تقرير: احتياجات أمنية تمنع إسرائيل الانسحاب من سوريا

الجيش الإسرائيلي يداهم مواقع للجيش السوري السابق في جبل الشيخ المحتل 25 من آذار 2025 (موقع الجيش الإسرائيلي)

camera iconالجيش الإسرائيلي يداهم مواقع للجيش السوري في جبل الشيخ المحتل - 25 آذار 2025 (موقع الجيش الإسرائيلي)

tag icon ع ع ع

ذكر مركز “ألما” الإسرائيلي للأبحاث في تقرير، نشر الخميس 7 من آب، أن احتياجات إسرائيل الأمنية تمنع أي انسحاب آمن ومستدام من سوريا أو لبنان، معتبرًا أن وجود القوات العسكرية الإسرائيلية في جنوبي سوريا “ليس ورقة تفاوضية مؤقتة، بل موقف أمني استراتيجي طويل الأمد، تفرضه معطيات سياسية وميدانية معقدة”.

وعلى الرغم من النشاط الدبلوماسي الدولي المكثف الذي يهدف إلى استقرار الوضع على الحدود بين سوريا و لبنان وإسرائيل، فإن المتطلبات الأساسية من جانب إسرائيل لانسحاب آمن ومستدام للجيش الإسرائيلي من المواقع المتقدمة في جنوبي سوريا ولبنان غير موجودة في الوقت الحاضر، ومن المشكوك فيه ما إذا كانت ستتوفر في المستقبل القريب، وفق تقرير المركز.

مركز “ألما” متخصص بالأبحاث ويقدم إحاطات ميدانية في مختلف نقاط المراقبة على طول الحدود الشمالية لإسرائيل مع لبنان وسوريا.

وفي سوريا، بحسب التقرير، يسعى ما وصفه بـ”النظام السني الجديد” بقيادة أحمد الشرع، إلى تحقيق هدف رئيس يتمثل في إعادة إرساء سيادة الدولة المركزية على جميع أنحاء البلاد.

ويتعارض هذا الهدف، بشكل مباشر، بحسب التقرير، مع “المطالب الأمنية العليا لإسرائيل بإقامة منطقة عازلة موسعة ومنزوعة السلاح في جنوبي سوريا، والتي تشمل الأراضي الواقعة جنوب دمشق”.

وقد أصبح هذا المطلب مطلقًا في ضوء حقيقة أن الجيش السوري الجديد، بحسب مركز “ألما”، يتألف في جزء كبير منه من “الميليشيات” ومن بينهم عناصر “جهاديون سابقون”، قاموا في آذار وتموز 2025 بما أسماها “مجارز بحق العلويين والدروز”، في إشارة إلى أحداث الساحل والسويداء

مركز “ألما” للأبحاث اعتبر أن وجود الجيش الإسرائيلي في خمس نقاط متقدمة في جنوب لبنان، وفي تسعة مواقع على الجانب السوري من خط فصل القوات لعام 1974، ليس “ورقة مساومة مؤقتة”، بل هو “موقف أمني ضروري وطويل الأمد”، تم اتخاذه في مواجهة “واقع غير قابل للحل دبلوماسيًا”، على حد تعبيره.

ووفقًا للتقرير، فإن سوريا و”حزب الله” لا يعتزمان تلبية ما أسماها “الشروط الإسرائيلية للانسحاب من الجبهتين الشماليتين”، مشيرًا إلى أن أي عملية دبلوماسية تحاول تجاهل هذا الصراع الأساسي محكوم عليها بالفشل.

ويأتي هذا الاستنتاج، بحسب مركز “ألما”، في ضوء “العقيدة الأمنية الإسرائيلية الجديدة”، التي تؤكد على هدف إزالة قدرات ما وصفه بـ”العدو” كأولوية قصوى، وتستبعد نهج الاحتواء أو ضبط النفس أو شراء الهدوء من خلال تجاهل بناء قوة العناصر “الجهادية” على حدود إسرائيل، على حد وصفه، كدرس مباشر من الهجوم الذي شنته “حماس” في 7 من تشرين الأول 2023.

منطقة عازلة

بعد ساعات من سقوط النظام السابق في 8 من كانون الأول 2024، توغلت إسرائيل في عدة مناطق جنوبي سوريا، بمحافظتي القنيطرة ودرعا.

وفي أول تعليق له على التوغل الإسرائيلي بعد تسلمه السلطة، قال الشرع، في 14 من كانون الأول 2024، إن حجج إسرائيل انتهت، معتبرًا أنه لا توجد حجج لتدخل خارجي الآن في سوريا إنهاء الوجود إيران في البلاد، وفق تصريحه.

وأكد الشرع، أنه لا ينوي خوض صراع مسلح مع إسرائيل، معتبرًا أنها ليست المعركة التي سيخوضها.

ورفض رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هرتسي هاليفي، تصريحات الشرع قائلًا في أثناء وجوده على هضبة الجولان السوري المحتل، إن تركيز إسرائيل على أمنها ولا هدف لديها للتدخل في سوريا.

وأضاف هاليفي أن الجيش الإسرائيلي يركز على تأمين الجولان المحتل من “التهديدات المتطرفة”، وفق ما نقلت صحيفة “يديعوت أحرونوت” ، في 14 من كانون الأول 2024.

ودمّر الجيش الإسرائيلي العديد من المواقع العسكرية السورية، في الجنوب السوري ودمشق واللاذقية وحمص وحلب، عقب سقوط الأسد، وهو ما اعتبرته إسرائيل خطوات استباقية لعدم وقوعها بأيدي “المتطرفين”، ولضمان أمنها، على حد قولها.

وتقول إسرائيل، إنها تريد منطقة منزوعة السلاح في الجنوب السوري، منعًا لأي هجمات مستقبلية على أراضيها على غرار ما جرى في 7 من تشرين الأول 2023، وفق حوار لوزير الخارجية الإسرائيلي مع صحيفة “جيروزاليم بوست” في 28 من كانون الأول 2024.

وشنت “حركة المقاومة الإسلامية” (حماس) وعدد من الفصائل الفلسطينية الأخرى في غزة، هجومًا بالصواريخ والطائرات الشراعية على مستوطنات غلاف غزة في إسرائيل، أطلق عليها عملية “طوفان الأقصى” في 7 من تشرين الأول 2023. 

وكثرت مؤخرًا التوغلات الإسرائيلية، في المناطق الجنوبية من سوريا، أحدثها توغل دورية من الجيش الإسرائيلي، الأربعاء 6 من آب، عبر طريق جباتا الخشب باتجاه مزارع الأمل في القنيطرة، ووصلت إلى منطقة عين النورية.

وقال ناشط إعلامي من محافظة القنيطرة، لعنب بلدي، في وقت سابق تحفظ على نشر اسمه لأسباب أمنية، إن الدورية التي توغلت تتألف مما يقارب عشر سيارات ومدرعات، ترافق دخولها مع تحليق مكثف لطائرات استطلاع إسرائيلية في سماء القنيطرة.

إسرائيل تتوغل وتغلق طريقًا في القنيطرة

 



مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة