محافظة السويداء، أعلن الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، فجر الخميس 17 من تموز، عن تكليف بعض الفصائل المحلية ومشايخ العقل بمسؤولية حفظ الأمن في محافظة السويداء، بعد انسحاب الجيش السوري وقوى الأمن الداخلي.
وقال الشرع في كلمة نقتلها “رئاسة الجمهورية” إن الحكومة لجأت إلى هذا القرار لتجنب مواجهة مفتوحة مع إسرائيل، مؤكدًا أن “الدروز جزء أصيل من نسيج الوطن”، مشيرًا أيضًا إلى “سوء فهم” مع الجانب الإسرائيلي.
الرئيس السوري قال إن “الكيان الإسرائيلي لجأ إلى استهداف موسع للمنشآت المدنية والحكومية لتقويض هذه الجهود، ما أدى إلى تعقيد الوضع بشكل كبير ودفع الأمور إلى تصعيد واسع النطاق”.
وأوضح الشرع أن التدخل الفعال للوساطة الأمريكية والعربية والتركية أنقذ المنطقة من مصير مجهول، وكان هناك خياران: “إما الحرب المفتوحة مع الكيان الإسرائيلي، على حساب أهلنا الدروز وأمنهم، وزعزعة استقرار سوريا والمنطقة بأسرها، أو فسح المجال لوجهاء ومشايخ الدروز للعودة إلى رشدهم، وتغليب المصلحة الوطنية على من يريد تشويه سمعة أهل الجبل”.
كان الخيار الأمثل في هذه المرحلة “اتخاذ قرار دقيق لحماية وحدة وطننا وسلامة أبنائه بناءً على المصلحة الوطنية العليا”، ولذلك قرر الشرع تكليف بعض الفصائل المحلية ومشايخ العقل بمسؤولية حفظ الأمن في السويداء.
التوتر اندلع بخطف متبادل بين عشائر على تخوم السويداء وفصائل محلية، تطور إلى اشتباكات مسلحة، تدخلت بعدها قوات وزارة الدفاع والداخلية.
وبينما توصلت الحكومة إلى اتفاق مع وجهاء وقادة محليين، رفض آخرون الاتفاقية وشنوا هجمات مضادة بغطاء إسرائيلي.
تخللت الحملة الأمنية لقوات وزارة الدفاع والداخلية انتهاكات بحق مقاتلين ومدنيين، وهو ما قوبل أيضًا بانتهاكات من الفصائل المحلية التي شنت الهجوم المضاد، والتي استكملت هجومها باتجاه قرى البدو.
وكان الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، أعلن انسحاب قوات وزارتي الدفاع والداخلية، من السويداء، لتجنب “مواجهة مفتوحة مع إسرائيل”، تاركًا إدارة المحافظة لوجهاء الطائفة الدرزية وفصائل محلية.
وبعد تعبئة عشائرية ضد فصائل السويداء على مدار اليومين السابقين، توصلت الأطراف إلى اتفاق اليوم، أعلن عنه المعبوث الأمريكي، توماس براك، وسط تبنٍ تركي- أردني.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى