أعمال ورشات الصيانة لكهرباء محافظة حلب لإعادة التغذية في مراكز التحويل داخل المدينة وريفها - 22 تموز 2025 (الشركة العامة لكهرباء حلب/ فيسبوك)
يصل إلى 22 ساعة.. تقنين الكهرباء يعطل الحياة في حلب
يعاني سكان مدينة حلب من انقطاع طويل للتيار الكهربائي بالتزامن مع موجة الحر التي تضرب المدينة منذ منتصف تموز الحالي، وسط غياب برنامج تقنين معلن، ما يزيد من صعوبة تنظيم الحياة اليومية للأهالي.
وارتفعت شكاوى السكان في أحياء متعددة من اقتصار ساعات التغذية على نحو ساعتين فقط في اليوم، مقابل انقطاع يصل أحيانًا إلى 22 ساعة متواصلة.
وشهدت أحياء مثل الأعظمية والميسر وصلاح الدين والأنصاري الشرقي انقطاعات طويلة في التيار خلال الأسبوع الأخير، دون وجود جدول واضح يمكن للأهالي الاعتماد عليه في تنظيم شؤونهم اليومية.
أعطال بالأجهزة الكهربائية
يسهم غياب الكهرباء المنتظمة في تعطيل الأعمال المنزلية، ويؤثر على تشغيل الأدوات الأساسية مثل الغسالات والمراوح والبرادات، إلى جانب تأثيره المباشر على ضخ المياه، خاصة في الأبنية الواقعة في أحياء تعاني أصلًا من ضعف وصول المياه.
ويواجه سكان حي صلاح الدين مثلًا صعوبة في تشغيل مضخات المياه بسبب انقطاع التيار، ما يضطر بعضهم إلى الاعتماد على طرق بديلة كشراء المياه من صهاريج خاصة.
كما يسبب عدم انتظام التيار الكهربائي وعودته المفاجئة بأعطال متكررة في الأجهزة الكهربائية.
وذكرت هدى مصري، وهي من سكان الحي، أن أجهزة كهربائية منها البراد تعرضت لأعطال نتيجة تذبذب التيار، مما أدى إلى خسائر إضافية يصعب تحملها.
“الأمبيرات”.. بديل مكلف وغير مستقر
مع غياب الكهرباء “النظامية”، يضطر العديد من السكان للاعتماد على الكهرباء المنتجة من مولدات “الأمبيرات”، رغم ارتفاع تكاليفها.
ويصل سعر الاشتراك بـ”الأمبير” الواحد أسبوعيًا إلى نحو 75,000 ليرة سورية في أحياء مثل الجميلية والميريديان، بحسب ما رصدته عنب بلدي.
لكن حتى هذه البدائل بدأت تتعرض لضغط كبير، إذ أدى ارتفاع درجات الحرارة والأحمال المتزايدة إلى تعطل عدد من المولدات أو انفجارها في بعض الأحياء.
أوضح محمود طحان، صاحب محل بقالة في حي صلاح الدين، أن الاعتماد على “الأمبيرات” لتشغيل البرادات والمكيفات يفرض تكاليف تشغيلية مرتفعة على أصحاب المحال التجارية، خاصة في ظل غياب الكهرباء “النظامية”، مما يزيد من الأعباء اليومية ويقلص هامش الربح بشكل كبير.
عطل في خطوط التوتر
عنب بلدي حاولت التواصل مع مدير الشركة العامة لكهرباء حلب، محمود الأحمد، للحصول على توضيحات حول أسباب التقنين الذي أدى إلى طول ساعات الانقطاع وغياب برنامج تقنين واضح، إلا أنها لم تتلقَّ ردًا حتى لحظة نشر التقرير.
واكتفى المكتب الإعلامي للشركة بالقول إن الانقطاع كان ليوم واحد نتيجة عطل على خط حماة، وهو ما أشار إليه الأحمد خلال الأسبوع الماضي لصحيفة “الجماهير” المحلية.
وذكر أن أسباب التقنين الطويل تعود إلى عطل على أحد خطوط التوتر العالي بين حلب وحماة، بالإضافة إلى فصل مفاجئ في مجموعات التوليد بالمحطة الحرارية، ما أدى إلى انخفاض حصة حلب من التيار المخصص للتغذية.
الشركة العامة للكهرباء في حلب أعلنت عبر صفحتها على “فيسبوك”، في 22 من تموز الحالي، عن استمرار ورشات الصيانة الفنية في عدة مراكز تحويل داخل المدينة وريفها.
وشملت أعمال الصيانة مركزًا في العرقوب بمخرج الحميدية، ومركزًا في حي صلاح الدين، بالإضافة إلى إصلاح عطل تفريعة جبل الحص المغذية من محطة السفيرة.
وأكدت الشركة أن هذه الخطوات تأتي ضمن خطة لتحسين واقع الكهرباء وضمان استمرارية الخدمة، وسط استمرار معاناة الأهالي من انقطاع التيار الطويل.
انفجارات بمولدات “الأمبير”
في ظل استمرار موجة الحر وغياب برنامج تقنين واضح، تبقى الكهرباء في مدينة حلب أزمة يومية تتجاوز انقطاع التيار، لتشمل آثارًا مباشرة على تفاصيل المعيشة، من المياه إلى الأجهزة، دون حلول قريبة تلوح على المنظور القريب.
وشهدت مدينة حلب خلال الأشهر الماضية حوادث لمولدات كهرباء مخصصة لتوزيع “الأمبيرات”، كان أبرزها في حي السبيل منتصف حزيران الماضي، وأسفر عن ثلاث إصابات وأضرار مادية، بحسب الدفاع المدني.
كما سجل انفجار سابق في حي الشيخ طه مطلع العام الحالي، دون أن تتخذ إجراءات واضحة لتحسين شروط السلامة.
وتعاني أكثر من نصف محافظة حلب من انقطاع متكرر في التيار، لا سيما في الأحياء الشرقية، حيث تعرضت 70% من البنية التحتية الكهربائية للدمار، ما يزيد من صعوبة أعمال الصيانة ويطيل أمد التقنين، وذلك وفق مدير شركة الكهرباء.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :