محافظة دمشق تستجيب لشكاوى مكب “الإدعشرية”

مكب نفايات الادعشرية بالقرب من باب شرقي في دمشق- 12 آذار 2025(عنب بلدي/كريستينا الشماس)

camera iconمكب نفايات الإدعشرية بالقرب من باب شرقي في دمشق - 12 آذار 2025 (عنب بلدي/كريستينا الشماس)

tag icon ع ع ع

أعلنت محافظة دمشق، الأربعاء 30 من تموز، عن نقل مكب النفايات في منطقة “الإدعشرية” بباب شرقي إلى موقع بديل مناسب.

وقال مدير مديرية نظافة دمشق، المهندس عبدو وليد علوش، في تصريح خاص لعنب بلدي، إن مكب النفايات في منطقة “الإدعشرية” بباب شرقي كان بشكل مؤقت كما هو معروف، كمحطة وسيطة لنقل القمامة من مختلف أنحاء مدينة دمشق إلى المكب النهائي (المطمر) الخاص بالمدينة في منطقة الغزلانية-دير الحجر.

وأوضح علوش، أنه تم انتقاء محطة نقل الكسوة كونها محطة مبينة وجاهزة وقريبة من المدينة، وهي واحدة من مجموعة محطات نقل القمامة التي تم بناؤها وفق المخطط التوجيهي لإدارة النفايات الصلبة المعتمدة من حكومة النظام السابق عام 2006.

وأضاف أنه منذ ذلك الحين، تم تقييم الأثر البيئي لكافة المحطات قبل تشييدها، مشيرًا إلى أن مساحة محطة نقل الكسوة تبلغ قرابة 2000 متر مربع، وتعود ملكيتها لمحافظة ريف دمشق، علمًا أن المحطة بعيدة عن التجمع السكاني.

ونوه علوش إلى أن محطة الكسوة، هي محطة قائمة بالفعل قبل نقل قمامة مدينة دمشق إليها، ويتم نقل النفايات من القرى المجاورة إليها، كما يوجد عقد استثمار خاص بفرز النفايات، وأيضًا هناك عمال للمستثمر ضمن هذه المحطة.

وعن الصعوبات التي واجهت مديرية نظافة دمشق في نقل نفايات مكب “الإدعشرية”، قال علوش، إن موقع محطة الكسوة بعيد نسبيًا مقارنة بموقع محطة نقل باب شرقي، الأمر الذي قد يشكل فارقًا من ناحية دورة ترحيل الحاويات في المدينة، نظرًا لزيادة المسافة المقطوعة من قبل الآليات العاملة على ترحيل النفايات من مدينة دمشق.

بالإضافة إلى إمكانية تعرض الآليات لأعطال أثناء الرحلة المقطوعة من منطقة التخديم الموكلة لها إلى محطة الكسوة، خاصة وأن أغلب الآليات العاملة لدى مديرية النظافة هي آليات قديمة، وفقًا لعلوش.

ولفت إلى أن موقع محطة “الإدعشرية” مستملك لصالح وزارة الأوقاف، وهو جزء من المخطط التنظيمي الجديد للمنطقة، وبناءً على ذلك سيتم التعامل مع الموقع.

استجابة لشكاوي الأهالي

أوضحت محافظة دمشق في بيانٍ نشرته عبر صفحتها الرسمية على “فيس بوك“، أن القرار يأتي استجابةً لشكاوي الأهالي المتكررة ومعاناتهم اليومية جراء الروائح الكريهة، والمظهر غير اللائق الناتج عن وجود المكب خلف أحد المساجد وأمام كنيسة ومجمع ديني.

ما جعل المكبّ مصدر إزعاج بيئي واجتماعي، خصوصًا في حي يعد من أعرق أحياء دمشق، رغم مطالبات الأهالي بنقله منذ أكثر من 20 عامًا في عهد النظام البائد الذي لم يستجب للمطالب، بحسب بيان محافظة دمشق.

وأكدت المحافظة مسؤوليتها بخدمة المواطنين والمحافظة على المظهر الحضاري للمدينة، والتزامها بتحقيق بيئة نظيفة وصحية تحترم خصوصية المكان وأهمية التراث، واضعة في أولوياتها صيانة الأحياء القديمة من أي مظهر يسيء إلى طابعها التاريخي.

ونوهت المحافظة أن أعمال إزالة المكب، ستتم تحت إشرافها وبجهود تبذلها مديرية النظافة، وذلك وفق برنامج عمل منظم يضمن إنجاز المهمة بسلاسة وكفاءة.

وتوجهت المحافظة في ختام بيانها، بالشكر للأهالي على تعاونهم وحرصهم الدائم على بيئتهم وأحيائهم، مؤكدة استمرارها في الاستجابة لملاحظاتهم والعمل لمصلحة الجميع.

متابعة سابقة

تابعت عنب بلدي مشكلة أهالي “الإدعشرية” حول وجود محطة نقل نفايات في حيهم السكني منذ آذار الماضي، والذي كان من المفترض نقلها إلى موقع بديل منذ ذلك الوقت.

وفي تصريح سابق ذكر المشرف العام على قطاع البيئة في مديرية نظافة دمشق، صبري عباس، لعنب بلدي، في 19 من آذار الماضي، أنه يتم العمل على إيجاد مواقع بديلة لنقل مكب نفايات “الإدعشرية” إلى محطة نقل “مؤقتة” تجميعية، خلال “أسابيع قليلة”.

وبعد أسابيع من التصريح واستمرار معاناة أهالي الإدعشرية، تواصلت عنب بلدي من جديد مع عباس لمعرفة حيثيات الأمر وسبب التأخير في نقل المحطة، غذ أوضح أن هناك مشكلات تواجههم في تحديد موقع جديد لمحطة نقل النفايات.

وأكد عباس أن مديرية نظافة دمشق تجري نقاشات مع نظيرتها في ريف دمشق، لتحديد محطة نقل جديدة ضمن المعايير النموذجية البيئية وبعيدة عن التجمع السكاني، وكل الأماكن التي اقترحت وتبعد عن الأحياء السكنية مسافة خمسة كيلومترات أقل تقدير، قوبلت بالرفض من قبل السكان.

أضاف صبري عباس أن إحدى الصعوبات التي تعترض طريقهم، هي قلّة وجود أماكن مناسبة لمكب النفايات، إضافة إلى أن المكان يجب أن يكون قريبًا نوعًا من على العاصمة، أي ألاّ يبعد بين دمشق وريفها عن مسافة 15 كيلومترًا كحد أقصى.

ولم تقتصر معاناة أهالي “الإدعشرية”  على خطورة التلوث البيئي والغازات السامة المنبعثة من النفايات في منطقتهم، فغياب الخدمات الصحية والكهرباء وقلة مياه الشرب، تجعل حالهم المعيشي أكثر تعقيدًا.

تقع منطقة “الإدعشرية” في مركز مدينة دمشق، بالقرب من باب شرقي، ويطل المكب على الشارع العام الواصل بين منطقة باب شرقي وباب توما والزبلطاني، والتي تعتبر مناطق ذات كثافة سكانية.

ويلاصق حائط المكب مسجد ومجمع “الفتح الإسلامي” التابع لجامعة “بلاد الشام”، ما أثار غضب المصلين وسكان المنطقة.




×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة