خطة لإعادة “اليد” السورية إلى الساحة المحلية والدولية

ختام الدورة المركزية لتأهيل وتدريب مدربي كرة اليد السورية - دمشق 6 تموز 2025 (اتحاد كرة اليد/ فيسبوك)

camera iconختام الدورة المركزية لتأهيل وتدريب مدربي كرة اليد السورية - دمشق 6 تموز 2025 (اتحاد كرة اليد/ فيسبوك)

tag icon ع ع ع

عنب بلدي – مارينا مرهج

كشف رئيس الاتحاد السوري لكرة اليد، رافع بجبوج، أبرز ملامح الخطة التطويرية التي أطلقها الاتحاد بعد انتخاب مجلسه الجديد في أيار الماضي.

وفي حديث إلى عنب بلدي، بيّن بجبوج أن الخطة تسعى إلى إعادة تنظيم البنية الإدارية والفنية للعبة، وتوسيع نطاق انتشارها في مختلف المحافظات، مع التركيز على تأهيل الفئات العمرية الصغيرة، ورفع كفاءة المدربين والحكام بعد سنوات من التراجع والانقطاع.

ويحاول الاتحاد من خلال هذه الخطوات، استعادة نشاط اللعبة على المستوى العربي والآسيوي، بعد سنوات من الجمود الإداري والنشاط المحدود، من خلال التحضير لعودة منتخبات الفئات العمرية للمشاركات الخارجية.

لجان فرعية ودورات مكثفة

عقب انتخاب أعضاء مجلس اتحاد كرة اليد في أيار الماضي، أعلن الاتحاد عن خطته التطويرية الشاملة للنهوض بواقع اللعبة، خلال اجتماع عقده في 18 من حزيران.

وتهدف خطة العمل “الواضحة”، بحسب رئيس الاتحاد، رافع بجبوج، لإرساء لوائح وأنظمة حديثة تواكب التطور العالمي وإحياء اللعبة وإعادة ألقها، مستندًا إلى الخبرات المحلية والمغتربة في مختلف الجوانب الفنية والإدارية، والاهتمام بالفئات العمرية الصغيرة.

وبيّن بجبوج، في حديثه لعنب بلدي، أن الخطة ستركز بشكل أساسي على تكثيف دورات المدربين والحكام، لأنها عماد كرة اليد، مشيرًا إلى أن الفترة الماضية شهدت ابتعاد المدربين والحكام عن مواكبة التطورات والتغيرات العالمية المتعلقة باللعبة.

ويحاول الاتحاد من خلال هذه الدورات، إعادة النشاط للأندية المحلية، وتوسيع قاعدة المدربين والحكام، خاصة بعد هجرة عدد كبير منهم، وابتعادهم عن الدورات المتخصصة.

وكان الاتحاد قد افتتح الدورة التدريبية المركزية لتأهيل مدربي كرة اليد استعدادًا للمستوى “D” بين 2 و5 من تموز الحالي، بمشاركة أكثر من 45 دارسًا من مختلف المحافظات، في خطوة تعكس بداية خطة الاتحاد لنشر اللعبة أفقيًا على مستوى سوريا، والاهتمام بتأهيل الفئات العمرية الصغيرة.

كما تضمنت الخطة التطويرية الشاملة التي أطلقها الاتحاد، توزيع مهام الإشراف على المحافظات بين الأعضاء، واعتماد اللجان الفنية الفرعية في مديريات الرياضة والشباب.

كما تم توجيه كتب رسمية لإعادة تشكيل اللجان التي تحتاج إلى ترميم وذلك بالتنسيق مع الاتحاد، بالإضافة إلى تشكيل اللجان الرئيسة.

رئيس الاتحاد السوري لكرة اليد، رافع بجبوج، قال في وقت سابق لعنب بلدي، إن كرة اليد تعرضت للإهمال وانتشار الفساد و”الواسطات” في تعيين المسؤولين الرياضيين خلال العقود الثلاثة الماضية، ما أدى إلى استبعاد الكفاءات الحقيقية، إذ إن حوالي 90% من الذين كانوا يشغلون مناصب قيادية في الرياضة، تم اختيارهم بناء على اعتبارات حزبية أو أمنية، وليس على أساس الكفاءة.

أندية جديدة ومشاركات محلية ودولية

أكد رئيس اتحاد كرة اليد، رافع بجبوج، انطلاق الدوري السوري لعام 2025–2026 في موعده المعتاد بين شهري أيلول وتشرين الأول، وينتظر الاتحاد لجنة “المسابقات” التي تم تأسيسها مع اللجان الرسمية لتحديد الرزنامة والقيام بعملها.

ويسعى الاتحاد ضمن خطته إلى إضافة أندية جديدة في المحافظات السورية، ودمجها في دورات فرعية ومركزية، لتأهيل منتخبات وطنية للفئات العمرية المختلفة.

وذكر بجبوج أن كادر اللعبة سيخضع في المستقبل لدورات دولية على مستوى الاتحاد الآسيوي والاتحاد الدولي للعبة، وسيتم منح الدارسين فيها شهادات دولية.

وأشار إلى أن زير الرياضة والشباب أكد خلال اجتماعه مع أعضاء الاتحاد، في 10 من تموز، أهمية تكثيف الدورات والنشاطات، بالإضافة إلى تجهيز المنتخبات الوطنية، وضرورة المشاركات الخارجية للعودة للساحة العربية والآسيوية.

وكشف عن إقامة نشاطات داخلية للأندية على شكل مهرجانات خلال الفترة القريبة، والتجهيز لمشاركة خارجية سواء دورة أو مهرجان لانتقاء المنتخب الوطني.

كما يدرس الاتحاد الوقت والمكان المناسب لإقامة مهرجانات للفئات العمرية الصغيرة تحت 14 عامًا، والتي يعمل الاتحاد على بنائها، لأنها تشكل النسبة الكبرى من اللاعبين، بحسب ما قاله رئيس اتحاد “اليد”، رافع بجبوج، لعنب بلدي.

تحديات مادية وبنية تحتية مدمرة

يعد العامل المادي ونقص الدعم أبرز التحديات التي تعوق تطور رياضة كرة اليد في سوريا، بحسب رئيس اتحادها، إذ إن هناك ثلاث منشآت خاصة باللاعبين الذكور، في كل من دير الزور والرقة ودرعا، غير صالحة للتدريب، ضمن خطته لإعادة البناء والترميم.

ويشكل أفراد منتخبات تلك المحافظات الثلاث رافدًا أساسيًا للمنتخب الوطني، مشيرًا إلى أن هناك وعودًا من وزارة الرياضة والشباب بسرعة ترميم الصالات وإعادة تجهيزها وفق الإمكانيات المتاحة، إذ تمارس معظم الأندية تدريباتها على الملاعب المكشوفة.

يضاف إلى ذلك، ارتفاع أسعار الأدوات والتجهيزات الخاصة باللعبة، في ظل ندرة وجودها في السوق المحلية، والاضطرار لشرائها من دول أخرى.

وكان المدرب ياسر الكردي، أوضح في وقت سابق لعنب بلدي، أن عدم توفر الصالات الرياضية، كان يضطر الفرق للتدرب في المدارس، أو ضمن صالات مكشوفة وغير مجهزة بأرضية مناسبة، ما يتسبب في إصابة اللاعبين بكسور وجروح، أو تعرضهم للأمراض بفعل عوامل الطقس.

وقال إن نقص الدعم أثر بشكل كبير على كرة اليد السورية، “اللاعب مطالب بساعات تدريب طويلة وبالتالي لا يمكن له إضاعة كل هذا الوقت دون أن يكون لديه راتب، فكثير من اللاعبين أصبحوا يتغيبون عن التدريبات لانشغالهم بتأمين دخل لهم، بينما لو كان لدى اللاعب راتب جيد، فإنه سيفرّغ كل وقته للتدريب وتطوير مستواه”.

وكانت اللجنة المؤقتة للاتحاد السوري لكرة اليد، اكتشفت عند تسلمها الإدارة الجديدة عقب سقوط الأسد، أن جميع الأجهزة والمستندات الرسمية مفقودة، ما تطلب البدء من الصفر، من خلال إعادة تسجيل قوائم الحكام والمدربين واللجان الفنية في المحافظات والأندية، لضمان تنظيم العمل داخل اتحاد كرة اليد.



مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة