الشيباني من موسكو: الحوار مع روسيا "خطوة استراتيجية"

لافروف: “نتطلع” لزيارة الشرع منتصف تشرين الأول

الشيباني يلتقي ويزر الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، في أول زيارة رسمية لمسؤول سوري إلى موسكو منذ سقوط نظام الأسد 31 من تموز 2025 (وكالة سانا)

camera iconالشيباني يلتقي ويزر الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، في أول زيارة رسمية لمسؤول سوري إلى موسكو منذ سقوط نظام الأسد 31 من تموز 2025 (وكالة سانا)

tag icon ع ع ع

قال وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، في تصريحات من موسكو نقلتها وكالة “سانا”، إن “سوريا تتطلع إلى إقامة علاقات صحيحة وسليمة مع روسيا قائمة على التعاون والاحترام”، معتبرًا أن سوريا تواجه مرحلة مليئة بالتحديات، لكن “هناك فرص كبيرة لسوريا قوية وموحدة ونطمح أن تكون روسيا إلى جانبنا في هذا المسار، بحسب الشيباني.

ووصل الشيباني، العاصمة الروسية موسكو، اليوم، في أول زيارة رسمية لمسؤول سوري إلى روسيا، منذ سقوط نظام الأسد في 8 من كانون الأول الماضي 2024.

في المؤتمر الصحفي الذي جمع الشيباني، اليوم 31 من تموز، بنظيره الروسي عقب الجلسة، أعلن الجانبان، إعادة النظر بالاتفاقيات الاقتصادية السابقة الموقعة بين الطرفين.

وأعرب لافروف، عن تطلع بلاده لتكثيف الحوار مع دمشق، مضيفًا: “اتفقنا على التعاون لتجاوز التحديات كما أكدنا حرصنا على ضرورة الحفاظ على وحدة سوريا واحترام سيادتها واستقلالها”.

دعوة الشرع لزيارة موسكو 

وأكد لافروف على أن روسيا تعارض محاولة البعض زعزعة استقرار سوريا واستخدامها ساحة لتصفية الحسابات، مشيرًا إلى أن الخطوات التي اتخذتها سوريا وأعلن عنها الرئيس أحمد الشرع، ستساعدها على تجاوز الأزمة التي تمر بها.

وقال لافروف إن روسيا تتطلع لزيارة الرئيس السوري للمرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، إلى روسيا لحضور القمة العربية الروسية، المزمع عقدها في 15 من تشرين الأول المقبل.

الوزير الشيباني اعتبر أن الحوار مع روسيا “خطوة استراتيجية” تدعم مستقبل سوريا، مضيفاً: ” نحن في مرحلة إعادة الإعمار بحاجة لجميع الشركاء ونعمل على الاستفادة من دروس الماضي لبناء المستقبل.

وكانت روسيا الحليف الرئيس والراعي الدولي الأبرز لنظام الأسد المخلوع، حيث شاركت عسكريا في الصراع داخل سوريا منذ 30 من أيلول 2015، وساهم الطيران الروسي والدعم العسكري الكبير للأسد باستعادة النظام السيطرة على مناطق واسعة من الجغرافية السورية.

العدالة الانتقالية

الوزير الشيباني خلال المؤتمر الصحفي مع الوزير الروسي تطرق إلى عدة أمور في سوريا كان أبرزها الشراكة مع روسيا في مسار العدالة الانتقالية.

وتؤوي روسيا رئيس النظام المخلوع بشار الأسد وعائلته وعدد من المقربين منه، حيث يتهم السوريون بشار الأسد بأنه المشرف الرئيس على الجرائم والانتهاكات المرتكبة بحق الشعب السوري، كاستخدام الأسلحة الكيميائية ضد المدنيين، والاعتقال والإخفاء القسري بحق الآلاف.

وأعرب الشيباني خلال المؤتمر عن تطلع سوريا إلى تعاون وتنسيق كامل مع روسيا لـ”دعم مسار العدالة الانتقالية فيها بما يضمن إعادة الاعتبار للضحايا”، مشيرًا، إلى أن العلاقات السورية الروسية تمر بمنعطف “حاسم وتاريخي”، وأن التعاون مع روسيا يقوم على “أساس الاحترام”.

اعتداءات إسرائيل

تطرق الشيباني، خلال المؤتمر الصحفي، إلى الممارسات الإسرائيلية على الأراضي السورية، منذ سقوط الأسد وحتى اليوم.

وعمدت إسرائيل، إلى قصف مواقع ومراكز ذخيرة الجيش السوري، بعد سقوط النظام، فيما تقول أنه لحماية لأمنها، كما احتلت مساحات على الشريط الحدودي المحاذي.

وتدخلت مؤخرًا بذريعة “حماية الدروز”، خلال أحداث السويداء الأخيرة، فعمدت إلى قصف مواقع وثكنات للجيش السوري المتمركزة على أطراف السويداء، كما قصفت مبنى رئاسة الأركان بدمشق، وقرب القصر الرئاسي.

وقال الشيباني، إن الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على أراضينا تغذي العنف وتزعزع الاستقرار ويجب وقفها، معتبرا أن تدخلات إسرائيل تعقد المشهد على الساحة السورية.

بينما اعتبر لافروف أن “الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية تنتهك القانون الدولي ومن الضروري وقفها”.

عقب لقاء الشيباني ولافروف، التقى وزير الدفاع السوري، مرهف أبو قصرة، بنظيره الروسي، أندريه بيلوسوف، لبحث العديد من القضايا المشتركة. بحسب وكالة “سانا” الرسمية.

فحوى الجلسة

نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي فيرشينين، ذكر قبيل اجتماع الشيباني ولافروف، أن الوزير لافروف سيبحث مع وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني في موسكو العلاقات الثنائية، والوضع الإقليمي.

وقال فيرشينين في حديث لوكالة “تاس”: “موضوع أي مفاوضات واسع جدا، حيث سنبحث التعاون التجاري والاقتصادي ومشكلات المنطقة السياسية. الشرق الأوسط اليوم، بل وفي الأمس، كان دائما محورا لأي مشاورات بين البلدين”.

وأشار إلى أن المباحثات ستولي اهتماما خاصا لسبل خروج سوريا من الوضع الصعب الذي تعيشه، لافتًا إلى استمرار بحث عمل القواعد العسكرية الروسية على الأراضي السورية.

وتابع: “تجرى اتصالات بشأن القواعد الروسية في سوريا بما يضمن أمن قواتنا، ويراعي أهمية وجود قواعدنا في سوريا للأمن الإقليمي”.

وحول القواعد الروسية، قال نائب وزير الخارجية الروسي: “في ظل الوضع الصعب في المنطقة، وحتى في سوريا نفسها، يمكن لقواعدنا أن تلعب دورا هاما في إيصال وتأمين المساعدات الإنسانية لسوريا”.

وتورطت القواعد الروسية، في دعم ما يطلق عليهم ” فلول  النظام”، خلال أحداث الساحل التي امتدت بين 6 و10 من آذار الماضي.

مصدر أمني، كشف لعنب بلدي، حينها عن تنسيق جرى بين قاعدة “حميميم” الروسية، وهذه الفلول لدعم ما يسمى بعملية “تحرير الساحل”.

وقدمت القاعدة الروسية أسلحة وعتادًا لهذه المجموعات، وذلك من باب للقاعدة قرب قرية “بستان الباشا” التي تبعد عن القاعدة حوالي 2.7 كيلومتر، وهذه البلدة تابعة إداريًا لمدينة جبلة في محافظة اللاذقية.




×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة