محطة قطار حلب - 6 آب 2025 (سانا)
بعد 13 عامًا من التوقف.. قطار حلب – حماة يعود للعمل
أطلقت مجموعة قطار “ترين سيت”، أمس 6 من آب، أول رحلة تجريبية للقطار الذي يربط بين مدينتي حلب وحماة، بعد توقفٍ دام أكثر من 13 عامًا بسبب الحرب.
وقال رئيس مجموعة قطار “ترين سيت”، محمد حمزة أبرم، للوكالة السورية للأنباء (سانا) إن هذه الرحلة “ثمرة عمليات صيانة شاملة طالت القطارات والخطوط”، معتبرًا أنها تمثّل “إنجازًا كبيرًا” بعد سنوات من التعطيل.
وأشار إلى أن الطموح لا يقف عند محطة حماة، بل يشمل إعادة تشغيل كامل الشبكة السككية على مستوى سوريا، وربطها مستقبلًا بشبكة السكك الحديدية التركية عبر غازي عنتاب.
القطار، الذي يقطع المسافة بين حلب وحماة بسرعة تصل إلى 160 كيلومترًا في الساعة، زُوّد بأنظمة تكييف ومرافق خدمية بينها مقصف داخلي.
ولفت حمزة إلى تحديات حقيقية تعيق التوسع، في مقدمتها نقص الكوادر الفنية المؤهلة، وقطع الغيار اللازمة لصيانة الأسطول، داعيًا إلى دعم عاجل لضمان استمرارية المشروع وتوسعه.
من جهته، أوضح معاون رئيس المركز في حلب، محمد خير عبد السلام، لوكالة “سانا” أن ورشات “ترين سيت” عملت خلال الأشهر الثلاثة الماضية على إعادة تأهيل القطارات المتوقفة، إلى جانب إصلاح البنية التحتية الكهربائية والميكانيكية للخط، وتجهيز خطوط السكك الحديدية في عدد من المحافظات.
وقال عبد السلام إن خط حلب – حماة هو البداية، والخطوة التالية ستكون تشغيل خط حلب – حمص، وصولًا إلى دمشق واللاذقية، مع خطط مستقبلية لربط الشبكة بالمنطقة الشرقية وتركيا.
خسائر السكك الحديدة
توقف خط السكك الحديدية بين حلب وحماة عام 2012، مع اشتداد العمليات العسكرية واتساع رقعة الاشتباكات في المناطق الوسطى والشمالية من سوريا، ما أدى إلى خروج عدد كبير من خطوط النقل الحيوية عن الخدمة، منها خط حلب – حماة الذي كان يشكّل ركيزة في نقل الركاب والبضائع بين الشمال والجنوب.
ويمر الخط عبر مناطق شهدت معارك عنيفة مثل (بلدة خطاب في حماة، وأبو الظهور في إدلب، وقرية مشرفة المريج في حلب)، وتعرّض لأضرار كبيرة شملت تدمير أجزاء من السكة، وتخريب محطات ومراكز التحكم، إضافة إلى عمليات نهب طالت العربات ومخازن الصيانة.
كما أن تعقيدات الوضع الأمني وغياب القدرة على الوصول إلى مواقع الصيانة والإصلاح، أدّت إلى عزله بشكل شبه كامل عن بقية الشبكة.
وبحسب تقارير حكومية وتصريحات رسمية في السنوات السابقة، فإن توقف الخط لم يكن بسبب الأعطال فحسب، بل نتيجة فقدان السيطرة الإدارية والتقنية على أجزاء واسعة من مساره، خاصة في ريفي حماة وإدلب، حيث خرجت تلك المناطق عن سيطرة النظام السوري السابق لفترات طويلة.
وتعرضت الخطوط الحديدية في سورية منذ عام 2011 لأضرار بلغت نحو 1.5 مليار دولار، وشكلت أضرار السكة بمحافظة حلب ما نسبته 55 بالمئة من قيمة هذه الأضرار، بحسب الوكالة السورية للأنباء (سانا).
ورغم تصريحات رسمية متكررة عن نية إعادة تشغيل بعض الخطوط، بقي خط حلب – حماة خارج الخدمة لأكثر من 13 عامًا.
ويبلغ طول شبكة الخطوط الحديدية السورية حوالي 2500 كيلومتر، وتهتم المؤسسة بنقل الوقود إلى محطات توليد الطاقة الكهربائية، والحبوب من وإلى صوامع الحبوب، ونقل الغاز والمشتقات النفطية والحاويات من المرافئ البحرية السورية إلى المرافئ الجافة، بالإضافة إلى نقل الركاب بين أغلب المحافظات والمدن.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :