أبي المنى ينقلب على موقفه بشأن السويداء

شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز في لبنان سامي أبي المنى يقول إن الدولة السورية تتحمل مسؤولية ما حصل في السويداء - 22 كانون الأول 2024 (الوكالة الوطنية للإعلام)

camera iconشيخ عقل طائفة الموحدين الدروز في لبنان سامي أبي المنى يقول إن الدولة السورية تتحمل مسؤولية ما حصل في السويداء - 22 كانون الأول 2024 (الوكالة الوطنية للإعلام)

tag icon ع ع ع

قال شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز في لبنان، سامي أبي المنى، إن الدولة السورية تتحمل مسؤولية ما حصل في السويداء، مستغربًا منها كيف سمحت للأوضاع أن تتفاقم لهذا الحد، وذلك في انقلاب على تصريحات سابقة حمّل فيها الشيخ حكمت الهجري المسؤولية.

واعتبر خلال لقائه مع قناة “روسيا اليوم“، الاثنين 28 من تموز، أنه كان يتوجب عليها أن تفعل صيغة الحوار والتفاهم بدلًا من ذلك، وأن تصيغ اتفاقًا يطمئن أهل السويداء والأقليات، ويزرع الثقة في شعبها، وكان أجدر بالدول الراعية للثورة السورية، مساعدة الدولة على بنائها وإنشاء عقد اجتماعي يطمئن الناس.

وطالب بعودة المحتجزين من أهالي السويداء، وخاصة النساء، إذ توجد لوائح تضم أكثر من 500 مفقود، مشيرًا إلى أن الخسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات، وهناك مؤسسات إحصائية تعمل على قضية المفقودين، مصرًا على محاسبة “المرتكبين المسؤولين” عن الجرائم.

وأوضح أن شيخ عقل الطائفة في سوريا حكمت الهجري عانى الكثير، وكان مستهدفًا، وطلب أبي المنى من شيوخ العقل التطلع إلى المستقبل، والمستقبل هو أن يكونوا ضمن هذه الدولة السورية الواحدة الموحدة، وعلى الدولة احترام كل مكوناتها.

الفصائل المحلية تتحمل جزءًا من المسؤولية كونهم على الأرض، لكنهم في موقع الدفاع عن أرضهم، ولم يهاجموا مدينة أو محافظة أخرى، وكل من كان على الأرض يتحمل المسؤولية، وفق تعبيره.

أبي المنى مقرب من السياسي اللبناني الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي، وليد جنبلاط، وهو أحد أبرز الوجوه الدرزية في لبنان.

واستغرب أبي المنى من تجمع العشائر من كل “حدب وصوب” لـ”تحرير السويداء”، وكأنها “تحرر القدس”، متسائلًا هل الأمر مخطط له أم لا؟

وربط تصاعد التوتر بالمفاوضات بين الرئيس السوري، أحمد الشرع، وإسرائيل في أذربيجان، مستفسرًا هل إسرائيل خدعت الشرع في الدخول للسويداء؟

اتفاق وقف إطلاق النار حصل برعاية أمريكية، وهذا يدل على أن سوريا تحت الرعاية الأجنبية، بحسب أبي المنى، مضيفًا أن هذه الدولة تحتاج إلى الرعاية، لكي تستطيع أن تبني نفسها، وأن تحقق الطمأنينة لشعبها.

ولفت إلى أن الاتفاق حصل بحوار بين إسرائيل وسوريا، ويوجد تفاهمات كبرى تجري في المنطقة، محذرًا أهالي السويداء بأن هناك ما يخطط، ولا ينبغي أن يدفعوا هم الثمن.

طائفة الموحدين الدروز في لبنان تواصلت مع السفارة السعودية في دمشق، ومع وزارتي الشؤون الاجتماعية والعمل والداخلية، ومع الأمم المتحدة، والهلال الأحمر السوري، والصليب الأحمر اللبناني، كاشفًا أن أهالي السويداء يوزعون أنفسهم على شكل هيئات متخصصة بكل الأقسام، لسهولة العمل والتواصل.

واستاء من معاملة أبناء “الطائفة الدرزية” في سوريا، كونهم من “حرر سوريا”، وعمل من أجل استقلالها، ولا يؤيدون ألا الوحدة الوطنية، قائلًا”: “أهل السويداء قادرون على أن يتولوا أمرهم، ولكن واجبنا أن نكون إلى جانبهم، ونساعدهم، ونساعد سوريا على بناء ذاتها، فسوريا هي المتنفس الأول للبنان، ولطائفة الموحدين الدروز”.

وأعلنت وزارة الداخلية السورية، في 19 من تموز، عن بنود اتفاق وقف إطلاق النار في مدينة السويداء، الذي جاء بعد المفاوضات التي جرت بين الرئيس السوري للمرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، ورئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بدعم من الولايات المتحدة الأمريكية وتبنته تركيا والأردن وجيرانهما.

والتقى وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، وزير الخارجية الفرنسي، جان نويل بارو، والمبعوث الأمريكي إلى سوريا، توماس براك، في العاصمة الفرنسية، باريس، في 25 من تموز، وتمت الموافقة على دعم الحكومة السورية في مسار الانتقال السياسي الذي تقوده، بما يهدف إلى تحقيق المصالحة الوطنية، وتعزيز التماسك المجتمعي لا سيما في مناطق شمال شرقي سوريا ومحافظة السويداء.

تناقض في المواقف

كان شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز في لبنان حمل، في 22 من تموز، مسؤولية التوترات والاشتباكات التي حصلت في السويداء جنوبي سوريا، للشيخ حكمت الهجري، بعد عقد اتفاقية وقف إطلاق نار.

وأوضح أن التحدي والمواجهة والتعبئة لا توصل إلا إلى الدم والدموع والخراب، ومنذ البداية وضعت الطائفة يدها بيد الدولة السورية المنتصرة على نظام بشار الأسد السابق، بحسب ما قاله لـ“الإخبارية” السورية الرسمية.

وأشار أبي المنى إلى أن مسؤولية الأحداث في السويداء تقع على الشيخ حكمت الهجري، فمن المفترض أن يظهر الأخير تجاوبًا أكبر ومرونة في التعاطي مع التطورات.

واندلعت، في 12 من تموز الحالي، اشتباكات بين فصائل محلية، ذات طابع درزي، مع سكان في حي المقوس من بدو السويداء، على خلفية خطف مدني مع سيارته من الطائفة الدرزية الذين اتهموا البدو في تنفيذ عملية الخطف.

وبعد حصار حي المقوس تدخل الأمن العام التابع للحكومة السورية، بذريعة فرض الأمن في المدينة ما أدى لمواجهات مع الفصائل المحلية، وكان على رأسها، “المجلس العسكري في السويداء” ما استدعى تدخلًا من قبل إسرائيل لإجبار القوات الحكومية على التراجع ومن بعدها جرت اشتباكات مع العشائر العربية انتهت بتدخل مباشر من الأمن الداخلي الذي استطاع ضبط الأمن في محيط المحافظة.



مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة