أحمد العميان.. من خيالات الحرب إلى حلبة الفوز

احمد العميان يحمل عصا من خشب ويعتبرها سلاحه في المعركة عندما كان في قرية تل شهاب بريف درعا - 2014 (فؤاد العميان)

camera iconاحمد العميان يحمل عصا من خشب ويعتبرها سلاحه في المعركة عندما كان في قرية تل شهاب بريف درعا - 2014 (فؤاد العميان)

tag icon ع ع ع

في أحد ميادين مدينة غيلسنكيرشن الواقعة في مقاطعة شمال الراين بألمانيا، صعد أحمد العميان من مواليد 2010 في بلدة تل شهاب بريف درعا الغربي، إلى الحلبة في 12 من تموز الحالي، في أول نزال له ضمن بطولة نظمها اتحاد “GMC Olympix” للفنون القتالية المختلطة (MMA) وهي بطولة تضم لاعبين من مختلف أنحاء المانيا.

وصل أحمد إلى ألمانيا في شباط 2016، وكان حينها في السادسة من عمره، برفقة عائلته.

لا يتذكر الكثير من تفاصيل حياته في سوريا، لكنه، وفق ما يرويه والده، حمل معه آثارًا نفسية واضحة من مشاهد الحرب، حيث كان يقلد أصوات الرصاص، ويتحدث عن الاشتباكات في نومه، ويتعامل مع الأسلحة كجزء من مخيلته اليومية.

مع بداية عام 2017، حصلت الأسرة على الإقامة وبدأت حياة أكثر استقرارًا، والتحق أحمد بالصف الأول في المدرسة الألمانية، واستغرق الأمر وقتًا وجهدًا من العائلة لإخراجه من حالة التأثر بالحرب ومساعدته على التكيّف مع بيئته الجديدة.

بحلول عام 2024، وفي عمر الـ14، قرر أحمد خوض تجربة جديدة من نوع مختلف، بعد متابعة طويلة لبطولات “UFC”، وتأثر بالبطل العالمي حبيب نورمحمدوف، وبدأ يتدرب على رياضة الفنون القتالية المختلطة (MMA) في نادٍ محلي.

منذ بداية تدريباته، أظهر التزامًا واضحًا ولافتًا لمدربه، الذي شجّعه على الاستمرار والمشاركة في البطولات.

ورغم صعوبة التوفيق بين متطلبات الدراسة والتمارين، تمكن أحمد من إدارة وقته، وحافظ على وزنه (60 كغ) للبقاء ضمن فئة الناشئين.

البطولة، التي تُقام تحت إشراف رياضي رسمي، تستقطب الهواة والمواهب الناشئة من مختلف الفئات العمرية والأوزان.

لم تكن مشاركة أحمد مجرد بداية رياضية، بل كانت تتويجًا لمسار شخصي بدأ من اللجوء إلى الاندماج، ومن الخيال إلى الإنجاز.

قال والد أحمد لعنب بلدي، إن الفوز لم يكن مفاجئًا، فابنه عمل بجد خلال الفترة السابقة، وزاد من ساعات تدريبه استعدادًا لهذا اللقاء.

اليوم، يواصل أحمد تدريباته بتركيز وجدية، واضعًا نصب عينيه تحقيق حلم الاحتراف في رياضة “MMA”.

يعلم أن الطريق ليس سهلًا، لكنّه لا يترك مجالًا للمصادفة، وفي الوقت الذي يعمل فيه بكل طاقته لتحقيق هذا الحلم، يحتفظ بخطة بديلة، تحمل في داخلها رغبة في خدمة المجتمع بأن يصبح شرطيًا.

رسالة أحمد بسيطة لكل من يبدأ طريقًا جديدًا، “إذا كنت لا تنوي الالتزام والاستمرار، لا تبدأ”.

بين الماضي والحاضر، سلك أحمد طريقًا طويلًا، بدأ بالخوف، وانتهى بالثقة والقوة. لم تعد كوابيس البنادق تحتل خياله، بل يحمل طموحه، ويواجه تحديات الحياة بثبات نحو النجاح.



مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة