قطاع النحل في درعا يترّنّح موسم بلا طرد وسكر بدل الرحيق

نحال يكشف على خلايا النحل في بلدة كويا في ريف درعا الغربي - 13 أيار 2025 (عنب بلدي/ محجوب الحشيش)

camera iconنحال يكشف على خلايا النحل في بلدة كويا في ريف درعا الغربي - 13 أيار 2025 (عنب بلدي/ محجوب الحشيش)

tag icon ع ع ع

درعا – محجوب الحشيش

شهد موسم العسل الحالي في محافظة درعا جنوبي سوريا انخفاضًا في الإنتاج والجودة.

وأسهم الجفاف الناتج عن قلة الأمطار خلال فصل الشتاء الماضي في عدم تفتح الأزهار، ما أدى إلى شحّ في مراعي النحل.

وبعد تراجع الإنتاج، ارتفع سعر العسل وسط خشية السكان من عدم وجود عسل صافٍ، عقب اعتماد المربين في تغذية النحل على السكر.

تراجع في الإنتاج

أحمد السموري، يمتلك 50 خلية عسل في حوض اليرموك، قال لعنب بلدي، إن الإنتاج كانت ضعيفًا بعد قطاف العروة الربيعية لهذا الموسم.

ولم يتعدّ إنتاج الخلية الواحدة لدى أحمد ستة كيلوغرامات، في حين كان يتعدى 15 كيلوغرامًا في المواسم السابقة.

وأرجع أحمد تراجع الإنتاج إلى قلة الأزهار في المراعي، حيث لم تهطل أمطار كافية تتيح تفتح الأزهار، المصدر الرئيس للرحيق المنتِج الطبيعي للعسل.

وقال إنه رحّل خلايا النحل إلى محافظات سورية، إلا أن حالة الجفاف كانت عامة في كل أنحاء سوريا.

محمد العمار، مربي نحل يمتلك 100 خلية، وهو نائب رئيس “الجمعية النوعية لتربية النحل” في مدينتي نوى وإزرع، قدّر تراجع الإنتاج بنسبة 30% مقارنة بإنتاج المواسم خلال الأعوام الماضية.

وقال العمار لعنب بلدي، إن العوامل المناخية أثّرت بشكل كبير على إنتاجية العسل وعلى تكاثر النحل.

وأضاف أن هذا الموسم كان الأقسى على النحل، إذ لم تشهد المنطقة تفتح الأزهار أو الأشواك، وحتى الأشجار البرية لم تكن في سوية عالية من تفتح الأزهار.

وأشار العمار إلى أن الجفاف لم يؤثر فقط على العسل إنما أثر في القطيع بشكل أكبر، إذ لم “يطرد” النحل، موضحًا أنها عملية تتشكل من خلالها خلايا جديدة.

مديرية زراعة درعا، قدّرت عدد خلايا النحل بنحو 45,000 خلية على مستوى المحافظة.

وتكثر تربية النحل في منطقة حوض اليرموك بريف درعا الغربي بسبب قربها من وادي اليرموك وكثرة المربين فيها.

عوائق التربية

عدة معوقات دفعت المربين لبيع عدد من خلاياهم وبعضهم هجر مهنة التربية، بحسب النحّال محمد العمار.

ومن أهم العوائق، التكلفة العالية في ترحيل الخلايا والمتمثلة في أجور السيارات المرتبطة بأسعار المحروقات.

ووصل سعر الليتر الواحد من المازوت إلى 9000 ليرة سورية (حوالي 90 سنتًا أمريكيًا)، وسعر البنزين 12,000 ليرة سورية (حوالي 1.2 دولار).

ويعادل الدولار الأمريكي الواحد نحو 10,000 ليرة، وفق السعر الرائج في السوق السورية حاليًا.

ويحتاج المربي إلى ترحيل خلايا النحل لأكثر من محصول، إذ يرحّل النحل داخل محافظة درعا ما بين المناطق الدافئة مثل وادي اليرموك خلال فصل الشتاء، ثم يرحّلها في الربيع إلى مراعي الكينا واللوزيات وغيرها.

كما يرحّل المربون خلاياهم إلى الساحل السوري في موسم إزهار الحمضيات، وإلى ريف دمشق في موسم إزهار اليانسون وحبة البركة، وإلى شمال شرقي سوريا في موسم القطن.

أحمد السموري، قال إنه رحّل خلايا النحل إلى محافظة حمص وسط سوريا، في أيار الماضي، ومن بعدها رحّلها إلى محافظة القنيطرة في الجنوب.

وتبلغ تكلفة كل عملية ترحيل نحو مليوني ليرة سورية بالحد الأدنى (تعادل 200 دولار).

العمار قال إن المصاعب لم تقتصر على تكلفة ترحيل النحل، إنما هناك عوائق السرقة التي تدفع المربي لاستئجار حارس، ما يزيد التكلفة على المربي.

كذلك هناك تحديات أمنية ما زالت تعوق حركة المربي، ولا سيما في مناطق شمال شرقي سوريا، تدفعه لعدم المغامرة في ترحيل خلاياه إلى هذه المناطق.

وأشار إلى أن هناك ارتفاعًا في أسعار الخشب، إذ يبلغ سعر كل خلية 350,000 ليرة (نحو 35 دولارًا)، كذلك هناك ارتفاع في أسعار الأدوية مع فقدان بعضها.

وقال العمار إنه لم يجد جهازًا لفحص الحموضة في سوريا وحتى في لبنان، وكذلك بعض الأدوية مفقودة وإن وُجدت فهي مرتفعة الثمن.

عسل رديء

قال العمار، إن نسبة جودة العسل انخفضت لاعتماد المربي على التغذية بمحلول السكر خوفًا من نفوق القطيع.

وميّز العمار بين من يغذي النحل للمحافظة على حياتها وبين من يغشّ العسل عبر طبخه في مواد ذات لزوجة وإضافة منكهات إليه وبيعه على أنه عسل منتَج من خلايا النحل.

وارتفعت أسعار العسل في السوق المحلية في محافظة درعا، إذ وصل سعر الكيلو إلى 250,000 ليرة، بعد أن كان لا يتجاوز 150,000 ليرة خلال العام الماضي.

وكان مربو النحل في منطقة حوض اليرموك بريف درعا الغربي تعرضوا لخسارات، مطلع العام الحالي، بسبب منع الجيش الإسرائيلي الذي توغل في المنطقة المربين من الوصول إلى أماكن وجود خلاياهم، وفق شهادات مربين لعنب بلدي.




×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة