تقرير حقوقي يوثق مقتل 558 سوريًا في السويداء

وزراء الصحة والتعليم العالي والأوقاف خلال جولتهم على المشافي الحكومية في دمشق للاطمئنان على مصابي العدوان الإسرائيلي - 17 تموز 2025 (وزارة الصحة السورية/ فيسبوك)

camera iconوزراء الصحة والتعليم العالي والأوقاف خلال جولتهم على المستشفيات الحكومية في دمشق للاطمئنان على مصابي القصف الإسرائيلي - 17 تموز 2025 (وزارة الصحة السورية/فيسبوك)

tag icon ع ع ع

وثّقت “الشبكة السورية لحقوق الإنسان” مقتل ما لا يقل عن 558 شخصًا وإصابة أكثر من 783 آخرين، بجروح متفاوتة الخطورة، في محافظة السويداء جنوبي سوريا، بين 13 و21 من تموز الحالي.

وتشمل حصيلة الضحايا، بحسب التقرير الذي نشرته الشبكة اليوم، الاثنين 21 من تموز، 17 سيدة و11 طفلًا إضافة إلى 6 من الطواقم الطبية بينهم 3 سيدات و2 من الطواقم الإعلامية، خلال سياق اشتباكات عنيفة وأعمال عنف متصاعدة، شملت عمليات قتل خارج إطار القانون، وقصفًا متبادلًا، إلى جانب هجمات جوية نفذها الطيران الإسرائيلي.

كما تضمنت الحصيلة الأولية، مقاتلين من مجموعات عشائرية مسلحة من البدو، وأخرى محلية خارجة عن سيطرة الدولة من أبناء المحافظة، إلى جانب عناصر من قوى الأمن الداخلي ووزارة الدفاع التابعة للحكومة الانتقالية السورية.

وبدأت التوترات في السويداء بين 12 و13 من تموز الحالي، بعد اختطاف وسرقة شاب على طريق دمشق– السويداء، وسرعان ما ردت عائلة الشاب بخطف متبادل، ما أدى إلى اشتباكات مسلحة محلية في حي المقوس شرقي المدينة.

وتصاعدت المواجهات بسرعة، لتصبح بين فصائل محلية من الدروز وعشائر بدوية من الريف، وأطلق الطرفان عمليات قتل وخطف في مناطق متفرقة.

ومع دخول قوات وزارتي الدفاع والداخلية، ثم انسحابها بعد ضربات جوية إسرائيلية، تحولت السويداء إلى ساحة نزاع مركّب، إقليمي ومحلي، وسط تضارب في الأجندات، وعجز الفاعلين المحليين عن كبح الانهيار.

حصيلة غير نهائية

نوهت “الشبكة” في تقريرها إلى أن هذه الحصيلة تخضع لعمليات تحديث مستمرة، فهي تعكس ما تم التحقق منه حتى لحظة إصدار البيان، ويتم تحديثها بشكل مستمر وفقًا للمعطيات التي تصلها، مؤكدة استمرارها في تصنيف الضحايا بحسب الجهة المسؤولة عن الانتهاكات، وتمييز صفتهم بين مدنيين ومقاتلين.

كما وجهت “الشبكة السورية لحقوق الإنسان” بعض التوصيات لكل من الحكومة السورية وأطراق النزاع، وشملت التوصيات للحكومة، ضبط استخدام القوة، فتح تحقيقات مستقلة ومحاسبة المتورطين، حماية المنشآت المدنية، وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية، احترام مبادئ القانون الدولي لحقوق الإنسان، والحد من الخطاب التحريضي والطائفي على وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي، وتشجيع الإعلام المحلي والوطني على أداء دور مسؤول ومتوازن.

وفيما يخص طرفي النزاع، جاء في توصيات “الشبكة”، وقف فوري لإطلاق النار، حماية المدنيين، عدم الانجرار وراء الدعوات التحريضية أو الثأرية، التوقف عن الخطابات التحريضية و الطائفية، واحترام دور الوجهاء والقيادات المحلية والدينية في مبادرات الوساطة.

وكانت وزارة الصحة السورية استقبلت 1698 حالة إصابة نتيجة أحداث السويداء، تراوحت شدتها بين الخفيفة والمتوسطة، ومنها 425 حالة حرجة، وتمت الاستجابة من خلال 57 سيارة إسعاف، وتم نقل 1022 حالة لبقية المحافظات.

بينما بلغ عدد القتلى الواصلين إلى المستشفيات الرسمية 260 شخصًا، بحسب بيان نشره وزير الصحة، مصعب العلي، عبر حسابه في منصة “إكس“، في وقت متأخر من مساء الجمعة 18 من تموز.

ومنذ اليوم الثالث لأحداث السويداء، جهزت وزارة الصحة قافلة طبية طارئة، مؤلفة من 20 سيارة إسعاف، وفرقًا طبية متخصصة، وكميات كبيرة من الأدوية والمستلزمات، إلا أن القصف المكثف حال دون دخولها إلى المحافظة، حفاظًا على سلامة الكوادر، مع بقاء القافلة على جاهزية تامة للدخول فور توقف إطلاق النار وتأمين ممرات آمنة، بحسب وزير الصحة.

السويداء.. معركة الخاسرين في سوريا



مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة