“خان شيخون” يتأهل إلى الدوري الممتاز لكرة القدم

عنب بلدي – مارينا مرهج

بعد سنوات من العمل المتواصل والتحديات الكبرى، نجح نادي خان شيخون في حجز مقعده ضمن سجل أندية الدوري السوري الممتاز لكرة القدم، في إنجاز تاريخي للنادي وللمنطقة التي عانت الكثير خلال السنوات الماضية.

وتأهل نادي خان شيخون رسميًا إلى الدوري السوري الممتاز لكرة القدم، بفوزه على أهلي الميادين بمجموع مباراتي الذهاب والإياب 2/6 في الملحق المؤهل للدوري الممتاز.

وكان قد تعادل مع أهلي الميادين بهدفين في مباراة إياب الملحق المؤهل للدوري الممتاز، التي أقيمت في 1 من آب الحالي بحلب، بعد فوزه برباعية نظيفة في مباراة الذهاب التي جرت على الملعب البلدي بإدلب في 28 من تموز الماضي.

“لم يكن محض مصادفة”

تعليقًا على تأهل نادي خان شيخون إلى الدوري السوري الممتاز، قال مدرب الفريق، عبد الوهاب مخزوم، إن هذا التأهل “لم يكن محض مصادفة، بل هو نتاج عمل طويل وجهد كبير بذله الطاقم الفني والإداري واللاعبون على مدار سنوات”.

وفي حديث إلى عنب بلدي، بيّن مخزوم أن الاستقرار الفني داخل الفريق، ووجود مجموعة من اللاعبين المتفاهمين الذين يلعبون معًا منذ عدة مواسم، أسهم في الوصول إلى هذه المرحلة المتقدمة.

وحول التحضيرات التي سبقت المباراتين الفاصلتين، أوضح المدرب مخزوم أن الاستعداد تم على ثلاث مراحل متكاملة، بدأت من العاصمة دمشق، حيث أقام الفريق معسكرًا مغلقًا لمدة عشرة أيام، تخللته تمارين مكثفة وعدد من المباريات الودية مع أندية مثل النصر والوحدة الدمشقي.

الخطوة الثانية، الانتقال إلى مدينة إدلب لمعسكر ثانٍ، خاض الفريق خلاله لقاء وديًا مع نادي تفتناز، واختتمت التحضيرات في معسكر ثالث بمدينة طرطوس، تضمن أيضًا مباراة ودية مع فريق شرطة طرطوس.

ونوه مخزوم إلى أن هذه المعسكرات كانت ضرورية لمعالجة الجوانب السلبية وتعزيز النقاط الإيجابية، ما أسهم في الوصول إلى الجاهزية الكاملة لخوض المباراتين الفاصلتين والتأهل بعدهما إلى الدوري الممتاز.

 بعد التأهل.. طريق محفوف بالصعوبات

يرى مدرب نادي خان شيخون، عبد الوهاب مخزوم، أن التأهل إلى الدوري الممتاز هو البداية فقط، فالحفاظ على مكانة النادي بين الكبار، يتطلب استقرارًا ماليًا وتنظيميًا، وهو ما يسعى النادي لتحقيقه رغم محدودية الإمكانات.

وكشف مخزوم أن الجهاز الفني بدأ فور التأهل بوضع خطة واضحة تهدف إلى تصحيح بعض الأمور الفنية وتدعيم الفريق في عدد من المراكز استعدادًا للاستحقاقات المقبلة، لافتًا إلى أن اللعب في الدوري الممتاز يختلف بشكل كبير عن دوري الدرجة الأولى، سواء من حيث القيمة الفنية أو مستوى المنافسة

نادٍ بلا ملعب للتدريب

رغم فرحة التأهل، لا يخفي القائمون على النادي حجم التحديات التي يواجهونها، خصوصًا ما يتعلق بالبنية التحتية والدعم المالي، إذ أوضح الإداري في نادي خان شيخون، خالد خطاب، أن عدم وجود منشأة رياضية أو ملعب خاص في مدينة خان شيخون بسبب التهجير، يشكل تحديًا كبيرًا أمام الفريق.

ولا يحظى النادي بأي دعم مالي من شركات أو مؤسسات، ويعتمد فقط على جهود أعضاء الإدارة وبعض الداعمين المحليين.

ولفت خطاب، في حديث إلى عنب بلدي، أن معظم الأعباء المالية تقع على عاتق الإدارة التي تحاول التواصل مع جهات داعمة، لكنها لم تتلقَ سوى دعم محدود حتى الآن.

وذكر أن الوضع المالي غير مستقر ويهدد استمرار النادي في المنافسة.

تأسس نادي خان شيخون عام 1985، ويمثل المدينة الواقعة في ريف إدلب الجنوبي، والتي شهدت ظروفًا استثنائية خلال سنوات الحرب، ما يجعل من تأهل النادي حدثًا رياضيًا وإنسانيًا يحمل رمزية خاصة لأهالي المنطقة.

وكان المجد قد صعد إلى الدوري الممتاز، إلى جانب نادي الحرية، في بداية شهر تموز، بعد تصدّرهما مجموعتيهما في دوري “الظل”، حيث تصدّر المجد المجموعة الجنوبية بسبع نقاط، بينما تصدّر الحرية المجموعة الشمالية بتسع نقاط، فيما هبط الشرطة وجبلة رسميًا إلى دوري الدرجة الأولى.