محل لبيع الفروج في مدينة إدلب - حزيران 2025 (عنب بلدي/ سماح علوش)
أصحاب المداجن يشتكون
خسائر “كارثية” مع انخفاض أسعار لحوم الدجاج بإدلب
إدلب – سماح علوش
شهدت أسواق مدينة إدلب، شمالي سوريا، انخفاضًا ملحوظًا بأسعار لحم الدجاج، وإقبالًا على شرائه من قبل الأهالي، واعتباره المادة الأساسية في الغذاء نظرًا إلى ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء مقارنة به.
وبعد جولة في أسواق المدينة على محال بيع الفروج، رصدت عنب بلدي إقبالًا على الشراء، وبحسب البائع فراس، فإن انخفاض الأسعار هذه الفترة دعا الأهالي لاغتنام الفرصة وشراء كميات أكبر وتخزينها في الثلاجات بسبب توفر الكهرباء في المدينة، وارتفاع أسعار لحم الغنم الذي وصل سعر الكيلو الواحد منه إلى عشرة دولارات تقريبًا، ولحم العجل إلى ثمانية دولارات.
ويبلغ سعر الكيلو من الفروج الكامل نحو 85 ليرة تركية، ما يعادل دولارين تقريبًا (الدولار الواحد يساوي نحو 40 ليرة تركية).
وتعتبر الليرة التركية والدولار الأكثر تداولًا في إدلب وعموم مناطق شمال غربي سوريا.
وبلغ سعر الفروج في حزيران الماضي أكثر من 100 ليرة تركية (نحو دولارين ونصف)، والصدر دون عظم 140 ليرة (تعادل ثلاثة دولارات ونصفًا)، بينما كان سعر الفخذ والجناح 70 ليرة تركية (أقل من دولارين).
ووفقًا لعدة باعة في السوق، انخفض سعر الفروج خلال تموز الحالي بمعدل يقارب 500 دولار للطن الواحد، إذ تجاوز سابقًا سعر الطن عتبة 2000 دولار، ثم تراجع في الأشهر القليلة الماضية إلى 1800 دولار ليصل سعره حاليًا إلى 1350 دولارًا.
أسباب الانخفاض
بحسب ما أفاد مدير مذبح “مداجن اليمامة”، في إدلب، عمر سيد عيسى، عنب بلدي، يعود انخفاض الأسعار إلى سببين، الأول انتشار الفروج المجمد المستورد والذي ينافس المنتج المحلي بالسعر، مشيرًا إلى جودته السيئة، وإلى أن الإقبال عليه سببه انخفاض سعره مقارنة بالمنتج المحلي.
والسبب الثاني زيادة حجم الإنتاج المحلي، وخاصة بعد سقوط النظام السوري السابق، إذ إن هناك عدة منشآت لتربية الدواجن كانت متوقفة عن العمل وعادت للإنتاج بعد تحسن الظروف وانفتاح المناطق على بعضها.
وفيما يخصّ فروقات الأسعار بين المحافظات، أوضح سيد عيسى أنها متوازنة، ولا توجد فروقات كبيرة لأن الأسواق أصبحت واحدة، ومن الممكن أن تكون تكلفة النقل والمسافات والأجور هي التي تلعب دورًا في فروقات بسيطة بالأسعار.
بالمقابل، قال خالد العزو، وهو صاحب محل لبيع الفروج في إدلب، إن الأسعار تختلف بين الريف والمدينة لعدة أسباب، أهمها ارتفاع إيجارات المحال في المدينة مقارنة بالأرياف، فيضطر بعض الباعة لرفع الأسعار قليلًا لتحقيق هامش ربح يضمن لهم تأمين الإيجار، ودخل يناسب المعيشة.
المربي خاسر
وصف سيد عيسى انخفاض الأسعار بـ”الكارثي”، مشيرًا إلى خسائر فادحة لمربي الدواجن، إذ إن انخفاض السعر لم يغطّ التكلفة الفعلية لتربية الفروج.
كما أن الأمراض التي زادت وتيرتها في الفترة الماضية تزيد من النفوق، الذي ارتفعت نسبته في بعض المزارع، ووصلت تقريبًا إلى 30%، وبالتالي تزيد من تكلفة الفروج، فتكون الخسارة أكبر للمربي.
سعر البيض مرتفع
بالرغم من انخفاض سعر الدجاج، ارتفع بالمقابل سعر البيض، إذ وصل سعر الطبق (30 بيضة) إلى 120 ليرة تركية (تعادل ثلاثة دولارات) بعد أن كان أقل من 100 ليرة تركية (نحو دولارين ونصف) الشهر الماضي.
من جانبه، بيّن مدير المذبح، سيد عيسى، أن سعر البيض غير مرتبط بالفروج، لأن مزارع الدجاج البيّاض تعتبر منفصلة عن مزارع الفروج، وكل منهما وحدة مستقلة عن الأخرى.
ويعزى السبب الرئيس في ارتفاع سعر البيض إلى انخفاض الإنتاج في قطعان الدجاج البيّاض، الناتج عن الأمراض التي ارتفعت حدتها في الفترة الماضية، والتي يعاني منها مربو الدجاج.
الإنتاج انخفض في بعض المزارع بنسبة أكثر من 50% مع وجود نسبة نفوق كبيرة، وسط توقعات بانخفاض بالإنتاج، ما سينعكس على البيض المعروض في السوق وبالتالي زيادة في الطلب وارتفاع في الأسعار.
وفي حين يبقى الأهالي في المدينة المستفيد الأكبر من انخفاض الأسعار، إلا أنه بالمقابل تشهد أسعار المواد الغذائية الرئيسة ارتفاعًا كبيرًا، فضلًا عن ارتفاع إيجارات البيوت التي تشكل عبئًا إضافيًا، لا سيما أن معظمهم ما زالوا من المهجرين من الأرياف ومنعتهم ظروفهم المادية من إعادة تأهيل منازلهم المدمرة.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :